تشردت ... لـ تعيش حياة " تشبه الحياة " ....!!!




















جدل الواقع والحلم أشد قسوة على الروح يلقي بنا على مفترق وطن ..
حيث تتراكم الهواجس تحت لواء الافق المشرع على كل الإحتمالات ..

هكذا بين مرض الوطن وبؤس التشرد وجدت نفسها ملقاة على قارعة العوز المحتوم
بين ما كان وما وجد ..
صيرورة من الألم المفعم بشذى زهور الحقيقة التي تحملها كل مساء
تتجول بها بين المارة والحافلات
لتبيع الأحلام الملونة بصخب داخلها وبرائحة الجمر الذي تكتوي به ..

ورود حمراء نارية ...........

لم يعد الورد الأحمر يعنى لها سوى تلك الدماء التي انسكبت أمامها تحت ركام بيوت الحي
الذي غادرته في صباح غارة مجهولة دكت حياتها..
فأبت الصور مغادرة أزقة الحنين فكل زهرة قنديل يضيء تلك العتمة المبهمة بين صوتها وصوت الفجيعة ..
لو لم يكن ورد الأحبة أحمر لو أنه أبيض لكان أنقى ..

وبصمت ترادف صوت القهر مع ذاكرة الأكفان الناصعة طهراً ...
و راعها صوت الزبون يعنفها :
لا ورد أبيض لديك كل ما تملكينه هو ورد أحمر وتسألين أي لون تريد !!؟
ابتعدي لم أعد أرغب بكل الزهور ...
تجاوزت الحافلات مسرعة تنظر إلى يدها الخاوية..
إلا من بقايا دم سال على شرود حديث تسكن به ..
عادت بها وخزة الشوك إلى شقاء الطريق ..
فحزمت جثتها
وما تبقى من الحديث وشدت وثاق الدمع لتنهار في ركن مظلم بعيداً عن أعين الواقع المرير

تشهق المأساة بداخلها تستصرخ حضن الوطن وكل الحديث وجام الغضب
وسباب يلوك العجز ويبصق كل المفاهيم المناوئة لإنسانية البشر .

ليل تلك المدينة.. قارس غريب موحش ..
لا يشبه ليل مدينتها الدافئ .. المتجذر بخلايا ذاكرتها..
تستشعر الحنين المنساب على شرفاتها وحكايا الود المغزولة بشمسها ..
وهمس النسيم يسامر الندى ..

تبعثرت في دوامة حالكة المصير يتيمة عن سابق إصرار وترصد ..
هكذا شاءت لها أقدار الموت..
ألقت نظرتها الأخيرة على جثمان أمها المسجى تحت الركام ..
وما زال صراخ المكان رفيقها الذي يستحضر صورة دم أبيها المراق فوق شظايا الحقد ...
وصغار بين الحجارة يد هنا وهول هناك ...
وحلم حلق بعيداً بين الأشلاء لينتهي بها .. " بائعة ورد "

في أصقاع المجهول بين الحزن والوجع صور مضرجة بحقيقة واحدة ..
لقد أصبحت وحيدة إلا من صوتٍ داخلها الذي لن يلين ..

فدفنت ما تبقى من ورد الحياة واعتلت قامة القرار بالعودة إلى أزقة الحلم ..
يراودها الرصاص في جوف بندقية ..!!


هناك حيث البسطاء حيث الموت قسراً أو الموت تشرداً
يحزمون أحلامهم وبقايا صورالضجيج إلى منفى الألم
هناك حيث ترنو العيون ..إلى حياة تشبه الحياة باستثناء وطن
,
,
,
حكاية أنثى تشردت ونزحت عن مدينتها
ومن مثلها كثر