هل تزعجك ذكرياتك المؤلمة ؟؟ ربما اصبح بالامكان التخلص منها ...!!!




















توصل فريق بحثي من الولايات المتحدة إلى أنه من الممكن التلاعب بذكريات الإنسان حتى بعد أن تستقر تقريبا، مما يفتح الطريق أمام استخدام تقنية جديدة لطرد الذكريات القديمة المؤلمة، كتلك المرتبطة بأعمال العنف الأسري أو التجارب الشخصية السيئة.

وأجرى باحثان دراسة حول مدى إمكانية الاعتماد على الذاكرة الخاصة بالتجارب الذاتية، أو الحقائق التي اكتسبها الإنسان على مدى عمره، ووجدوا أنه من الممكن تغيير بعض تفاصيل محتوى الذاكرة عند استدعاء هذه الذكريات وإعادة تخزينها من جديد. وتوقعا أن يساعد هذا الاكتشاف في علاج الصدمات والأمراض النفسية التي تعقب التجارب السيئة التي يتعرض لها الإنسان.

وقام بالبحث كل من جاسون تشان وجيسيكا لاباجليا من جامعة أيوا الأميركية، ونشرت نتائجه يوم الاثنين بمجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم.

وكان العلماء يعرفون بالفعل أن المعلومات المكتسبة حديثا تكون غير مستقرة بالذاكرة وسهلة التغيير والحذف قبل إقرارها في المخ، ولكن تبين للباحثين أنه من الممكن محو المعلومات القديمة بالذاكرة بشكل مشابه للمعلومات التي لم تستقر، وذلك من خلال استدعاء هذه المعلومات القديمة مما يجعلها ضعيفة، ومن ثم تغييرها أو حذفها.



استدعاء الذكرى وتغييرها


وقام الباحثان بعرض فيلم وهمي على متطوعين يظهر فيه هجوم مسلح، ثم استدعوا بعد مرور بعض الوقت ذاكرة المتطوعين لهذا الحدث من خلال توجيه أسئلة لهم عن الفيلم وأحداثه، ثم استمع المتطوعون إلى موجز شفهي لمضمون الفيلم، وذلك بعد أن زور الباحثان بعض مضمونه. وأظهرت إجابات المتطوعين أنهم تبنوا المعلومات الخاطئة في ذاكرتهم، وقد حدث ذلك حتى بعد مرور يومين بين تكوين الذاكرة الحقيقية واستعادة الذكريات.

ولكن الباحثان أكدا ضرورة أن يحدث تغيير الذكريات بعد وقت قصير من وقوع الحدث، أي حينما يكون محتوى الذاكرة في حالة ضعيفة مرة أخرى.

وقال الباحثان إن طريقتهما يمكن أن تساعد في إضعاف الذكريات غير المرغوب بها في المخ، كما أشارا إلى أن محاولة الأطباء النفسيين كبت تجارب بعينها في المخ أثناء العلاج من الصدمات النفسية الناتجة عن التعرض لتجارب سيئة أدت إلى نتيجة عكسية تماما، إذ ثبتتها في الذاكرة، في حين أن الطريقة الحديثة التي تعتمد على استدعاء مثل هذه التجارب وإعادة تحليلها كانت أكثر نجاحا.

ولعل الترجمة الفعلية للتوصيات المقترحة هي أن أفضل طريقة لمواجهة الذكريات القديمة السيئة هي إعادة تذكرها وجلبها للواجهة، ثم معاملتها كذكرى جديدة وإضعافها، فإذا خشيت شيئا لا تهرب منه، بل تذكره وتخلص منه.