الأمة .. وقد أدركت مريم – وهي امرأة – هذه الفوارق فقالت : "وليس الذكر كالأنثى " .. كأن مها لم تقتنع بكلام سارة كثيراً .. فالتفتت أليها سارة وقالت : مها .. عذراً .. أنت لو كنت مدرسة وأردت أن تنظمي حفلاً في مدرستك .. وأردت أن تقومي بعدة أعمال في قاعة الاحتفال .. من تنظيف .. ورسم صحائف .. وتعليق أوراق .. ومسح سبورة .. وإعداد كلمات .. وعندك عشرون طالبة .. متنوعات فيهن السمينة .. والنحيفة .. وفصيحة اللسان .. والأقل من ذلك .. والجريئة .. والخجولة .. من ستختارين للوقوف على الكراسي وصعود السلم لتعليق الأوراق ؟ الطالبة السمينة .. أليس كذلك ؟ تبسمت مها وقالت : لا طبعاً .. بل الطالبة النحيفة الخفيفة .. قالت سارة : ومن ستختارين للتنظيف ..؟ الطالبة الفصيحة الجريئة .. صحيح ؟! قالت مها : لا طبعاً .. هذه سأجعلها تلقي الكلمة الترحيبية .. وغيرها يتولى صف الكراسي والتنظيف .. و .. قالت سارة : طيب هل في تقسيمك هذا ظلم لأحد .. قالت مها : لا طبعاً .. كلهن أعمالهن مهمة .. تكامل وتعاون .. قالت سارة: طيب لو احتجت السمينة .. واعترضت الخجولة .. والنحيفة لم ترض بعملها .. والجريئة أبت أن تلقي الكلمة .. مها : لا .. لن أقبل اعتراضها .. لأن إسناد العمل الذي يناسب طبيعتها .. ليس ظلماً لها .. شعرت سارة أنها وصلت إلى ما تريد .. وقالت : طيب لماذا تعترضين على تخصيص الرجل بشيء وتخصيص المرأة بشيء كل بناء على قدراته ..!! يبدو أن أريج تحمل فكرة مها نفسها .. فقالت - مقاطعة - : سارة .. يعني حرام المرأة تخرج من بيتها ..!! سارة - متعجبة - : لا .. ليس حراماً .. وأنا لم أقل ذلك ..