...(( أيها الجمهور الكريم ))...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
*
أيها الجمهور الكريم ...
حفلنا اليوم , حفل تأبين ...
تأبين . من ...؟
تأبين الضمير العربيّ ...
إنه ميت , ومنذ سنين ...
و اليوم نسجيه , ونكفنه بالياسمين ...
سقط ضحية , ومنذ حين ...!
سقط , بأفعال السلاطين ...
سقط , بكتم الأفواه وقطع اللسان ...
سقط , بالقضبان و الزنازين ...
سقط , بالسيوف و السكاكين ...
سقط , ونحن في ربيع السماسرة العقيم ...
**
أيها الجمهور الكريم ...
من المحيط إلى الخليج ...
من أرثي ...؟
أأرثو نفسي , أم أرثيكم ...
فكلانا , في عتاد الأموات ...
و إن كنا , في الحياة ...
مجرد صور , عائشين ...
أيها الجمهور الكريم ...
تموت الشعوب وتحيى السلاطين ...
هذا ما علمونا أياه ...
استاذة إبليس اللعين ...
مات ابو جهل و أبو لهب ...
وما زال حكامنا ( في العصر الحديث ) ...
على دربهم سائرين ...
أي شعوب و أي حكام ...
يرسو إليهم الجبين ...!
***
أيها الجمهور الكريم ...
أندثرت , روما ووارسو ...
و فارس و الصين ...
و عادت ! ونهضت من بين الركام ...
ونحن , وما زلنا بالوراثة ...؟
أسفل السافلين ...
معذرة , أيها الجمهور الكريم ...
إن كلامي , يمس الصالح ...
قبل اللئيم ...
فهذا الجرح , جرح كل إنسان ...
غيور ...
أزهر , في ربيع الياسمين ...
و لم يحصد سوى الشوك القهور ...
****
أيها الجمهور الكريم ...
في هذا العصر ...
كلنا بحاجة ...
إلى عصر الخلافة الراشدين ...
إلى الصديق ...
إلى الفاروق ...
إلى ذو النوريين ...
إلى الحكيم ...
ومن بعدها , يورق الربيع ...
ويزهر حقا ً , ما هو ونحن به ِ ...
في نعيم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
محمود حاتم الأحدب
تركيا – إستنبول – تقسيم
19.07.2013