ومن الصابون ما قتل ...!!!













كشفت دراسة أميركية حديثة عن وجود أكثر من مادة في الصابون، يمكن أن تسبب وفاة الأطفال الصغار إذا ما انتقلت المادة إلى جهازهم الهضمي عن طريق حليب الأم.

وبينت الدراسة أن هناك أكثر من مادة لها مخاطر على القدرة الجنسية، وعمل الغدد وغيرها.

وأجريت هذه الدراسة في جامعة تينيسي الأميركية ونوقشت نتائجها في الاجتماع السنوي لجمعية أمراض الغدد الصم في سان فرانسسكو.

وأشارت إلى أن مادة "تري كولو كاربان" الموجودة في معظم أنواع الصابون المضاد للبكتيريا أدت لقصر حياة ونفوق معظم صغار الحيوانات، بعد أن تم حقن أمهاتها بهذه المادة.

وتم إعطاء جزء من حيوانات الدراسة طعاما حاويا على كمية من هذه المادة منذ بداية الحمل وصولا للأسبوع الثالث بعد الولادة.

وكان تركيز "تري كولو كاربان" في دم عينات الدراسة مماثلا لتركيزها في جسم الإنسان عندما يستحم لمدة 15 دقيقة بصابون يحتوي على هذه المادة بتركيز بنسبة 0.6 بالمئة.

وكانت النتيجة، أن معظم صغار حيوانات الدراسة الذين تم إرضاعها من الأمهات التي تناولت هذه المادة نفقت قبل الفطام، بينما لم ينفق أي ممن رضع من أمهات لم تتناول طعاما حاويا على هذه المادة حتى لو كانت الأمهات تناولت المادة أثناء الحمل.

وفسر الباحثون ذلك بأن تأثير هذه المادة على صغار الحيوانات كان على جهازها الهضمي، حيث انتقلت إليها بالرضاعة ما أثر عليها وأدى لموتها.

هذا وقد بينت دراسة سابقة أن لهذه المادة "تري كولو كاربان" تأثيرا مضخما للأعضاء التناسلية على الحيوانات وتأثيراتها مشابهة للأستروجين والتستوستيرون ما تزيد من خطر سرطان الثدي والبروستات.

وتستعمل كذلك مادة أخرى تدعى "تريكلوسان" بهدف قتل الجراثيم أيضا، بالإضافة لاستعمالها في معجون الأسنان وغسولات الفم للوقاية من التهاب اللثة وتستخدم في تكوين المبيدات الحشرية، وهي تؤدي لنقص في مستويات هرمون التوسترون والهرمونات الدرقية مما يؤدي للعقم واضطرابات في النمو والنضج الجنسي وصعوبات بالتعلم.

تضاف هاتان المادتان "تري كولو كاربان" و"تركلوسان" إلى الكثير من المستحضرات بالإضافة للصابون المضاد للجراثيم مثل الكريمات المعقمة ومستحضرات التجميل ومعجون الأسنان وأدوات المطبخ والمناشف وألعاب الأطفال، وحتى وجدت كميات منها في حليب الأمهات.

يؤدي استعمال هاتين المادتين إلى قتل معظم الجراثيم الضارة والمفيدة والفطر كذلك، كما أنها تزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، وإن التخلص من جزء كبير من الجراثيم يؤدي إلى نقص في تعرض الأطفال وخاصة في السنة الأولى من العمر للجراثيم ما يسبب ضعفا في مناعتهم ويجعلهم عرضة للتحسس، حيث بينت دراسات عدة أن التعرض للجراثيم في الطفولة الباكرة تحمي الطفل من التحسس والأكزيما.

ولهاتين المادتين تأثيرات بيئية أيضاً، إذ إنهما تمران في مياه الصرف الصحي بعد الغسيل مؤدية لانتشارها في الطبيعة ما يؤدي لقتل الجراثيم الموجودة في الطبيعة، وهذا بدوره يؤثر على التوازن البيئي، كما يمكن أن تتجمع في الحيوانات المائية الموجودة في الأنهار مثل الأسماك والحلزون بالإضافة لكشف تراكيز مرتفعة منها في ديدان الأرض.