مع انطلاقة الحكومة الجديدة هل يمكن اشاعة ثقافة جودة حياة العمل
في الادارات العامة والخاصة

عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
مقدمة
في عام 1970 بدء الاهتمام بجودة حياةالعمل . وبدأت الإدارات في العديد من الشركات الكبيرة مشاريع شاملة ومتكاملة لتحسين إنتاجية قوة العمل ، والتأثيرات التنظيمية وجودةحياة العمل ، بالرغم من أنه كان لدى القيادات الإدارية المختلفة في الإدارات والعمل والحكومة والجامعاتالعديد من الهواجس والقلق حول بعض الأمور الواجب تحقيقها مثل الأجورالمحترمة - ساعات العمل - ظروف العمل - ومشاكل التعب والسأم والرقابة .
وقام أصحاب العديد من المشاريع بدراسة مسألة جودة حياة العمل وكيفية تحسينها ،وعموماً فإن دراسات تحسين الإنتاجية تتفق مع جودة حياة العمل في المنظمات وبدء يظهر اهتمام واضح من قبل الشركات والمنظمات المعنية بدراسة الإنتاجية وجودة حياة العمل في المنظمات العامة والخاصة .
مفهوم جودة حياة العمل
- إن جودة حياة العمل هي إدراك الفردلخبرة العمل .
- عن طريق إدراك تغيرات الأفراد يبقى المعنى الحقيقي لجودة حياةالعمل واحد بالنسبة لكل فرد .
- وعموماً ، ومع ذلك فان جودة حياةالعمل المرتفعة تتأتى عندما يمتلك الأفراد الوظائف التي تقدم الاستقلالية والتنوعوالشعور بتقديم مساهمة ذات معنى لزيادة فعالية المنظمة .
-
إن فعالية الوظيفةوأهميتها مبنية على التغذية المرتدة التي يتلقاها الموظف . أي عندما توفر التغذيةالعكسية إحساس لدى العاملين بالانجاز والنمو فإن هذا سيعطي العاملين جودة حياة عملمرتفعة .
-
إن جودة حياة العمل المرتفعة مبنية على افتراض أن العاملينالأفراد راغبين وقادرين على المساهمة في نجاح المنظمة . وجهود جودة حياة العملالفعالة تخلق بيئة العمل والوظيفة المناسبة بناءاً على ذلك الفرض.
- لقد نمت جودة حياةالعمل باهتمام بالغ لأسباب عديدة . فكلما أصبح المجتمع أكثر رفاهية فان نسبة كبيرةومتزايدة من قوة العمل تتحول توقعاتها من مجرد الرغبة في الوظيفة إلى الرغبة فيمهنة منتجة وذات معنى .
- وفي نفس الوقت ، فان المجتمع الثري يقدم الأمانللعمال بشكل عناية صحية ورفاهية والتأمين ضد البطالة وغيرها من الخدماتالاجتماعية المصممة لضمان البقاء .
-
إن التغيرات الاجتماعية المتسارعة قد خلقت ضغوط علىجودة حياة عمل أفضل .
ونجاح بعض الشركات مثل جنرال موتور وفورد وibm يبرهن أنجودة حياة العمل المرتفعة تكون ضرورية لدعم مستويات عليا من الإنتاجية.
- هناك بعض التساؤلات التي تتبادر إلى الأذهان:
- هل هناك تعارض بينالإنتاجية وجودة حياة العمل ؟
-هل يؤدي التركيز على الإنتاجية إلى انخفاضجودة حياة العمل ؟
- هل يؤدي التركيز على جودة حياة العمل إلى انخفاض فيالإنتاجية ؟
- وفيما يلي سنتناول الإجابة على تلكالتساؤلات.
- لقرون عدة كان هناك منظمات عملاقة مثل الجيش. كان التركيز فيهذه المنظمات ينصب على توجيه المهمات أو التركيز على أهداف المنظمة .
-كانهناك أيضاً منظمات إنسانية إلا أن التركيز كان فيها أيضاً ينصب على تحقيق الأهدافالتنظيمية ( كما هو الحال في منظمات اليوم) .
- عندما يكون هناك تركيز كبيرعلى تحقيق المهمات دون أي اهتمام لجودة حياة العمل فإن الإنتاجية تتجه نحو الانخفاض ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فان التركيز الكامل على رفاهية العاملين دون الضغط لتحقيق الإنتاج المجدول فإن النتيجة أيضاً ستكون انخفاض الإنتاجية .
- نخلص مما سبق إلى أنه ينبغي تحقيق التوازن الأفضل بين الأهداف التنظيمية وحاجاتالعاملين يعطي نتائج كبيرة في زيادة الإنتاجية.
وبالرغم من أن معظم المنظمات تسعى إلى هذا التوازن إلا أنها تعطيالأولوية الأولى للأهداف التنظيمية مع تركيز أقل على حاجات العاملين .
- إنالشركات الناجحة هي التي تدرك أن المكاسب الإنتاجية تكون ممكنة في ظل تحقيق توازنأفضل بين الأهداف التنظيمية وحاجات الأفراد .
- إن بعض المديرين يعتبرون أن مناقشة جودة حياة العمل هي مضيعة للوقت . ويعتقد هؤلاء المديرين أن جودة حياةالعمل تعني الاهتمام بالأفراد على حساب الإنتاجية أو ربما يعتقدون أن جودة حياةالعمل متعلقة بمرتبات أعلى ومزايا جيدة . أو ربما يعرفونها أنها ظروف عمل جيدة أوإشراف جيد .