أكد السيد جوزيف سويد وزير المغتربين ان الاغتراب السوري بتنوعه وتميزه وحضوره المؤثر والفاعل في بلدان الاغتراب على امتداد العالم أعطى مفهوماً حضارياً عكس فيه قيم ومناقبية المجتمع والانسان السوري الذي أهدى العالم الابجدية والفنون وانطلقت من أرضه الرسالات السماوية. وأضاف الوزير خلال المحاضرة التي ألقاها في مكتبة الأسد بدعوة من جمعية أصدقاء دمشق بعنوان «المغتربون السوريون ثروة وطنية وقومية» بحضور عدد من السادة الوزراء وعدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات اجتماعية وثقافية، أنه رغم الصعوبات العديدة التي واجهها الانسان السوري المغترب في مجتمعه الجديد استطاع بكل ثقة ان يتميز ويتفوق في الميادين التي عمل فيها حتى أصبحت الجاليات السورية في العالم محطة احترام وتقدير من البلدان التي يعيشون فيها. وفي لقاء مفتوح استعرض وزير المغتربين خططاً وبرامج عمل الوزارة للأعوام القادمة في إدارتها للملف الاغترابي الذي يشكل ثروة وطنية وقومية لسورية في الخارج مؤكداً ان وزارة المغتربين تستلهم رؤية السيد الرئيس بشار الأسد لأهمية المغتربين ودورهم الهام والفعال في أماكن انتشارهم وسنداً فاعلاً للعملية التنموية والنهضوية التي تعيشها سورية على مختلف الصعد، وكذلك تنكبهم لواء المدافعة عن قضايا الأمة حيث يقيمون. وبيّن ان الوزارة وضعت برنامجاً لتنفيذ سياستها الاغترابية تتمحور في تنفيذ سياسات الدولة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في تعميق ارتباط المغتربين السوريين في بلدان الاغتراب مع بلدهم الأم سورية ومن خلال تلك الأسس وما لحظته الوزارة في عملها من معالجة قضايا وشؤون المغتربين المختلفة توجهت لتؤسس لخطوة جديدة في العمل الاغترابي في استقطاب الشباب السوري المغترب وتعزيز انتمائه بهويته وبعروبته حيث أشار الوزير ان فريق عمل الوزارة باشر منذ أسابيع بالتحضير لعقد ملتقى الشباب السوري المغترب في صيف هذا العام لخلق حالة تفاعلية بين الشباب المغترب والمقيم وليكون هذا الملتقى نافذة يطل من خلالها الشباب المغترب على نواحي الحياة السورية.
كما اكد بأن اللغة العربية هي الوعاء الحافظ لتراث الامة وهويتها، وضعت الوزارة برنامجاً بالتنسيق مع وزارة التربية، وضمن اطار حكومي لدعم المدارس السورية الموزعة في بلدان الاغتراب بالمناهج ومستلزمات العمل التربوي وتأسيس مدارس جديدة تحمل الهوية التربوية لسورية. وفي اطار المحاضرة اجاب الوزير على أسئلة الحضور مؤكداً ان الوزارة خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على شعبنا في غزة شكلت فريقاً متابعاً للتواصل مع الاغتراب السوري لمواكبة ما يجري في المنطقة، وتعبئة الاغتراب السوري لدعم مستلزمات صمود شعبنا في غزة من مختلف الاوجه المادية والتبرعات والطواقم البيئية والميدانية واستنهاض الرأي العام العالمي لمواجهة المخطط الصهيوني وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة. واوضح بما يتعلق بخطة الوزارة على مستوى امريكا اللاتينية ان العمق الاغترابي السوري موجود في البرازيل والارجنتين ودول امريكا الجنوبية والعمل جار ليكون عام 2010 عام المغتربين السوريين والمتحدرين من اصل سوري في تلك القارة، حيث بدأت الخطوات في التحضير لمؤتمر خاص يجمع فعاليات الاغتراب السوري هناك اضافة الى ما تقوم به الوزارة هذا العام لنقل رفاة الشاعر السوري المهجري نسيب عريضة الى مسقط رأسه في حمص حرصاً منها على التراث السوري، ومن ذلك التراث الاغترابي وما يضمه من مبدعين وما تركوه من ابداعات اهدت العالم حضارتها النورانية فكان لزاماً علينا ان يأخذوا مواقعهم اللائقة تحت الشمس على ارض الوطن.
وفيما يخص دور المغتربين واستثماراتهم اكد الوزير ان ما قامت به الحكومة من خطوات عملية لتشجيع العمل الاستثماري من احداث قوانين وتشريعات شكلت بيئة حاضنة لرجال الاعمال والمستثمرين المغتربين، والوزارة تعد الآن خطة لتأسيس مجالس رجال أعمال في بلدان الاغتراب لفتح آفاق استثمارية جديدة مع بلدهم سورية.
ونوه الوزير في المحاضرة الى اهمية التنسيق بين وزارة المغتربين والوزارات والجهات المعنية لنقل رؤاهم وتصوراتهم التي تشكل اسهامات مهمة ترفد عملية التطوير التي يشهدها الوطن.