عندما يسقط الضوء على مادة ما فإن قسماً منه يمتص من قبل المادة ، والقسم الآخر ينعكس عنها وما عدا ذلك فيمكن أن ينفذ قسم من الضوء عبر المادة، وكقاعدة فإن امتصاص الضوء من قبل مختلف المواد يتعلق بطول الموجة لدرجة كبيرة ، ولهذا نرى الأشياء من حولنا ملونة .
لنفترض أن الجسم المدروس يمتص معظم الضوء في المجال الموجي ولا يعكس سوى الأشعة الحمراء ، فمن الواضح أن سقوط أشعة الشمس على هذا الجسم سيظهره باللون الأحمر ،أما إذا امتص كافة الأشعة فإنه يبدو أسود اللون ، وعلى العكس فإذا عكس الجسم كل الأشعة الساقطة عليه فإنه يظهر بلون أبيض ، وهذه هي حالة الثلج الطازج الذي يعكس أكثر من 90% من الأشعة الشمسية الساقطة عليه .
فالثلج ما هو إلا جليد ،ولكن الجليد لايشكل نسيجاً كتمياً متجانساً بل يحوي مسامات هوائية ، وعندما تسقط الأشعة الشمسية على السطح الثلجي فإنها تنفذ بسهولة نسبية عبر الجليديات الثلجية القريبة من السطح . أما الأشعة التي تنفذ إلى العمق فإنها لاتعطي انعاكاسات كاملة عن السطوح الكثيرة التي تفصل بين الجليد والهواء الذي يملأ المسامات الداخلية في الثلج ، ولكن عندما تتلاشى هذه المسامات فإنه يقل انعكاس الضوء بشكل ملموس لأن قسماً كبيراً من الأشعة الشمسية ينفذ إلى عمق الغطاء الثلجي ويمتص هناك ،فإذا أخذنا قطعة جليد وسحقانها ، فإننا نحصل على مسحوق أبيض اللون ، وإذا نظرنا إلى نقطة ماء متجلدة نجد أنها ذات لون عاتم ، ولكن إذا أمعنا النظر حيث توجد فقاعات هوائية فيها نجد أنها ذات لون أبيض .