قد لا يكون ضبط المسافر السوداني في مطار دمشق الدولي أمس أثناء تهريبه 12835 حبة كبتاغون نهاية مسلسل هذه الأزمة في دمشق إذ ضبطت الجهات المعنية عمليات تهريب 6 ملايين حبة كبتاغون من مزرعة في دوما إلى ميناء اللاذقية للتصديرو اكتشاف معمل لكبس حبات الكبتاغون في حلب وآخر في حماةو محاكمة 3 سوريين بمحاكم أمن الدولة في الأردن لتهريب الكبتاغون و القبض على شبكة سورية بمصر لتهريب الكبتاغون، ناهيك عن أن أكبر عملية تهريب لحبوب الكبتاغون إلى اليمن عبر وضعها في سخانات كتب عليها «صنع في سورية»...
إذاً: أصبح السوريون معروفين لدى الانتربول الدولي كتجار مرموقين لحبوب (Phenethylline) المخدرة التي تشتهر على نطاق واسع بالاسم التجاري (Captagon - الكبتاغون) والتي تعرف بالاسم الشعبي لها (يا مسهرني)، أو حبوب (الشبح) وذلك لأنها تؤدي إلى جعل المدمن لا ينام لمدة ثلاثة أيام، أو «حبوب النشوة» لأنها تمنح المدمن شعوراً بالرغبة الجنسية.
هذه التجارة القديمة، وجدت رواجاً وازدهاراً لها في السنوات الأخيرة لتزيد بمعدل 400% في السنوات الأربع الأخيرة، وحسب إحصاءات INCSR، تراوحت الكمية المصادرة من الكبتاغون في سورية بين مليون حبة ومليون ونصف حبة بين عامي 1996 و2000، لكن منذ ذلك الوقت تصاعد الرقم بسرعة، ليصل لـ 3 ملايين حبة عام 2005، ومن ثم 8 ملايين عام 2007، حتى 12 مليون حبة العام الماضي، ويمكن مقارنة المكانة التي تحتلها حبوب الكبتاغون في تجارة المخدرات في سورية إذا ما قورنت كمياتها ببقية أنواع المخدرات،
في الأمس تمكنت السلطات الجمركية بمطار دمشق من الكشف عن كمية كبيرة من الحبوب المخدرة ضمن معدات كهربائية كانت بصحبة مسافر سوداني متجه خارج سوريا .إذ بعد الإشتباه والتفتيش ضبطت الجمارك عدد الحبوب المخدرة وصل إلى 12835 حبة مخدرة، قيمتها السوقية تبلغ نحو 450 ألف ليرة محلية
ما يدعو للقلق هو الزيادة الضطردة ، سواء في حالات الضبط والقضايا المتعلقة في الخدرات، أو حتى حالات اتساع هذه " الكارثة" وبالتالي زيادة عدد المتعاطين إذ بلغ عدد القضايا المتعلقة بموضوع المخدرات خلال عام 2008 نحو 4745 قضية في الوقت الذي وصل فيه عدد المتهمين في هذه القضايا إلى 7296 متهماً، في حين وصل عدد القضايا خلال الستة أشهر الأولى من عام 2009إلى 2480 قضية وعدد المتهمين فيها 3826، وحسب دراسة سورية فإن النسب المتصاعدة لعدد قضايا المخدرات في المحاكم السورية تشير، إما على تطور وسائل مكافحة انتشار المخدرات أو على تزايد المخدرات، إضافة إلى أنها قد تكون خاضعة لتأثيرات إقليمية، يضاف إلى ذلك أنه لا يمكن التفريق بين المخدرات المحلية والمخدرات المتجهة إلى دول أخرى وخاصة إلى دول الخليج العربي، وتشير هذه الدراسة إلى تضاعف عدد المدمنين بنسبة 202.06% في الفترة بين 2000-2005، وإلى تضاعف عدد القضايا المرفوعة بنسبة 766.04%.

منقول من موقع اخبار سوري