الرسالة الاولى
(البناء)

زوجتي الغالية ...
لا أعرف كيف أبدا معك , لقد فكرت بالكتابة إليك لعلك تعذريني على ما بدر مني , لا أتصور أنك أغمضت جفناً بالأمس , لا أعرف كيف قضيت يومك ؟ إن نفسي تتقطع آسى وحسرة على ما حدث ؟ , ولماذا كلما حدث بيننا شجار أو مشادة قلت لي ( طلقني ) ...إني أكره هذه الكلمة ..وأكره نتائجها .. أين يذهب " أحمد " لو طلقتني ؟ وأين ستذهب " سارة " لو افترقنا ؟.


زوجتي الغالية ...
إن اتخاذ قرار الطلاق سهل جداً , فهو كلمة على اللسان تقال ... ولكن ماذا بعد ذلك ؟! .. إن الله خلق الأسرة كأول مؤسسة في الكون لأهميتها , وأنت تريدين مني ان اهدم حياتنا كلها بكلمة ...
أن لا أنكر أني أخطأت بحقك , ولكن هل الحل السليم في رأيك هو الطلاق ؟
زوجتي الغالية ...
لم أنم البارحة وأنا أفكر فيك وفي أولادي وخصوصاً بعد قراءتي لحديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ( القطعة من الجيش ) , فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة , يجئ أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا , فيقول ما صنعت شيئاً , ثم يجئ أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته , فيدينه منه ويقول : نعم أنت ) وقال عليه الصلاة والسلام
( أيما امرأة سالت زوجها الطلاق من غيرها بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) .
زوجتي الغالية ...
لا تكوني عوناً لإبليس فالجماعة رحمة والفرقة عذاب , نعم إن الطلاق أمر مشروع , ولكن ليس هو الحل الوحيد , فلنعطي لنفسنا فرصة ولا نتعجل فما زال الأمل كبيراً – أسال الله أن يشرح صدورنا ويؤلف على الخير قلوبنا .. فارجعي إلىٌ واتركي بيت والدك , فيدي ممدودة , وأنا بانتظار عودتك مع أولادك والابتسامة مرسومة على محياك .
الرسالة الثانية
(الوفاء )
زوجتي الحبيبة ...
لا أعرف كيف أشكرك , لقد مضي على زواجنا عشر سنوات , كنت فيها نعم الصديقة , ونعم الحبيبة , ونعم الزوجة , كنت أحياناً اشعر أنك الابنة وأحيانا أنت الأخت أو الأم , كنت وفية لي , مضحية من أجلي .. لا أعرف كيف أشكرك .
زوجتي الحبيبة ..
كم هي الحياة جميلة عندما يتفاهم الزوجان فيشارك أحدهما الآخر فرحة وترحه كم يشاركه في السراء والضراء , وكم كان في الأيام الماضية من الغضب والصراخ والهجر فيها من الحب والمشاعر الدافئة فالحمد لله على كل حال .
زوجتي الحبيبة ...
لم أر الصبر والوفاء في زوجين كما رايتهما في أيوب علية السلام وزوجته – فأرجو أن تكون قصتيهما دستوراً لنا في حياتنا الزوجية , وسبباً من أسباب استقرارنا وحبنا .
فلقد كان لأيوب عليه السلام أهل , ومال وولد كثير , فسلب ذلك كله شيئاً فشيئاً وهو صابر محتسب , ثم ابتلى في جسده حتى القي خارجاً من البلد , فرفضه الناس إلا امرأته , فبلغ من أمرها أنها كانت تخدم بالأجرة وتطعمه إلى ان تجنبها الناس خشية العدوى , فباعت إحدى ضفيرتها لبعض بنات الإشراف , وكانت طويلة حسنة , فاشترت له بها طعاماً طيباً , فلما أحضرته له حلف ألا يأكله حتى تخبره من أين لها ذلك , فكشف عن رأسها فاشتد حزنه وقال حينئذ ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فعافاه الله تعالي ..
زوجتي الحبيبة ...
إن الحياة كما رأيت لا تدوم إلا بالصبر والوفاء , والدنيا متقلبة فلا بد من الصبر عليها , ولنكن أوفياء لبعضنا فان حسن العهد من الوفاء .
وأخيراً أسأل الله تعالي كما جمعنا في الدنيا أن يجمعني في جنات النعيم ..

الرسالة الثالثة
(الذكاء)
زوجتي الغالية ...
لعلها أول مرة أكتب إليك بخط يدي – حيث أنني لم أعتد هذا الأسلوب في الحوار فيما بيننا لعل التجديد في طرح مشاكلنا يؤثر إيجاباً على حياتنا .
زوجتي الغالية ..
إن أكثر الخلاف يحدث حول أمور لا تحسنين فيها التصرف فتثرين غضبي , وأنت تعرفين أني سريع الغضب , ثم أندم بعد ذلك .. فأحرص على حسن التصرف واستخدامي ذكائك , ولا تكوني سبباً في إثارة غضبي , لقد وصف الله النساء بأن كيدهن عظيم فاستخدمي هذا من أجل استقرار الأسرة وقوة ترابطها لا في تفريقها وهدها .
زوجتي الغالية ..
أنت تعرفين أنني لا أحب الكتابة , وليس لي أسلوب جيد في المعالجة , ولكن أسرد عليك قصة أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – وكيف تصرفت مع زوجها الزبير بن العوام – رضي الله عنه – فغيرت مجري حياتهما – حيث عدلت عن الأشياء التي يكرهها زوجها إلى الأشياء التي يحبها , وحققت ما تريد بدون إثارة مشاكل بين الزوجين , وإليك القصة كاملة .
زوجتي الغالية...
روى مسلم عن أسماء قالت : جاء رجل فقال : يا أم عبد الله إني عبد الله إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك .. فقالت : مالك بالمدينة إلا داري ؟ž žقالت إن رخصت لك أبي ذاك الزبير ( تعني زوجها ) , فتعال فاطلب إلى الزبير شاهد .
فجاء فقال : يا أم عبد الله , إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك , فقالت : مالك بالمدينة إلا داري ؟ž فقال لها الزبير : مالك أن تمنعني رجلاً فقيراً يبيع فكان يبيع إلى أن كسب ..
زوجتي الغالية ...
ليتك تقتدين بأسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – في حل مشاكلنا الأسرية , ساعتها سنكون أسعد أسرة !! فهل أطمع في ذلك ؟