كنت اكتب كلما شعرت بالتعاسة والوحدة وباختلال صلتي بالعالم الذي قدر لي ان اولد فيه ...ارنستو ساباتو



المسافات تلهب الشوق ..والزمن ياجج الحنين ....افتقدكم كثيرا ...افتقد جدران منزلنا العتيقة ..افتقد رائحة الياسمين والزنبق العابقة بارجائه ....افتقد زهور الدار زهرة زهرة ....افتقد تلك العريشة الخضراء المتدلية بتكاسل على الدرب ...افتقد تلك الفسحة الدافئة حيث تتربع كراس بعددنا مع منضدة صغيرة تزينها زهرية صغيرة بورود تجمعها امي كل صباح من حديقة تسور المنزل ..افتقد جلساتكم المسائية حيت تتحلقون حول والدي في دائرة حب عطرة...
كان ابي اول الجالسين دائما ...يرقب غروب الشمس برضى ..وتداعب وجنته السمراء نسائم الصيف العليلة ..ثم وبرفقة كاس من الشاي كان النقاش مع امي يبدا ولاينتهي ...فنتقاطر جميعا صغارا وكبارا لنسمع ونشارك فتبدو الاسرة وكانها باقة ورد ..او سرب حمائم ..او ضمة حبق ...
هنا ..تبتلعني الغربة ويقهرني الشوق ....اتوه في مدينة غريبة عني ..اضيع في شوارعها ...اتخبط بالامل والياس ...واتعثر بخطواتي ومامن احد استند اليه او ياخذ بيدي او اتكا عليه ....امشي في الشوارع بخطى ذابلة واهنة ..اشعة الشمس الصارمة لاترحمني ..وكاني بها تعاقبني على اثم اقترفته يوما ما ...
اذكركم واذكر تلك الامور البسيطة التي كنت اعيشها بينكم ..فاشعر بانها باتت جنة بعيدة المنال لاااطالها ابدا

هنا في مدينة اجهلها كما تجهلني بت احلم بلقاء وجه اعرفه لارتمي في حضنه وابكي وحدتي ..من قال ان المدن لاتعرف ساكنيها ..؟؟وان الطرق تجهل مشاتها ؟؟؟وان السماء تنسى اطيارها ؟؟ امشي في الشوارع فاشعر بانها تنفر من وقع خطاي على ارصفتها ...حتى المشاة يبعثون بي هذا الشعور بكلامهم واشاراتهم وسياراتهم الفارهة التي تجوب المدينة غير عابئة بشمس الصيف ....
اعود مرغمة الى غرفتي ...فقد سئمت كل شيء المدينة والرفيقات والشوارع ....وودت لو ابقى وحيدة مع نفسي وافكاري..ابكي شو قي وحنيني وغربتي ...ابتلع حزني ولكن تابي دموعي الا انسيابا ....افتقدكم ..اشتاق لكم