بدأ فريق العمل من الإدارات المختلفة يعمل. بعضهم كان مبادرا فأسرع بالمشاركة وبدأ في بناء صفحات عن إداراته بل إن بعضهم استخدم الموقع لمتابعة مشروع كبير يتم تنفيذه فأنشأ صفحة تحتوي على كل ما يخص المشروع من شرح للمشروع ولفريق العمل وعرض للجدول الزمني ومخطط المشروع وصور لموقع العمل في أيام مختلفة حتى وصل الأمر لعرض تسجيلات فيديو لموقع العمل. والبعض الآخر عمل ببطء واحتاج لكثير من التشجيع والتحفيز. وبدأ وضع بعض التقارير اليومية والشهرية على الموقع تمهيدا لعدم طباعتها وتوزيعها في المستقبل.
لم يكن التنسيق بين فريق العمل سهلا. فعلى الرغم من أهمية توحيد الشكل العام للصفحات فإنه لابد من ترك مساحة كبيرة من الحرية في تنسيق الصفحات لكي لا يشعر فريق العمل بأنه مجرد منفذ. وفي نفس الوقت فإن الأذواق تختلف وتجد أن هناك من يريد أن يخرج كثيرا عن الشكل العام المتفق عليه. فتكون الأمور فيها بعض الحرج إذ أنه لابد من التوحيد وفي نفس الوقت فلا نريد أن يصيب الإحباط هؤلاء المبدعين الذين سارعوا بتنمية موقعهم. وظهرت ظاهرة أخرى هي ظاهرة وضع ملفات pdf بدلا من الكتابة على صفحات الموقع فاستسهل فريق العمل هذا الأسلوب فقمت بتوضيح ضعف هذا الأسلوب لأنه يجعل الموقع مجرد مجموعة من الملفات لا موقعا به العديد من الصفحات.
وإن كان الموقع لم يلق مقاومة كبيرة لأن العاملين رأوا فائدته بشكل سريع ومباشر فإن هناك بعض المقاومة التي ظهرت من بعض الأفراد. وكانت هناك بعض التعليقات السلبية ولكنها بدأت تقل مع الوقت مع كثرة استخدام الموقع.
دروس مستفادة
من أكثر ما استفدته من هذا التطبيق هو أن الإصرار على التطوير هو أمر مهم. فلو أنك ستتوقف عند كل عقبة وعند كل مشكلة وعند كل استهزاء بما تفعل فلن تفعل شيئا. كان من الممكن أن أتوقف عند وضع النماذج وطالما دليل التليفونات غير متوفر فإنني أظل أتندر على الحال ولا أفعل شيئا فأنا مهندس ولن أقوم بجمع أرقام التليفونات. ولكن الإصرار على التطوير وتقبل القيام بأي عمل مهما بدا تافها في سبيل التطوير هو سر من أسرار النجاح. فقد كان هذا الدليل هو المفتاح لاهتمام العاملين بفكرة الموقع.
الأمر الثاني هو أن تسويق الموقع وارتباطه باحتياجات العاملين هو ركن أساسي من هذا العمل. فقد كنت أستحثهم على إبداء الرأي وآخذ رأيهم بمنتخى الجدية. وقد كان من نتيجة ذلك أن بعض العاملين طلب أن يُسمَح له باستخدام أجهزة الكمبيوتر في المؤسسة لكي يستطيع الدخول على هذا الموقع.
الأمر الثالث هو أن المحاولات الفاشلة لا ينبغي أن تمنعنا من الاستمرار طالما نحن على قناعة بقيمة العمل. فلو أنا توقفنا عند محاولاتنا التي لم يلق لها أحد بالا لما قام للموقع قائمة ولكننا تعلمنا بأن الأمر يحتاج لمجهود كبير لإقناع العاملين وحملهم على الدخول للموقع. ولذلك حاولنا إنشاء صفحات الإدارات في آن واحد وإضافة محتويات كثيرة تخدم قطاعا عريضا من العاملين بسرعة لكي يكون هناك أسباب كثيرة للدخول للموقع.
الأمر الرابع هو ان اختيار أشخاص متحمسين للفكرة هو أمر أساسي فقد بذلنا مجهودا في اختيار المسؤولين عن مواقع الإدارات من الأفراد المتميزين في استخدام الكمبيوتر والذين لديهم استعداد لمثل هذا العمل. وقد بدت فيمة ذلك في قيام هؤلاء بتطبيق أفكار رائعة أثرت الموقع وأظهرت له فوائد جديدة.
وتظل هناك تحديات مثل المحافظة على تحديث الموقع وجعل جميع العاملين يشاركون. وتظهر هناك بعض الصعوبة في تحديد ما ينبغي أن يكون في مواقع الإدارات وما ينبغي أن يكون مجمعا في صفحة واحدة لكل الإدارات