دوماً الشكوى التى لاتكل ولا تمل منها المرأة .. عن سلبها حريتها وضياع حقوقها من قبل الرجل دون أن تدرك أنها هى التى صنعت ذلك الواقع الذى تحياه متناسية أنها من صنعت هذا الفكر بغرس مفاهيمها الخاطئة فى فكر أبناءها .. فهى التى قد تُعلنها صراحة أنها ترغب فى إنجاب الولد مهما أنجبت من بنات ، وهى التى تمنحه كل الحق فى صياغة حياه أخته والسيطرة عليها بحجة إنه الولد حتى وإن كان هو الأصغر .. وهى التى تقوم بالتفرقة فى التعامل الولد بالتفضيل والبنت بالتقليل وكأن كينونتها كبنت عبء يجب عليها تحمله كذنب .. الولد هو صاحب الحرية المطلقة فى القول والفعل .. الولد صاحب اليد العليا فى تسيير مجريات الأحداث على مستوى الأسرة بكاملها فى حال غياب الأب .. اى أن الصورة المتجسدة للولد فى الأسرة العربية قد تتجاوز حجم قدراته الفعلية وإمكاناته ومهاراته الحياتية والتى قد تعطيه نفوذاً زائفاً مما يُمثل عبئاً ثقيلاً يضغط على أعصابه فيتصرف عكس المتوقع منه .. أو أن يشده غروره إالى الهاويه

هذه أمثلة بسيطة توضح النظرة الدونية فى المجتمعات الشرقية للبنت على أنها كائن درجة تانية .. رغم أنى بشكل شخصى لا أميل إلى التعميم عند عرض وجهات النظر .. ولكن لامفر حيث يفرض الواقع الحقيقى الذى نحياه فى مجتمعاتنا العربية هذه الرؤية الغير منصفة للمرأة فى أغلب الأحيان وإن أنكرها البعض فقط لتجميل الصورة القبيحة لهذا التفكير.


أيضاً ترديد النساء المطالبة بحقوق المرأه هو إعتراف صريح منهن بأنها
مسلوبة الحق والإرادة معاً مما يرضى غرور الرجل فقط ليس إلا

أيضاً مطالبتها الدائمة بالمساواه فى الحقوق بينها وبين الرجل ماهو إلا إعتراف صريح أيضا بتنازلها عن هويتها وكيانها المستقل الذى له حقوقه الخاصة وعليه واجباته الخاصة أيضا مما يوحى دوماً بأن المرأه تعتبر كينونتها عبء تحمله على أكتافها وليس نعمة منحها الله لها لتحيا فى إتساق وتوافق مع ذاتها الرقيقة ومع مفردات الحياه وتفاصيلها الكثيرة من حولهاٍٍ

لذا على المرأة إدراك قيمتها الحقيقة قبل مطالبة الأخرين أن يقوموا بذلك نيابة عنها ، فالإيمان بذاتها لزاما عليها أولاً واخيراً .