اعتذروا لتسموا نفوسكم وتكبروا في أعين أنفسكم قبل أن تكبروا في أعين الاخرين، وسامحوا لتصفوا قلوبكم من كل حقد وكراهية.

الاعتذار هو فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها، وهو التزام لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا.

وللإعتذار فن وقواعد ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها وهو ليس مجرد لطافة بل هو أسلوب تصرف، فالإعتذار الصادق يستوجب القوة للاعتراف بالخطأ، ثم الشعور بالندم على التسبب بالأذى للأخر ، واستعدادنا لتحمل مسؤولية أفعالنا من دون خلق أعذار أو لوم الأخرين.

ويجب أن تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع من خلال تقديم التعويض المناسب والتعاطف مع الشخص الاخر .

هذا و للإعتذار فوائد كثيره أهمها أنه يساعدنا في التغلب على احتقارنا لذاتنا وتأنيب ضميرنا، وهو يعيد الاحترام للذين أسأنا اليهم ويجردهم من الشعور بالغضب ، ويفتح باب المواصلة الذي أغلقناه، وفوق هذا كله هو شفاء الجراح والقلوب المحطمة .

أما السماح فهو ما نفعله عندما نتخطى مشاعر الغضب الناتجة عن أذى تعرضنا له، وهو لا يعني النسيان بل هو محاولة للتقدم إلى الأمام، ويؤدي إلى السلامة العقلية والجسدية.

ولا يكفي أن يقول الفرد منا للطرف المقابل كلمة "سامحتك"، و إنما يجب أن نغيير سلوكنا، فالسماح لا يعني الصلح واستئناف الحياة مع المذنب، ومن أنبل الأمور التي نقوم بها هو "السماح الأحادي" حيث ليس بالضرورة في هذا السماح اعتراف المذنب بذنبه لتسامحه.

التسامح و الاعتذار ما الفرق بينهما؟

السماح أصعب بكثير من الاعتذار فالاعتذار واجب ولكن السماح ليس بواجب إنما فضيلة ولا يجوز فرضها، والسماح لا يحصل بين ليلة وضحاها وإنما هو عملية تتطلب وقتا وتفكيراً.

فاعتذروا لتسموا نفوسكم وتكبروا في أعين أنفسكم قبل أن تكبروا في أعين الاخرين، وسامحوا لتصفوا قلوبكم من كل حقد وكراهية.