خديجة بنت خويلد
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشية الأسدية أم المؤمنين، زوج النبى صلى الله عليه وسلم، أول امرأة تزوجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل ولا امرأة. وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، واسمه جندب بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤى. وروى يونس بن بكير، عن ابن اسحاق قال : وتزوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى بكر : عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، ثم هلك عنها فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة. قال : وكانت خديجة قبل ان ينكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عتيق بن عابد بن عبدالله، فولدت له هند بنت عتيق، ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة مالك بن النباش ابن زرارة التميمى الأسدى، حليف بنى عبد الدار بن قصى، فولدت له هند بنت أبى هالة، و هالة بن أبى هالة، فهند بنت عتيق، وهند وهالة ابنا أبى هالة كلهم إخوة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة. كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال فى مالها تضاربهم إياه بشىء تجعله لهم منه. فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج فى مالها إلى الشام تاجراً، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له : ميسرة، فقبله منها وخرج فى مالها ومعه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظل شجرة قريباً من صومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذى نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال : هذا رجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبى. ثم باع رسول الله صلىالله عليه وسلم سلعته التى خرج بها، واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً إلى مكة، فلما قدم على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف أو قريباً، وحدثها ميسرة عن قول الراهب. وكانت خديجة أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً. وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضى الله عنها قبل الوحى وعمره حينئذ خمس وعشرون سنة وقيل : إحدى وعشرون سنة، وزوجها منه عمها عمرو بن أسد وعن أبى الأسود محمد بن عبدالرحمن : أن خديجة بنت خويلد ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، والطاهر، والطيب، وعبدالله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة ، وقال على بن عبدالعزيز الجرجانى : أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم : القاسم - وهو أكبر أولاده - ثم زينب قال : وقال الكلبى : زينب والقاسم، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عبدالله - وكان يقال له : الطيب والطاهر - قال : وهذا صحيح، وغيره تخليط. وقال الكلبى : ولد عبدالله فى الإسلام، وكل ولده منها ولد قبل الإسلام. وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئاً يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضى الله عنها. كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت فى الجنة من قصب، لا نصب فيه ولا صخب. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل : بأربع سنين. وقال عروة وقتادة : توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. وهذا هو الصواب. وقالت عائشة : توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة قيل : إن وفاة خديجة كانت بعد أبى طالب بثلاثة أيام، وكان موتها فى رمضان، ودفنت بالحجون، قيل : كان عمرها خمساً وستين سنة تثبته وتخفف عنه.