صفحة 25 من 25 الأولىالأولى ... 15232425
النتائج 97 إلى 100 من 100

الموضوع: تجارب أمم المجلد الرابع

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    فلمّا وثب الجند بطاهر وطلبوا الأرزاق أحرقوا باب الأنبار الذي على الخندق وباب البستان، وشهروا السلاح ونادوا:
    « موسى يا منصور. » وبقوا كذلك يومهم ومن الغد، فتبيّن صواب رأى طاهر في إخراج موسى وعبد الله. وكان طاهر انحاز ومن معه من القوّاد وتعبّأ لقتالهم ومحاربتهم.
    فلمّا بلغ ذلك الوجوه والقوّاد ممّن شغّب صاروا إليه واعتذروا وأحالوا على سفهاء الجند وأحداثهم وسألوه الصفح عنهم وقبول عذرهم والرضى وضمنوا له ألّا يعودوا لمكروهه ما أقام معهم.
    وأتاه مشايخ الأرباض فحلفوا له بالمغلّظة من الأيمان أنّه لم يتحرّك في هذه الأيّام أحد من أبناء الأرباض، ولا كان ذلك عن رأيهم ولا أرادوه.
    وضمنوا له أن يقوم له كلّ إنسان منهم في ناحيته بما يجب عليه حتى لا يأتيه من ناحيته أمر يكرهه.
    وأتاه عميرة أبو شيخ بن عميرة الأسدى في مشيخة من الأبناء، فلقوه بمثل ذلك وأعلموه حسن رأى من خلفهم من الأبناء فطابت نفسه إلّا أنّه قال:
    « والله ما اعتزلت عنهم إلّا لوضع السيف فيهم. وأقسم بالله لئن عدتم لمثلها لأعودنّ إلى رأيي فيكم ولأخرجنّ إلى مكروهكم. » فكسرهم بذلك وأمر لهم برزق أربعة أشهر وانصرف إلى معسكره بالبستان ودعا بوجوه أصحابه وفيهم سعيد بن مالك وقال:
    « أنّه لا مال عندي وقد أطلقت للقوم أرزاقهم، فما الوجه؟ » فقال سعيد:
    « أنا أحمل عشرين ألف دينار. » فطابت نفسه وحمل غيره حتى أرضى أصحابه وقال لسعيد:
    « إني أقبلها على أن تكون دينا عليّ. » فقال: « بل هي هدية وقليله لغلامك وفيما أوجب الله من حقّك. » وسكن الجند.
    وكانت خلافة محمد المخلوع نحو خمس سنين ينقص شهرين، وكان عمره كلّه ثمانيا وعشرين سنة، وكان سبطا أنزع أبيض أقنى جميلا طويلا أبعد ما بين المنكبين صغير العينين.
    وذكر الموصلي أنّ طاهرا لمّا بعث برأس محمد إلى المأمون بكى ذو الرئاستين وقال:
    « سلّ عليها سيوف الناس وألسنتهم أمرناه أن يبعث به أسيرا فبعث به عقيرا. » فقال له المأمون:
    « أنّه قد مضى ما مضى فاحتل في الاعتذار منه. » وكتب الناس فأطالوا وجاء أحمد بن يوسف بشبر قرطاس فيه:
    « أمّا بعد فإنّ المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة، فقد فرّق الله بينه وبينه في الولاية والحرمة بمفارقته عصم الدين وخروجه من الأمر الجامع للمسلمين. يقول الله عز وجل حين اقتصّ نبأ ابن نوح: إِنَّهُ لَيْسَ من أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ولا طاعة لأحد في معصية الله ولا قطيعة إذا كانت القطيعة في جنب الله وكتابي هذا إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع وردّاه رداء نكثه وأحصد لأمير المؤمنين أمره وأنجز له وعده وما ينتظر من صادق أمره حين ردّ به الألفة بعد فرقتها وجمع الأمّة بعد شتاتها وأحيى به الأعلام من الإسلام بعد دروسها. »
    خلافة المأمون

    وفي هذه السنة ولّى المأمون كلّ ما كان طاهر بن الحسين افتتحه من كور الجبال وفارس والأهواز والبصرة والكوفة واليمن الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل، وذلك بعد مقتل محمد المخلوع ودخول الناس في طاعة المأمون.
    وفيها كتب المأمون إلى طاهر بن الحسين وهو مقيم ببغداد بتسليم جميع ما في يده من الأعمال في البلدان كلّها إلى خلفاء الحسن بن سهل وأن يشخص عن ذلك إلى الرقّة وجعل إليه حرب نصر بن شبث وولّاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب، وقدم عليّ بن أبي سعيد العراق خليفة الحسن بن سهل على خراجها. فدافع طاهر عليّا بتسليم الخراج إليه حتى وفّى الجند أرزاقهم. فلمّا وفّاهم سلّم إليه العمل.
    وكتب المأمون إلى هرثمة يأمره بالشخوص إلى خراسان.
    ودخلت سنة تسع وتسعين ومائة

    وفيها قدم الحسن بن سهل العراق من عند المأمون واليه الحرب والخراج، وفرّق عمّاله في الكور والبلدان.
    خروج ابن طباطبا في الكوفة دعوة إلى الرضا من آل محمد (ص) والعمل بالكتاب والسنة

    وفيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنّة وهو الذي يقال له: ابن طباطبا، وكان القيّم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبو السرايا واسمه السرى بن منصور.
    ذكر السبب في خروجه

    كان سبب خروجه صرف المأمون طاهر بن الحسين عمّا كان إليه من أعمال البلدان التي افتتحها وتوجيهه إلى ذلك الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل. وذلك أنّ الناس بالعراق تحدّثوا بينهم أنّ الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأنّه قد أنزله قصرا حجبه فيه عن أهل بيته ووجوه قوّاده ومن الخاصّة والعامّة، وأنّه يبرم الأمور على هواه ويستبدّ بالرأي دونه. فغضب لذلك من بالعراق من بنى هاشم ووجوه الناس وأنفوا من غلبة الفضل بن سهل على المأمون واجترأوا على الحسن بن سهل بذلك، وهاجت الفتن في الأمصار. فكان أوّل من خرج بالكوفة ابن طباطبا الذي ذكرت.
    وكان سبب خروجه أنّ أبا السرايا كان من رجال هرثمة، فمطله بأرزاقه وأخّره بها. فغضب أبو السرايا ومضى إلى الكوفة فبايع ابن طباطبا واجتمع إلى ابن طباطبا الناس. فوجّه الحسن بن سهل زهير بن المسيّب في أصحابه إلى الكوفة في عشرة آلاف فارس وراجل، فتهيأوا للخروج إليه، فلم تكن بهم قوّة على الخروج. فأقاموا حتى بلغ زهير قرية شاهي، ثم واقعهم ابن طباطبا فهزمهم واستباح عسكرهم وأخذوا ما كان معه من مال وسلاح ودوابّ وغير ذلك.
    فلمّا كان من غد ظفره بزهير واستباحته عسكره، مات فجأة، فتحدّث الناس أنّ أبا السرايا سمّه وأنّه إنّما فعل ذلك لأنّ ابن طباطبا لمّا أحرز ما في عسكر زهير بن المسيّب من المال والسلاح والكراع، منعه أبا السرايا وحظره عليه، وكان الناس له مطيعين فعلم أبو السرايا أنّه لا أمر له فسمّه.
    فلمّا مات ابن طباطبا أقام أبو السرايا مكانه غلاما أمرد حدثا وهو محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عليهم السلام. فكان أبو السرايا هو الذي ينفّذ الأمور.
    وكان الحسن بن سهل قد وجّه عبدوس بن محمد بن أبي خالد المروروذيّ إلى النّيل حين وجّه زهيرا إلى الكوفة. فلمّا هزم أبو السرايا زهيرا خرج عبدوس يريد الكوفة بأمر الحسن بن سهل حتى بلغ الجامع وزهير مقيم بالقصر، فتوجّه أبو السرايا إلى عبدوس فواقعه بالجامع فقتله وأسر هارون بن أبي خالد واستباح عسكره وكان في أربعة آلاف، فلم يفلت منهم أحد كانوا بين قتيل وأسير.
    وانتشر الطالبيّون وانحاز زهير إلى نهر الملك وأقبل أبو السرايا حتى نزل قصر ابن هبيرة بأصحابه وكانت طلائعه تأتى كوثى. ثم وجّه أبو السرايا جيوشه إلى البصرة وواسط فدخلوها، وكان بواسط وأعمالها عبد الله بن سعيد الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل، فواقعه جيش أبي السرايا قريبا من واسط فهزموه فانصرف راجعا إلى بغداد وقتل أصحابه وأسروا.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    كان مازيار منافرا لآل طاهر لا يحمل الخراج إليهم وكان المعتصم يكتب إليه يأمره بحمله إليهم فلا يحمل ويقول:
    « أحمله إلى أمير المؤمنين. » فكان المعتصم يأمر بالمال إذا بلغ همذان أن يستوفيه عامله، ثم يسلّمه إلى صاحب عبد الله بن طاهر ليردّه إلى خراسان. ولمّا ظفر الأفشين ببابك ونزل من المعتصم المنزلة التي لا يتقدّمه فيها أحد وبلغه منافرة مازيار آل طاهر طمع في ولاية خراسان ورجا أن يكون ذلك سببا لعزل عبد الله بن طاهر.
    فدسّ الكتب إلى مازيار يعلمه ميله إليه بالدهقنة ويظهر مودّته ويقول أنّه قد وعد بولاية خراسان.
    فدعا ذلك مازيار إلى الاستمرار في عداوة آل طاهر وترك حمل الخراج إليه، وما شكّ الأفشين، إن كاشف وخالف، سيطاول عبد الله بن طاهر حتى يحتاج المعتصم أن يوجّهه وغيره إليه ولم يزل يكاتب مازيار ويبعثه على محاربة عبد الله بن طاهر ويهوّن أمره عنده حتى خالف وأخذ رهائن أكابر أهل ناحيته وأمر الأكرة بانتهاب أموال أرباب الضياع وغلّاتهم والأفشين في كلّ ذلك يكاتبه ويعرض عليه النصرة.
    وأخذ مازيار الناس بالخراج فجبى جميع الخراج في شهرين وكان يجبى كلّ سنة الثلث في أربعة أشهر. وهرب رجل ممّن أخذت رهينته.
    فجمع أبو صالح سرخاستان خليفة المازيار الناس بسارية وقال:
    « كيف يثق بكم الملك وهذا فلان ممّن حلف وأعطى الرهينة ثم نكث وخرج فأنتم لا تفون ولا تكرهون الحنث فكيف يرجع لكم الملك إلى ما تحبّون؟ »
    فقال بعضهم:
    « نقتل الرهينة حتى لا يعود غيره إلى الهرب. » فقال: « أو تفعلون؟ » قالوا: « نعم. » فكتب أبو صالح إلى صاحب الرهائن يأمره أن يوجّه بابن الهارب. فلمّا حمل إلى سارية ندم الناس على ما قالوا وجعلوا يرجعون على من أشار بذلك باللوم، فجمعهم أبو صالح وقال:
    « قد ضمنتم لي قتل الرهينة وها هو قد حضر فاقتلوه. » فقال بعضهم:
    « أصلح الله الأمير، إنّك أجّلت من خرج عن البلد شهرين وهذا الرهينة قبلك فنسألك أن تؤجّله شهرين فإن رجع أبوه وإلّا أمضيت فيه رأيك. » فغضب ودعا بصاحب حرسه فأمر بصلب الغلام. فسأله الغلام أن يأذن له حتى يصلّى ركعتين. فأذن له فطوّل في صلاته وهو يرعد وقد مدّ له جذع، فجذبوا الغلام من صلاته ومدّوه حتى اختنق ومات.
    ثم أمر أهل سارية أن يخرجوا إلى آمل وتقدّم إلى أصحاب المسالح في إحضار أهل الخنادق من الأبناء والعرب فأحضروا ومضى معهم إلى آمل وقال لهم:
    « إني أريد أن أشهدكم على أهل آمل وأشهد أهل آمل عليكم وأردّ ضياعكم وأموالكم، فإن لزمتم الطاعة والمناصحة زدناكم من عندنا ضعف ما أخذناه منكم. » فلمّا وافوا آمل ميّز أهل سارية ناحية ناحية ووكّل بهم وكتب أسماء جميع أهل آمل حتى لم يخف عليه منهم أحد، ثم عرضهم على الأسماء حتى اجتمعوا، وتقدّم إلى أصحاب السلاح حتى أخدقوا بهم ووكّل بكلّ رجل رجلين وساقهم مكتّفين حتى وافى بهم جبلا يعرف بهرمزديار وكبّلهم بالحديد وبلغت عدّتهم عشرين ألفا فحبسهم هناك، وفعل مثل ذلك بوجوه العرب والأبناء وكبّلهم وحبسهم ووكّل بهم.
    فلمّا تمكّن مازيار واستوى أمره وحبس كلّ من يخشى غائلته وأمن جميع أصحابه وأمر سرخاستان بتخريب سور مدينة آمل فخرّبه بالطبول والمزامير ثم سار إلى ساريه ففعل بها مثل ذلك ثم فعل بطميش - وهي على حدّ جرجان من عمل طبرستان - مثل ذلك وعمل سورا من طميش إلى البحر مقدار ثلاثة أميال. وكانت الأكاسرة بنته بينها وبين الترك لأنّ الترك كانت تغير على أهل طبرستان في أيّامها.
    ونزل سرخاستان معسكرا بطميش وصيّر حولها خندقا وثيقا وأبراجا للحرس وصيّر عليها بابا وثيقا ووكّل به الثقات. ففزع أهل جرجان فهرب منهم قوم إلى نيسابور. وانتهى الخبر إلى عبد الله بن طاهر عامل المعتصم على خراسان، فوجّه إليه عمّه الحسن بن الحسين بن مصعب مع جيش كثيف لحفظ جرجان وأمره أن يعسكر على الخندق. فنزل الحسن بن الحسين على الخندق معسكرا وصار بينه وبين سرخاستان عرض الخندق، ثم بعث إليه عبد الله بن طاهر حيّان بن جبلة في أربعة آلاف فارس إلى قومس فعسكر على حدّ جبال شروين.
    ووجّه المعتصم من قبله محمد بن إبراهيم بن مصعب أخا إسحاق بن إبراهيم في جمع كثيف وضمّ إليه الحسن بن قارن الطبري العابد ومن كان بالباب من الطبرية، ووجّه منصور بن الحسن صاحب دنباوند إلى الريّ ليدخل طبرستان من ناحية الريّ ووجّه أبا الساج إلى اللّار ودنباوند فأحدقت الخيل بمازيار من كلّ جانب فبعث مازيار إلى أهل المدن المحبّسين عنده:
    « إنّ الخيل قد زحفت إليّ من كلّ جانب وإنّما حبستكم ليبعث أميركم فيسأل فيكم - يعنى المعتصم - فلم يكترث بكم وأنتم عشرون ألفا ولست أتقدّم إلى حربه وأنتم ورائي، فأدّوا إليّ خراج سنتين وأخلّى سبيلكم، ومن كان منكم شابّا قويّا قدّمته للقتال. فمن وفي رددت عليه ماله ومن لم يف أكون قد أخذت ديته، ومن كان شيخا ضعيفا صيّرته من الحفظة والحرّاس والبوّابين.
    ثم إنّ سرخاستان جمع من أبناء القوّاد وغيرهم من أهل آمل ممّن فيه قوّة وشجاعة مائتين وستين فتى ممّن يخاف ناحيته وأظهر أنّه يريد مناظرتهم وبعث إلى الأكرة الدهاقين. قال لهم:
    « إنّ هؤلاء هواهم مع العرب ولست آمن غدرهم وهم أهل الظنّة قد جمعتم فاقتلوهم لتأمنوا ولا يكون في عسكركم من يخالفكم. » ثم كتّفهم ودفعهم إلى الأكرة الدهاقين. فصاروا بهم إلى قناة هناك قد خربت فقتلوهم ورموا بهم في آبار القناة. ثم عطف سرخاستان إلى المحبّسين من أهل المدن فطالبهم بمال المواقفة فقالوا:
    « إنّ صاحبك لم يبق لنا مالا ولا ذخيرة ولو علم أنّ وراءنا درهما واحدا لاستخرجه ولكنّا نعطى ضياعنا وأملاكنا بقيمة ما تطلب. » فقال لهم:
    « الضياع للملك ولا حقّ لكم فيها فاحتالوا للملك. » فلم يجد عندهم شيئا. فقال لأولئك الأكرة الذين قتلوا من قتلوا:
    « إني قد أبحتكم منازل أرباب الضياع وحرمهم إلّا ما كان من جارية جميلة من بناتهم فإنّها تصير للملك. » وقال لهم:
    « صيروا إلى الحبس فاقتلوا أرباب الضياع أوّلا ثم حوزوا ما وهبت لكم من منازلهم وحرمهم. » فجبن القوم ولم يقدموا على عشرين ألفا، فلم يقبلوا منه.
    وكان الموكّلون بالسور من أصحاب سرخاستان يتحدّثون ليلا مع حرس الحسن بن الحسين بن مصعب حتى استأنس بعضهم ببعض وتآمروا على تسليم السور فسلّموه، ورحل أصحاب الحسن بن الحسين من موضعهم إلى
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    ذكر الخبر عن طمعه في ذلك

    لمّا انصرف موسى بن بغا عن أعمال المشرق وصار النظر لأبي أحمد الموفّق وضمّ أبو أحمد كور دجلة إلى مسرور البلخيّ وتشاغلوا بحرب يعقوب، خلت كور دجلة من عمّال السلطان وعساكره سوى المدائن.
    فوجّه صاحب الزنج أحمد بن مهدى من أهل جبّى في سميريّات فيها رجال رماة إلى نهر المرأة، فجعل الجبّائى يوقع بالقرى.
    فكتب إلى صاحبه:
    « إنّ البطيحة خالية من رجال السلطان، لانصراف مسرور وأصحابه إلى محاربة يعقوب بن الليث. » فأمر صاحب الزنج رجلا من باهلة يقال له عمير بن عمّار - كان عالما بطرق البطيحة ومسالكها - إلى أن يسير مع الجبّائى حتى يستقرّ بالحوانيت.
    وكاتب سليمان بن جامع أن يسير إلى الحوانيت فسار الجبّائى في طريق الماذيان فتلقّاه رميس فواقعه الجبّائى فهزمه وأخذ أربعا وعشرين سميرية ونيّفا وثلاثين صاخة وأفلت رميس ووافق خروجه منهزما مع أصحابه خروج سليمان بن جامع من النهر العتيق. فتلقّاه فأوقع به فيمن أفلت معه وانحاز رميس إلى بئر مساور ولحق بسليمان من مذكورى البلالية وأنجادهم جماعة في نحو من مائة وخمسين سميريّة فاستخبرهم الخبر فقالوا:
    « ليس بينك وبين واسط أحد من عمّال السلطان وولاته. » فاغترّ سليمان بذلك وسار حتى انتهى إلى الجازرة فتلقّاه رجل يقال له أبو معاذ القرشي، فواقعه فانهزم سليمان عنه وقتل أبو معاذ جماعة وأسر جماعة فيهم قائد من قوّاد الزنج يقال له: رباح، وانصرف سليمان إلى موضعه الذي كان معسكرا به فأتاه رجلان من البلالية فقالا:
    « ليس بواسط أحد يدافع عنها غير أبي معاذ في الشذاءات التي لقيتك. » فاستعدّ سليمان وكتب إلى الخبيث مع البلاليّة الذين استأمنوا إليه واحتبس الاثنين اللذين أخبراه عن واسط بما أخبراه، وسار قاصدا لنهر أبان فاعترض له أبو معاذ في طريقه ونشبت الحرب بينهما وعصفت الريح فاضطربت شذاة أبي معاذ وقوى عليه سليمان وأصحابه فأدبر عنهم.
    ثم مضى سليمان فافتتح نهر أبان فأحرق وانتهب وسبى النساء والصبيان ثم وجّه رجلا يعرف له خبر واسط، فأخبره أنّ مسرورا قد توجّه إليه وأنّه بواسط. فتحمّل سليمان من موضعه وطلب موضعا يقرب عليه قصد صاحبه منه متى لحقه الطلب. فأشير عليه بطيها فتحصّن فيها وجمع إليه كلّ من ظهر منه مكاشفة للسلطان ويثق به من أهل الطفوف وغيرهم وكاتب صاحبه بذلك وبما دبّره، فكتب إليه يصوّب رأيه.
    ثم إنّه وجّه الجبّائى في عسكر فبلغه أنّ أغرتمش وخشيشا قد أقبلا فجزع منهما وأخذ في الاستعداد للقائهما. ورجع إليه الجبّائى منهزما وصعد سليمان سطحا فأشرف منه فرأى الجيش فنزل مسرعا وعبر النهر وأمر السودان أن يستتروا حتى لا يظهر منهم أحد ويتواروا بالأدغال وتدعوا القوم حتى يتوغّلوا ولا يتحرّك واحد إلى أن يسمعوا أصوات طبوله فإذا سمعوها خرجوا. وقصد أغرتمش لجيشه وشغلهم قائد من قوّاد الزنج عن دخول العسكر يقال له: أبو الندى، وشدّ سليمان من وراء القوم وضرب الزنج بطبولهم وألقوا أنفسهم في الماء للعبور إليهم فانهزم أصحاب أغرتمش، وخرج إليهم من كان بطميشا من السودان فوضعوا فيهم سيوفهم وانهزم خشيش على أشهب كان تحته يريد الرجوع إلى عسكره. فتلقّاه السودان فصرعوه وأخذته سيوفهم فقتل وحمل رأسه إلى سليمان.
    وقد كان خشيش حين أسرعوا إليه قال لهم:
    « أنا خشيش فلا تقتلوني واذهبوا بي إلى صاحبكم. » فلم يسمعوا قوله. وانهزم أغرتمش وظفر الزنج بعسكره وشذاءاته ودوابّه وأسلابه وكتب إليه صاحبه بالفتح وحمل إليه رأس خشيش وخاتمه، فأمر فطيف به في عسكره ونصب ثم حمله إلى عليّ بن أبان وهو يومئذ مقيم بنواحي الأهواز، وأمر بنصبه هناك.
    وفيها كانت وقعة بين أحمد بن ليثويه صاحب مسرور وبين عليّ بن أبان
    فهزم الزنوج وقتل منهم مقتلة عظيمة وذلك أنّ مسرورا وجّه أحمد بن ليثويه إلى ناحية الأهواز وكان عليّ بن أبان بتستر فقصده ابن ليثويه فزحف عليّ بن أبان إليه وهو يبشّر أصحابه ويعدهم الظفر ويحكى ذلك لهم عن الخبيث. فلمّا وافى الباهليون - وهي قرية تعرف بذلك - تلقّاه ابن ليثويه في جماعة كثيفه من خيل السلطان واستأمن إليه جماعة من العرب فانهزم عليّ بن أبان ثم كرّ عليهم مع جميعة من رجّالته فاشتدّ القتال وترجّل عليّ بن أبان فباشر القتال بنفسه راجلا وبين يديه غلام يقال له فتح، وبصر بعليّ بن أبان قوم فعرفوه وأنذروا الناس به، فانصرف هاربا حتى لجأ إلى المسرقان، فألقى نفسه فيه وتلاه فتح فغرق فتح ولحق عليّ بن أبان نصر الرومي فتخلّصه من الماء وكان أصاب ساقه سهم، فانصرف مفلولا من أنجاد السودان وأبطالهم عدد كثير.
    ودخلت سنة ثلاث وستين ومائتين ظفر يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل

    وفيها ظفر يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل أخذه ابن عزيز بن السريّ فجاء به إلى يعقوب أسيرا.
    وملك يعقوب فارس وسار إلى الأهواز، فلمّا صار إلى النوبندجان انصرف أحمد بن ليثويه عن تستر وارتحل عن بلدان الأهواز كلّ من كان بها من قبل السلطان.
    ثم أقام عليّ بن أبان بنهر السدرة إلى أن دخل صاحب يعقوب الأهواز واسمه الخضر. فجعل يغير عليه وأغار صاحب يعقوب عليه ولم يزل كذلك الأمر مدّة.
    ثم تجاسر عليه أعنى عليّ بن أبان على الخضر فسار إليه وأوقع به وقتل من أصحاب يعقوب خلقا وهرب الخضر إلى عسكر مكرم، فلمّا استباح عليّ عسكره والأهواز رجع إلى نهر السدرة وكتب إلى بهبوذ يأمره بأصحاب الصفّار أن يوقع بهم وهم بالدورق. فمضى بهبوذ إلى الدورق وأوقع بأولئك.
    فكان عليّ يتوقّع بعد ذلك مسير يعقوب إليه فلم يسر.
    وأمدّ الخضر بأخيه الفضل وأمرهما بالكفّ عن قتال أصحاب الخبيث والاقتصار على المقام بالأهواز. فأبى ذلك عليّ دون نقل طعام هناك، فتجافى له الصفّار عن ذلك الطعام وتجافى عليّ للصفّار عن علف كان بالأهواز. فنقل عليّ الطعام وترك العلف وتكافّ الفريقان: أصحاب عليّ وأصحاب الصفّار.
    ودخلت سنة أربع وستين ومائتين

    وفيها مات عبيد الله بن يحيى بن خاقان من صدمة خادم له وصلّى عليه أبو أحمد ومشى في جنازته واستوزر من الغد الحسن بن مخلد، ثم قدم موسى بن بغا فهرب الحسن بن مخلد واستوزر مكانه سليمان بن وهب.
    وفيها توجّه جيش من قبل الصفّار إلى الصيمرة ونفذوا إليها وأخذوا صيغون وحملوه أسيرا.
    وفيها مات موسى بن بغا ببغداد وحمل إلى سرّ من رأى فدفن بها.
    محاربة محمد المولد وسليمان بن الجامع

    وفيها ولى محمد المولّد واسطا فحاربه سليمان بن جامع وهو قريب من تلك الناحية، فهزمه وأخرجه من واسط ودخلها.
    ذكر السبب في ذلك

    كان السبب في ذلك أنّ عليّ بن أبان لمّا هزم بأغرتمش وجعلان، أشار عليه أحمد بن مهدى الجبّائى بتطرّق عسكر البخاريّ وهو على خمسة فراسخ من عسكر تكين فلمّا وافى ذلك الموضع قال له الجبّائى:
    « الرأي أن نقيم هاهنا وأمضى أنا في السميريّات فأحتر القوم وأتعبهم فيأتوك لغبين فتنال حاجتك. » فأقام سليمان وعبّأ خيله ورجّالته بموضعه ومضى الجبّائى فقاتلهم ساعة وأعدّ تكين حيلة وتطارد له الجبّائى وطال على عليّ بن أبان انتظار الجبّائى.
    فأقبل يقفوا إثر الجبّائى. فأنفذ الجبّائى غلاما له إلى سليمان بن جامع أنّ أصحاب تكين واردون عليك بخيلهم.
    فتلقّاهم الرسول فردّه إلى معسكره وجعل عليّ كمينا ممّا يلي الصحراء في ميسرة تكين وقال:
    « إذا جاوزتكم خيل تكين فاخرجوا من ورائهم. » فلمّا علم الجبّائى أنّ سليمان قد أحكم أمره رفع صوته وقال لأصحابه ليسمع أصحاب تكين:
    « غررتموني وأهلكتمونى، وقد كنت أمرتكم ألّا تدخلوا هذا المدخل، فأبيتم إلّا أن تلقوني وأنفسكم في هذه الورطة التي لا نرى أنّا ننجو منها. »
    فطمع أصحاب تكين لمّا سمعوا كلامه وجدّوا في طلبه وجعلوا ينادونه:
    « بلبل في قفص. » وسار الجبّائى سيرا حثيثا واتبعوه بجدّ يرشقونه حتى جاوز الكمين وقارب عسكر سليمان، وهو أيضا كامن وراء الجدر في خيله ورجله.
    فزحف سليمان وخرج الكمين من وراء الخيل وعطف الجبّائى فأتاهم الروع من الوجوه كلّها فانهزموا. وركبهم الزنج يقتلونهم ويأسرونهم ويسلبونهم حتى قطعوا ثلاثة فراسخ.
    ثم وقف سليمان وقال للجبّائى:
    « نرجع فقد غنمنا وسلمنا والسلامة أفضل من كلّ شيء. » فقال الجبّائى:
    « كلّا قد نفذت حيلتنا فيهم ونخبت قلوبهم. والرأي أن نكبسهم في ليلتهم هذه فلعلّنا أن نفضّ جمعهم ونجتاحهم. » فاتبع سليمان رأى الجبّائى وصار إلى عسكر تكين فقاتلهم تكين قتالا شديدا حتى انكشف عنه سليمان. ثم وقف سليمان وعبّأ أصحابه ثانية ووجّه شبلا في خيل ورجّالة إلى الصحراء وأمر الجبّائى فسار في السميريّات في بطن النهر وسار هو فيمن معه من أصحابه حتى وافى تكين، فلم يثبت له أحد وانكسفوا فتركوا في عسكرهم. فغنم ما فيه وأحرق الباقي وانصرف وكان استأذن صاحبه في الإلمام به فألفى في منصرفه ورود الإذن له، فاستخلف الجبّائى وحمل الأعلام التي أصابها من عسكر تكين والشذاءات التي كان أخذها من خشيش وأصحابه اغرتمش ومن كان معهم إلى عسكر الخبيث.
    ثم كانت لعليّ بن أبان والجبّائى وغيرهما من أصحاب الخبيث وقعات منكرات وأمور هائلة ما كتبتها لخلوّها ممّا بنيت عليه كتابي هذا إلى أن دخل أصحابه واسطا.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    مناظرة بين قرمط وصاحب الزنج

    وكان مصير قرمط إلى سواد الكوفة قبل قتل صاحب الزنج.
    ويحكى عن قرمط أنّه قال: صرت إلى صاحب الزنج وقلت له:
    « إني على مذهب وورائي مائة ألف سيف، فناظرني فإن اتفقّنا على المذهب ملت بمن معي كلّهم إليك، وإن تكن الأخرى انصرفت عنك. » وطلبت منه الأمان فأعطانيه. فناظرته إلى الظهر فتبيّن في آخر مناظرتي أنّه مخالف. فقام إلى الصلاة وانسللت وخرجت من عنده إلى سواد الكوفة.
    ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائتين

    وفاة المعتمد

    وفيها توفّى المعتمد وكان شرب على الشطّ في الحسنيّ شربا كثيرا وتعشّى فأكثر، فاختنق ومات ليلا. فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة.
    خلافة المعتضد

    وبويع لأبي العباس المعتضد بالخلافة، فولّى غلامه بدرا الشرطة وعبيد الله بن سليمان الوزارة ومحمد بن الشاه بن ميكال الحرس وصالحا الأمين حجبة الخاصّة والعامّة فاستخلف صالح خفيفا السمرقنديّ.
    قدوم رسول عمرو بن الليث بهدايا

    وفيها قدم على المعتضد رسول عمرو بن الليث الصفّار بهدايا وسأل ولاية خراسان، فوصلوا إليه في شهر رمضان من هذه السنة فخلع عليه ونصب اللواء في صحن داره ثلاثة أيّام.
    وورد الخبر بموت نصر بن أحمد وقام مكانه وبما كان إليه من العمل وراء نهر بلخ أخوه إسماعيل بن أحمد.
    ورود رسول خمارويه من مصر في تزويج بنت خمارويه من المعتضد

    وفيها ورد من مصر الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصّاص رسولا لخماروية بن أحمد بن طولون ومعه هدايا من العين عشرون حملا على بغال في عشرة من الخدم، وصندوقان فيهما نمران، وعشرون غلاما على عشرين نجيبا بسروج محلاة بحلية فضّة كثيرة ومعهم حراب فضّة وعليهم أقبية الديباج والمناطق المحلّاة، وسبع عشر دابّة بسروج ولجم منها خمسة بذهب والباقي بفضّة، وسبع عشرة دابّة بجلال مشهرة، وخمسة أبغل بسروج ولجم وزرّافة فوصل إلى المعتضد فخلع عليه وعلى سبعة نفر معه. وسفر ابن الجصّاص في تزويج بنت خمارويه من عليّ بن المعتضد. قال المعتضد:
    « أتزوّجها. » فتزوّجها.
    وفيها كتب إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف بمحاربة رافع بالريّ.
    فزحف إليه أحمد، فالتقوا فانهزم رافع وخرج عن الريّ ودخلها أحمد بن عبد العزيز.
    ودخلت سنة ثمانين ومائتين

    قبض المعتضد على عبيد الله بن المهدي وشيلمة

    وفيها قبض المعتضد على عبيد الله بن المهدي ومحمد بن الحسن بن سهل المعروف بشيلمة.
    وكان شيلمة هذا من أصحاب صاحب الزنج وكان سبب قبضه عليهما أنّه سعى بهما ساع إلى المعتضد وقال: أنّه يدعو إلى رجل لم يوقف على اسمه وانّه قد استفسد جماعة من الجند وغيرهم. وأخذ معه رجل صيدنانيّ، فقرّره المعتضد فلم يقرّ بشيء وسأله عن الرجل الذي يدعو إليه فلم يظهره عليه وقال:
    « لو كان تحت قدميّ ما رفعتهما عنه ولو جعلتني كردناك ما أخبرتك به. » فأمر بنار فأوقدت، ثم شدّ على خشبة من خشب الخيم وأدير على النار حتى تقطّع جلده، ثم ضربت عنقه وصلب عند الجسر. وحبس ابن المهتدي إلى أن وقف على براءته فأطلق.
    وقال لشيلمة:
    « بلغني انّك تدعو إلى ابن المهتدي. » قال: « المأثور عني غير هذا أنا أتولّى آل أبي طالب. » وكان قرّر ابن أخيه، فأقرّ فقال:
    « قد أقرّ ابن أخيك. » فقال: « هذا غلام حدث، تكلّم بهذا خوفا من القتل، فلا تقبل قوله. » فأطلقهما بعد مدّة.
    شخوص المعتضد إلى بنى شيبان

    ثم شخص المعتضد من بغداد إلى بنى شيبان وكانوا بناحية من الجزيرة اتخذوها معقلا فلمّا بلغه قصده إليهم ضمّوا إليهم أموالهم وعيالاتهم. فأسرى إليهم المعتضد فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين. فأخذ النساء والذراريّ وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله وأخذ من غنمهم وإبلهم حتى بيعت الشاة بدرهم والجمل بخمسة دراهم، وأمر بحفظ النساء والذراريّ.
    ثم لقيه بنو شيبان وسألوه الصفح عنهم وبذلوا رهائنهم فأخذ منهم خمسمائة رجل.
    ووافاه أحمد بن أبي الأصبغ بما فارق عليه أحمد بن عيسى بن شيخ من المال الذي أخذه من مال إسحاق بن كنداجيق وبهدايا وبغال ودوابّ.
    وفيها ورد الخبر بأنّ محمد بن أبي الساج افتتح المراغة بعد حصار شديد وحرب عظيمة، وأنّه أخذ عبد الله بن الحسين بعد أن آمنه وأصحابه فقيّده وحبسه وقرّره بجميع أمواله ثم قتله.
    وفيها ورد الخبر بوفاة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف، وتنازع الرئاسة عمر وبكر ابنا عبد العزيز، ثم قام بالأمر عمر.
    وفيها توفّى جعفر بن المعتمد.
    وفيها ورد الخبر بغزو إسماعيل بن أحمد بلاد الترك وافتتاحه مدينة ملكهم وأسره إيّاه وامرأته خاتون ونحوا من عشرة آلاف، وقتل خلقا لا يحصى وغنم من الأموال والدوابّ ما لا يوقف على عدده، وأصاب الفارس من المسلمين من الغنيمة في المقسم ألف درهم.
    ثم دخلت سنة احدى وثمانين ومائتين

    شخوص المعتضد إلى الجبل وخروجه الثاني إلى الموصل

    وفيها شخص المعتضد إلى الجبل فعقد ناحية الدينور، وقلّد ابنه أبا محمد عليّ بن المعتضد الريّ وقزوين وزنجان وأبهر وقم والدينور. وقلّد كتبه أحمد بن أبي الأصبغ ونفقات عسكره، وقلّد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف إصبهان ونهاوند والكرج، وتعجّل الانصراف من أجل غلاء السعر.
    وفيها خرج المعتضد الخرجة الثانية إلى الموصل قاصدا حمدان بن حمدون. ذلك أنّه بلغه أنّه مائل إلى هارون الشاري داع له، فورد كتابه على نجاح الحرمي يذكر الوقعة:
    « بسم الله الرحمن الرحيم، كتابي هذا وقت العتمة ليلة الجمعة وقد نصر الله وله الحمد على الأعراب والأكراد وأظفرنا بعالم منهم وبعيالاتهم، ولقد رأيتنا نسوق البقر والغنم كما كنا نسوقها عام أوّل، ولم تزل السيوف والأسنة تأخذهم حتى حال بيننا وبينهم الليل، ومن غد يومنا يقع الاستقصاء وكان وقاعنا بهم وقتلنا لهم خمسين ميلا. فلم يبق منهم مخبر والحمد لله كثيرا وصلّى الله على محمد وآله وسلّم. » وكانت الأعراب والأكراد لمّا بلغهم خروج المعتضد تحالفوا أنّهم يقتلون على دم واحد، واجتمعوا وعبّأوا عسكرهم ثلاثة كراديس فكان من أمرهم ما ذكرت.
    قصد المعتضد قلعة ماردين ثم الحسينية

    ثم قصد المعتضد قلعة ماردين وكانت في يد حمدان بن حمدون. فلمّا بلغه خروج المعتضد إليها هرب وخلّف ابنه فيها، فنزل عسكر المعتضد على القلعة ذلك اليوم. فلمّا كان من الغد ركب المعتضد وصعد حتى وصل إلى باب القلعة ثم صاح:
    « يا بن حمدان. » فأجابه فقال:
    « افتح الباب. » ففتحه ولم يجر بينهما غير ذلك فقعد المعتضد في الباب ولم يدخل، وأمر من دخل فنقل ما في القلعة من المال والأثاث. ثم أمر بهدمها فهدمت، ويشبه أن يكون راسله قبل ذلك.
    ثم وجّه خلف حمدان بن حمدون فطلب أشدّ الطلب وأخذت أمواله وكانت مودعة ثم ظفر به بعد.

  • صفحة 25 من 25 الأولىالأولى ... 15232425

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثالث
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 79
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:44 PM
    2. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    3. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    4. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    5. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1