بسم الله الرحمن الرحيم
:: للمؤمنين واحدة وللمؤمنات واحدة ::
هما آيتان وقفت عندهما طويلاً ... أهدي الوقفة الأولى إلى الجميع وإلى
المؤمنين خاصة ... وأهدي الوقفة الثانية إلى الجميع وإلى المؤمنات خاصة ... سائلةً
المولى جلّ وعلا أن ينفع بهما وأن يجعلهما حجة لي لاعليّ اللهم آمين.

1)الوقفة الأولى (إلى المؤمنين خاصة):نجا يوسف -عليه السلام- من كيد امرأة العزيز حين راودته عن نفسه
عندما دعا ربه وقال:
"رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين"
لأن الله تعالى قال في الآية التي تليها:
"فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم" (يوسف33-34(

وإني أتساءل:
أين الشباب المؤمن العف الطاهر
الشاكي وقاحة وجرأة ومضايقة بعض النساء -هداهن الله- من هذه الآية الكريمة ومن هذا الدعاء،
إنه لحري بالذي استجاب ليوسف عليه السلام أن يستجيب لهم مع التنبيه على أن يوسف عليه
السلام قال أولاً مايعلن عن صدق نيته فذكر أن السجن أحب إليه مما يدعونه إليه ...فبدعوته أوصيكم


الوقفة الثانية (إلى المؤمنات خاصة):
قال تعالى في سورة الأحزاب مخاطباً نساء النبي عليه الصلاة والسلام:"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً "
هما فكرتان لن أستطيع ترجمتهما بأفضل مما فعل "سيد قطب" رحمه الله تعالى في كتابه الرائع "في ظلال القرآن"
لذا سأكتفي بذكر ما قاله بشيء من الاختصار:

(1)
"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض":

ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير

شهوات الرجال ، ويحرك غرائزهم ، ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم ...

ومن هن اللواتي يحذرهن الله هذا التحذير؛ إنهن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين،

وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وعهد الصفوة المختارة من البشرية

في جميع الأعصار ..

ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يثيـر

الطمع في قلوب ، ويهيج الفتنة في قلوب . وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد، وفي

كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين. وأنه لا طهارة من الدنس ،

ولا تخلص من الرجس ، حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس .
(2)
"وقلن قولاً معروفاً"

نهاهن من قبل عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة؛ وأمرهن في هذه أن يكون حديثهن في أمور معرفة غيرمنكرة؛ فإن موضوع الحديث قد يطمع مثل لهجة الحديث. فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب
لحن ولا إيماء
ولا هذر ولا هزل
ولا دعابة ولا مزاحكي لا يكون مدخلاً إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد.

انتهى كلامه رحمه الله تعالى ...
أسأل الله أن يجعلني وإياكن ممن يستمعن القول فيتبعن أحسنه وأن يلهمنا رشدنا ويأخذ بأيدينا إلى البر
والتقوى إنه ولي ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فرائع من كتبه والأروع من نقله