" أيّار " ، يا شاعر الشهور و بسمة الحبّ في الدهور و خالق الزهر في الروابي و خالق العطر في الزهور و باعث الماء ذا خرير و موجد السحر في الخرير و غاسل الأفق و الدراري و الأرض بالنور و العبير لقد كسوت الثّرى لباسا أجمل عندي من الحرير ما فيك قرّ و لا هجير ذهبت بالقرّ و الهجير فلا ثلوج على الروابي و لا غمام على البدور أتيت فالكون مهرجان من اللّذاذات و الحبور أيقظت في الأنفس الأماني و الابتسامات في الثغور و كدت تحيي الموتى البوالي و تنبت العشب في الصخور و تجعل الشوك ذا أريج و تجعل الصخر ذا شعور فأينما سرت صوت بشرى و كيفما ملت طيف نور تشكو إليك الشتاء نفسي و ما جناه من الشرور كم لذّع الزّمهرير جلدي و دبّ حتى إلى ضميري فلذت بالصوف أتّقيه فاخترق الصوف كالحرير و كم ليال جلست وحدي منقبض الصدر كالأسير يهتزّ مع أنملي كتابي و يرجف الحبر في السطور تعول فيها الرياح حولي كنائحات على أمير و الغيث يهمي بلا انقطاع ، و الرعد مستتبع الزئير و اللّيل محلولك الحواشي و صامت البدء و الأخير و الشهب مرتاعة كطير مختبئات من الصقور في غرفتي موقد صغير لله من موقدي الصغير ! يكاد ينقدّ جانباه من شدّة الغيظ لا السعير لولا لظاه رقصت فيها بغير دفّ على سريري و ساعة وجهها صفيق كأنّه وجه مستعير أبطأ في السير عقرباها فأبطأ الوقت في المسير حتّى كأنّ الزمان أعمى يمشي على الشوك في الوعور كنّا طوينا المنى و قلنا : ما للأماني من نشور فلو يزور الصدور حلم عرّج منها على قبور لقد تولّى الشتاء عنّا فصفّقي ، يا منى و طيري !