من أمي إلى الغربة في العيد
يا أيتها الأرض الأخرى .. أتصورك صحراء صفراء كعمري البعيد عن ولدي وأتصوره واقفاً يرتجف من برد مقيم بين جنبات .. قلب مجمّد ينتظر جمرة شوق
يا أيتها الأرض الأخرى .. كم أضاع ولدى بين جنباتك من مواعيد لم تُعط .. من ساعات لم تأزف .. من كلمات لم يسمعها .. ووجوه لم يبتسم لها ..
يا أيتها الأرض الأخرى .. أقبل صورتك على الخارطة كلّ صباح وأشكرها لأنها استقبلت ولدي
يا أيتها الأرض الأخرى .. بمرارة أصرخ لعلّك تسمعين .. ولدي أمانة بين يديك .. أحبّي ولدي .. أحبيه

من أخي إلى الغربة في العيد
يا أيتها الغربة .. كم أكلت من لحومنا وحياتنا وأعمارنا .. كم لُكت من مزق قلوبنا الموزعة بين حضن الأم وحضن الوطن .. وحضنك
يا أيتها الغربة .. كم وأد ترابك الغريب من جسومنا .. ترى أي تراب سيطويني .. هل سيكون تراب الوطن ؟
يا أيتها الغربة .. ما زلت ألاحق الحلم الهارب من وطني إليك .. ما زلت أهرول والأرجل كسيحة إلى عيش أبحث فيه عن حياة ..
يا أيتها الغربة .. اقترب العيد .. فهل من بشارة رجاء .. بعودة قريبة .. بطريق فرح وقافلة منى .. بوصولي لحضن يتسع شوق العالم ولا يتسع العالم لحبه ..
يا أيتها الغربة .. بغصص الدموع والذكرى أُذعن .. كم أنا مشتاق

ناجي درويش