حفرة بين سبع حبات وأربع عشرة ويسقى بالماء، ويزبل ويتعهد إلى أن ينمو نحو شبر، فيزاد في سقيه ثم ينقل بعروقه وطينه إلى حفائره رطبت بأبوال الناس أو الجمال أو البقر، وحياته تعتمد على كثرة سقيه، ولو كان ذلك كل يوم من حين يغرس، إلى أن ينبت بل إلى أن يحمل، وقيل يمضغ طرف القضيب الذي يغرس قبل غرسه فيحمل مثل حمل الأصل، ومما يزيد في مقداره أن يجعل مع قضبانه إذا غرست ومع حبه إذا زرع من الباقلي المدقوق بقشوره قدر ملء الكف أو يؤخذ حب الحمص ويدق ويبل باللبن الحليب ثم يجعل معه، وإذا طلي أسفل القضبان بالعسل الجيد مقدار أربع أصابع، أو صب على الحب المغروس عسل، فإن الرمان يخرج حلوا بلا نوى. وتغرس ملوخه وأوتاده منكسة، فلا يتشقق قشر حبها. والرمان سريع التجاوب مع محيطة مما يجعله عرضة للتغيير في طعمه. وطريقة زرعه قضبانا تكون كالآتي: تغرس في الحفرة الواحدة ثلاثة قضبان أو ستة أو تسعة أو اثنا عشر لا أكثر، ويكون ذلك في الثامن والعشرين من شباط إلى الرابع والعشرين من آذار، وتوضع القضبان في الحفرة وتطمر وتداس بالأرجل حتى يشد التراب أصولها ويسقى قليلا بعد ساعتين أو ثلاث من غرسه ثم يسقى كالعادة بعد ذلك. وإذا غرس معه الباقلي المدقوق أو دقيق الحمص باللبن كما مر ينقلب الحامض حلوا ويكون نوعه أجود من حيث كبر الحجم وصغر النوى. وإذا دق الجرجير وعصر وصب ماؤه في أصل شجرة الرمان انقلب حلوا، وإذا لطخ أصل شجرة الرمان الحامض بروث الخنزير انقلب حلوا أيضا، وكذا إذا نبش عن جذور الرمان وسقيت بأبوال الناس بعد تلطيخه بروث الخنزير. وقيل يجود الرمان إذا زرع حبه طريا عند استخراجه من الرمانة بلا تجففي شرط أن يصب عليه بعد وضعه في الأرض شيء من ماء الرمان المعصور باليد لا بهاون ونحوه وهي طريقة مجربة وناجحة. وإذا أردت أن يخرج الرمان بلا نوى شق القضيب الذي تغرسه نصفين من طرف إلى طرف بسكين حادة استخرج ما فيه من اللب والصوف ثم اجمع النصفين وشدهما في ثلاثة مواضع واغرسه فإن رمانه يخرج بلا نوى. وإن زرع حول شجرة الرمان عنصل أبعد عن ثمره التشقق، وقضبان الرمان متلفة للحيات والعقارب وسائر الهوام الضاريات، ولذلك يتخذها الطير في أعشاشها لتقي فراخها من الهوام وتهرب الحيَّات - ولا سيما الشجاع الأسود والأرقم - من دخانه خشبا وقشورا وأغصانا. وشجرة الرمان إذا قل حملها أو تساقط قبل أن يكبر تطوق بطوق من القلعي والأسرب مخلوطين بأجزاء متساوية فإنه يمسك حملها وبين شجر الرمان والآس مؤاخاة، فإذا غرسا معا كثر ثمرها، وإذا أردت أن تعلم كم رمانة تحمل الشجرة خذ أول جلنار تزهر عليها وعد حبها الصغار، فإنها تحمل تلك السنة بعدد ذلك الحب. والسفرجل يغرس أوتادا وملوخا، فإذا غرس ملوخا يمدد في الحفرة تمديدا وقد يغرس الحب فينجح ويكون ذلك في تشرين الأول وهو يحتاج للسقي كثيرا. أما غرس الأوتاد منه فيكون في كانون الأول وهو لا يتحمل بل ه سم له، والسفرجل يركب في جنسه وفي جميع أشجار الفاكهة. ويضيَّق ما بين أغراس السفرجل مخافة أن تصل الشمس إلى ثمره فتحرقه أو يضعف ويصبح خشنا.
والتفاح تغرس خلوفه وملوخه وأصوله بعروقها وكذلك قضبانه. وقد يغرس وتده وبزر ثمره بعد أن يترك حتى يجف، ووقته الربيع والخرفي، ويزرع والقمر بدرا، وهو لا يقوى على الزبل ويركب فيه الكمثري فيجود جدا وهو مجرب. وإذا خرج زهر التفاح قبل ورقه فتلك سنة حمله.
والخوخ من أنواع المشمش، إلا أن المشمش أطول عمرا. والخوخ يحمل أربع سنين وفي الخامسة ينقطع حمله. ويسميه أهل الشام الدراقن، ولا يسقى دائما وتكبر شجرته سريعا وإن طعم بشجر الأجاص أو اللوز عاش كثيرا. ويمن زرع نواه على أن ينقل بعد سنتين. ونقله يكون في كانون الآخر وزرع النوى من نصف آب إلى آخر شباط. وإن غرس الورد تحت شجر الخوخ احمر ثمره.
والأجاص - وهو عيون البقر - يحب المواضع الباردة الرطبة، وتغرس خلوفه بأصولها أو ملوخه كما يزرع نواه ويكون ذلك في شباط ويزبل بروث البقر وغيره من الزبل مع تراب ناعم ويسقى مرتين في الأسبوع وثلاث مرات أيام الحر. ويمكن تركيبه في البرقوق والقراصيا وأمثالهما من ذوات الصموغ وهو لا يقوى على تحمل الزبل بل يسرع الزبل في إفساده، إلا إنه يحب الماء. وقيل إذا غرست أوتاده وتعهدت بالسقي وترعرعت، وهو يركب في اللوز والخوخ أي الدراقن.
والمشمش إذا زرع نواه يكون أجود ويكون ذلك من شباط حتى آخر آذار وينقل بعد أن ينبت ويقوى وتنبش أصوله بعد شهر من نقله ويزبل مرة في الأسبوع. ويزرع والقمر بدرا.
والتوت يزرع حبه فينبت وأجوده ما زرقته الطيور من البالغ غاية البلوغ على شطوط الأنهر والسواقي وهو إما أن يزرع من أغصانه الغلاظ كل قطعة بطول ثلاثة أشبار ويسقى أو يغرس من ملوخه الحمر الملس في طول أربعة أشبار، وكذلك من أوتاده بغلظ الذراع أو غلظ الساق. والتوت يحب الماء كثيرا وورقه في الثاني غذاء لدود الحرير. وينقى شجر التوت كل عام وينزع ما تعقد من أغصانه ففي ذلك صلاحه. وإذا هرمت شجرته تقطع من