والبقول الكبار: كالكرنب والسلق والخس يزبل ثم يغبر بتراب أرض غريبة جدا طيبة، ومن تراب المزابل والصحاري والبراري. ورماد الحمامات ينفع الأرض والبساتين التي تولد فيها ديدان وحيوانات مضرة. والرماد خير للبقول من جميع السرجين، ويخلط معه زبل رطب، وإن احترقت الزبول المشهورة بالنار حتى صارت أرمدة، واستعملت نفعت أكثر الشجر والخضر، ولا ينبغي أن تزبل الزروع ولا الشجر ولا شيء من المنابت الصغار من أول الشهر إلى نصفه، ويبدأ من نقصان الشهر إلى آخره. وقيل تزبل الكروم في زيادة ضوء القمر إلى نصفه وهو أنفع. وأعلم أن من الأشجار والخضر ما لا يحتمل التزبيل، ومنها ما يوافقه ويحتمله، ومنها ما يحتاج إليه. فالذي يحتمل الزبل، الموز والنخل والكمثري والرمان والزيتون والتين والعنب والفستق وما أشبه ذلك. والذي لا يحتمل الزبل الريحان والياسمين والأترجّ والنارنج والموز. والتي يهلكها الزبل، السفرجل والقراصيا والتفاح والورد والصنوبر والمشمش وذوات الصموغ كلها فيسدها الزبل، وكذلك البنفسج والريحان والمردكوش والنعناع والموز والفجل واللفت والجزر. والذي لا يحتاج إلى زبل، الجوز والبندق والخروب الشامي والغار والحبة الخضراء والبلوط والزيتون البري والورد. وكذلك جميع الأشجار التي لها دُهن. والكرم يتسارع نموه كثيرا بزبل الناس وزرق الحمام والتراب المختلط، وصفته أن يحفر حول الكرم حفرة يجعل الزبل فيها مقدار ارتفاع أربعة أصابع ملاصقا للكرم ويغطى بقليل من التراب. وقيل لا يلاصق أصل الكرم البتة وهو متجه. والزيتون لا يزبل بقاذورات الناس أبدا، ويزبل بكل روث ولا يقارب أصله، وزرق الحمام أوفق له. وبعر الغنم والمعز مفردين إذا كثر منهما ربما أحرقا أصول الشجر. ووقت التزبيل من آب إلى كانون الثاني، وفي تشرين الأول. وقليل من زبل المعز يجود ويثمر الكروم إذا استعمل في أيلول وفي كانون الأول وفي كانون الثاني لا سيما في البلاد الباردة. وقلل الزبل للخضر في الصفي، وفي الأرض الحارة. أما في الأرض المعتدلة الحرارة فاستعماله يكون وسطا ويكثر منه في الشتاء وفي الأرض الباردة.