نقل الدهر عهدهن عن ** الجدة حتى رجعن أنضاء لبس
فكأن الحرمان من عدم ال ** أنس وأخلى به بنية رمس
لو تراه علمت أن الليالي ** جعلت فيه مأتما بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم ** ولا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطا ** كية أرتعت بين روم وفرس
وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها.
والمنايا مواثل وأنوشروان يز ** جي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على أص ** فرار يختال في صبغة ورس
وعراك الرجال بين يديه ** جفوة منهم وأغماض جرس
من مشيح يهوي بعامل رمح ** ومليح من السنان بترس
تصف العين أنهم جد أحيا ** ء لهم بينهم إشارة خرس
يعتلي فيهم ارتيابي حتى ** تتقرى منهم يداي بلمس
قد سقاني ولم يصرد أبو الغو ** ث على العسكرين شربة خلس
من مدام تقولها هي نجم ** ضوء الليل أو مجاجة شمس
وتراها إذا أجدت سرورا ** وارتياحا للشارب المتحسي
أفرغت في الزجاج من كل قلب ** فهي محبوبة إلى كل نفس
وتوهفت أن كسرى أبرويز ** يتعاطى أو البلهبد أنسي
حلم مطبق على الشك عندي ** أم أمان غيرن ظني وحدسي
وكأن الإيوان من عجب الصن ** عة جوب في جنب أزعن جلس
يتظنى من الكابة أن يب ** دو لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا بالفراق عن أنس إلف ** عز أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظه الليالي وبات ال ** مشتري فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا وعليه ** كلكل من كلاكل الدهر مرسي
لم يعبه أن بز من بسط الدي ** باج واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات ** رفعت في رؤوس رضوى وقدس
لابسات من البياض فما تب ** صر منها إلا فلائل برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن ** صنعوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم ** يك بانيه في الملوك بنكس
فكأني أرى الكواكب والقو ** م إذا ما بلغت آخر حسي
وكأن الوفود ضاحين حسرى ** من وقوف خلف الزحام وجلس
وكأن القيان وسط المقاصير يرجعن بين حور ولعس
وكأن اللقاء أول من أم ** س ووشك الفراق أول أمس
وكأن الذي يريد اتباعا ** طامع في لقائهم صبح خمس
عمرت للسرور دهرا فصارت ** للتعزي رباعهم والتأسي
فلها أن أعينها بدموع ** موقفات على الصبابة حبس
ذاك عندي وليست الدار داري ** باقتراب منها ولا الجنس جنسي
غير نعمى لأهلها عند أهلي ** غرسوا من رطابها خير غرس
أيدوا ملكنا وشدوا قواه ** بكماة تحت السنور حمس
وأعانوا على كتائب أريا ** ط بطعن على النحور ودعس
وأراني من بعد أكلف بالأش ** راف طرا من كل سنخ وأس
واجتاز الملك العزيز جلال الدولة البويهي على إيوان كسرى فكتب عليه بخطه من شعره.
يا أيها المغرور بالدنيا اعتبر ** بديار كسرى فهي معتبر الورى
غنيت زمانا بالملوك وأصبحت ** من بعد حادثة الزمان كما ترى أبهات: بوزن هيهات. موضع.
أيهب: بالباء الموحدة. موضع في بلاد بني أسد قليل الماء. قال النابغة:
كأن قتودي والنسوع جرى بها ** مصك يباري الجون جاب معقرب
رعى الروض حتى نشب الغدر والتوت ** بدجلاتها قيعان شرج وأيهب أيهم: بالميم. موضع في قول النابغة:
ألمم برسم الطلل الأقدم ** بجانب السكران فالأيهم
دار فتاة كنت ألهو بها ** في سالف الدهر عن الأخرم قال نصر، ولطيء الأيهم وهي أودية لبني موقع.
أية. بالفتح والتشديد. من أعمال الري.
هذا اخر كتاب الهمزة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله أجمعين وأصحابه وذريته والتابعين وتابع التابعين ورضي الله عن السلف الصالحين، اللهم آمين