باب الباء مع الهمزة وما يليهما

البئر: مهموزة الوسط وهي. الجب معروفة وجمعها بئار وأبار وتقلب فيقال ابار وحافرها بئار ويقال، بأر وبأرت بئرا إذا حفرتها، واشتقاق ذلك من بأرت الشيء وابتأرته إذا ختأته وادخرته. قال الأموي ومنه قيل - للحفرة البؤرة. ويوم البئر من أيام العرب.
بئر أرما: بفتح الهمزة من أرما وسكون الراء وميم وألف مقصورة، بئر على ثلاثة أميال من المدينة عندها كانت غزاة ذات الرقاع.
بئر أريس: بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وسين مهملة. بئر بالمدينة ثم بقبا مقابل مسجدها. قال أحمد بن يحيى بن جابر نسبت إلى أريس رجل من المدينة من اليهود عليها مال لعثمان بن عفان رضي الله عنه وفيها سقط خاتم النبي من يد عثمان في السنة السادسة من خلافته واجتهد في استخراجه بكل ما وجد إليه سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية فاستدلوا بعده على حادث في الإسلام عظيم وقالوا إن عثمان لما مال عن سيرة من كان قبله كان أول ما عوقب به ذهاب خاتم رسول الله من يده وقد كان قبله في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان رضي الله عنهم، والأريس في لغة أهل الشام الفلاح وهو الأكار وجمعه أريسون وأرارسة وأرارس في الأصل جمع أريس بتشديد الراء وأظنها لغة عبرانية وأحسب أن الرئيس مقدم القرية تعريبه.
بئر الأسود: قال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة. بئر الأسود بمكة منسوبة إلى الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وهي في الأصل ثنية أم قردان.
بئر ألية: بلفظ أليه الشاة. ذكرت في ألية.
بئر أنا: بفتح الهمزة وتشديد النون والقصر. هكذا ذكره ابن إسحاق، وقال عبد الملك بن هشام النحوي إنما هو بئر أني بشديد النون والياء، قال ابن إسحاق: لما أتى رسول الله بني قريظة نزل على بئر من ابارها وتلاحق به الناس.
بئر بضاعة: بالضم ويروى بالكسر. في دار بني ساعد وقد ذكرت في بضاعة.
بئر بني بريمة: بضم الباء الموحدة كأنه تصغير برمة. وبنو بريمة من بني عبد الله بن غطفان قرب معدن البئر بنجد.
بئر جشم: بضم الجيم وفتح الشين المعجمة. بالمدينة.
بئر جمل: بالجيم بلفظ الجمل من الإبل، موضع بالمدينة فيه مال من أموالها.
بئر حاء: بالحاء المهملة ويقال بيرحا بفتح الباء بغير همزة وبيرحاء بالمد وبيرحا بفتح الباء والراء والقصر وبريحا بفتح الباء وكسر الراء وياء ساكنة وحاء مقصورة. كل ذلك قد روي في اسم هذا الموضع، وهو أرض كانت لأبي طلحة بالمدينة قرب المسجد ويعرف بقصر بني جديلة. وسنذكره بمشيئة الله وعونه بوجوهه وروايته في آخر هذا الباب.
بئر حصن: منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية الأكبر بن كليب، كانت ببطن المروت طمها بنو مرة بن حمان. وفيها يقول جرير:
وفي بئر حصن أدركتنا حفيظة ** وقد رد فيها مرتين حفيرها بئر الدريك: كأنه تصغير الدرك. بالمدينة قال قيس بن الخطيم:
كأنا وقد أحلوا لنا عن نسائهم ** أسود لها في غيل بيشة أشبل
ببئر الدريك فاستعدوا لمثلها ** وأصغوا لها اذانكم وتأملوا
وروى أبو عمرو ببئر الدريق: بئر ذروان: بفتح الذال المعجمة وسكون الراء. كذا يقوله رواة كتاب البخاري كافة وكذا روي عن ابن الحذاء، وفي كتاب الدعوات من كتاب البخاري هي. بئر في منازل بني زريق بالمدينة، وقال الجرجاني ورواة مسلم كافة هي بئر ذي أروان. وقال الأصيلي. ذو أروان موضع اخر على ساعة من المدينة وفيه بني مسجد الضرار. وقال الأصمعي وبعضهم يخطىء فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن قتيبة ذو أروان بالتحريك.
بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم. وهي في عقيق المدينة، روي عن النبي أنه قال نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها، وروي عن موسى بن طلحة عن رسول الله أنه قال نعم الحفير حفير المزني يعني رومة فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس يسقون منها فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها، وقال أبو عبد الله بن مندة رومة الغفاري صاحب بئر رومة روى حديثه عبد الله بن عمر بن أبان بن عبد الرحمن المحاربي عن ابن مسعود عن أبي سلمة عن بئر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكان لرجل من بني غفار بئر يقال لها رومة كان يبيع منها القربة بالمد فقال له رسول الله بعنيها بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها لا أستطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم الحديث. كذا قال رومة الغفاري، ثم قال عين يقال لها رومة، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري يذكر رومة ويتشوقها وهو بالعراق:
أقول لثابت والعبن تهمي ** دموعا ما أنهنها انحدارا
أعرني نظرة بقرى دجيل ** تحايلها ظلاما أو نهارا
فقال أرى برومة أو بسلع ** منازلنا معطلة قفارا
وقال أهل السير لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقبا واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت فاحتوى ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة فشكا إليها وباء بئره فانطلقت واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه فقال لها زيدي فكانت تصير إليه مقامه بالماء من رومة فلما ارتحل قال لها يافاكهة مامعنا من الصفراء ولا البيضاء شيء ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك فلما سار نقلت جميع ذلك فيقال أنها وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام، وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة:
لعمري لقد جاء الكروس كاظما ** على خبر للمسلمين وجيع
شباب ليعقوب بن طلحة أقفرت ** منازلهم من رومة وبقيع
بئر رئاب: بالمدينة، قال الشاعر:
اسل عمن سلا وصالك عمدا ** وتصابى وما به من تصاب
ثم لا تنسها على ذاك حتى ** يسكن الحي عند بئر رئاب