باب الباء والأف وما يليهما

با أيوب: هو تخفيف أبي أيوب هكذا جاء. قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد من بغداد إلى همذان، منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب وكانت بها أبنية نقضت وتعرف هذه القرية بالدكان وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب فلما أعياها إخراجه عزمت على طمرها فحشرت الناس وجاؤا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا فأيست من ذلك فجاءت آخرا بحملة من التراب واحدة فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا عظيما فهو إلى الآن باق وأرادت أن تعرف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن وماء هذه البحيرة يصب في واد وحياض تحتها.
بابان: باآن وألف ونون بأي بابان. محلة بأسفل مرو، ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم بن حبان الباباني المروزي سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر ومات بدمشق سنة 244.
الباب: ويعرف بباب بزاعة. بليدة من طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو ميلين إلى حلب عشرة أميال وهي ذات أسواق يعمل فيها كرباس كثير ويحمل إلى مصر ودمشق وينسب إليها.
باب: جبل قزب هجر من أرض البحرين. وباب أيضا من قرى بخارى، حدث من أهلها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البابي روى عنه خلف الخيام ونسبه قاله ابن طاهر، وقال أبو سعد بابه بالهاء وستذكر إن شاء الله تعالى.
باب الأبواب: ويقال له الباب غير مضاف والباب والأبواب وهو الدربند دربند شروان. قال الإصطخري وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدين وجعل المدخل ملتويا وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن وهذان السدان من صخر ورصاص وباب الأبواب على بحر طبرستان وهو بحر الخزر وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في ميلين ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي وعلى المدينة سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض لا مسلك على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين ومع طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن من السور وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنوشروان وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حلوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد كثير وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه ينذرون أهل أذربيجان وأزان وأرمينية بالعدو إن دهمهم، وقيل إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسبعين أمة لكل أمة لغة لا يعرفها مجاورهم وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء، فممن رتبوا هناك من الحفظة أمة يقال لهم طبرسران وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم عظيمة شوكتهم والليران وشروان وغيرهم وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه وهم أولوا عدد وشدة رجالة وفرسان، وباب الأبواب فرضة لذلك البحر يجتمع إليه الخزر والسرير وسندان وخيزان وكرج ورقلان وزرنكران وعميك هذه من جهة شماليها ويجتمع إليه أيضا من جرجان وطبرستان والديلم والجبل، وقد يقع بها شغل ثياب كتان وليس بأران وأرمينية وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها وبها زعفران ويقع بها من الرقيق من كل نوع، وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط ويليه بلد اللكز وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة وفوقهم الملوك ودونهم المشاق وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرسران شاه وهم بهذه الصفة من البأس والشدة والعمارة الكثيرة إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة كبيرة وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق، وأما المسافات فمن أتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام، وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة منها باب صول وباب اللأن وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاة وباب إيران شاه، وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس الطوسي قال هاجت الخزر مرة في أيام المنصور فقال لنا أتدرون كيف كان بناء أنوشروان الحائط الذي يقال له الباب قلنا لا قال كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل مع بنات الملوك وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر لو التقينا فأوجبنا المودة بيننا فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما ثم أن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشداء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في معسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرفى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرف خاقان إلى مملكته وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص وجعل عرضه