الثرثار: واد عظيم بالجزيرة يمد إذا كثرت الأمطار فأما في الصيف فليس فيه إلا مناقع ومياه حامية وعيون قليلة ملحة وهو في البرية بين سنجار وتكريت كان في القديم منازل بكر بن وائل واختص بأكثره بنو تغلب منهم، وكان للعرب بنواحيه وقائع مشهورة ولهم في ذكره أشعار كثيرة رأيته أنا غير مرة وتنصب إليه فضلات من مياه نهر الهرماس وهو نهر نصيبين ويمر بالحضر مدينة الساطرون ثم يصب في دجلة أسفل تكريت ويقال: إن السفن كانت تجري فيه وكانت عليه قرى كثيرة وعمارات فأما الآن فهو كما وصفت، وأصله من الثر وهو الكثير قاله الكوفيون كما قالها في مل تململ وفي الضخ وهو حر الشمس الضحضاح وله أشباه ونظائر. الثرثور: نهران بأران أو أرمينية ويقال لهما: الثرثور الكبير والثرثور الصغير، وفي كتاب الفتوح نزل سلمان بن ربيعة لما نزل برذعة على الثرثور وهو نهر منها على أقل من فرسخ.
الثرماء: بالمد. ماء لكندة معروف، وعين ثرماء قرية بدمشق ذكرت في العين والثرم سقوط الثنية.
ثرمداء: قال الأزهري: ماء لبني سعد في وادي الستارين وقد وردته يستقى منه بالعقال لقرب قعره، وقال الخارزنجي: هو بكسر الميم. قال: وهو بلد وقيل: قرية بالوشم من أرض اليمامة، وفال نصر ثرمداء موضع في ديار بني نمير أو بني ظالم من الوشم بناحية اليمامة، وهو خير موضع بالوشم وإليه تتتهي أوديته، ويروى بكسر الثاء، وقال أبو القاسم محمود بن عمر ثرمداء قرية ونخل لبني سحيم، وأنشد:
وأقفر وادي ثرمداء وربما ** تدانى بذي بهدى حلول الأصارم قال: وذو بهدى واد به نخل والموضعان متقاربان، وقال السكوني: ثرمداء من أرض اليمامة لبني امرىء القيس بن تميم. قال جرير:
انظر خليلي بأعلى ثرمداء ضحى ** والعيس جائلة أعراضها جنف
إن الزيارة لا ترجى ودونهم ** جهم المحيا وفي أشباله غضف وقد نسب حميد بن ثور الهلالي البرود إلى ثرمداء وكان ابنه يراه يمضي إلى الملوك ويعود مكسها فأخذ بعيرا لأبيه فقصد مروان فرده ولم يعطه شيئا. فقال:
ردنك مروان فلا تفسخ إمارته ** ففيك راع لها ما عشت سرسور
ما بال برديك لم تمسس حواشيه ** من ثرمداء ولاصنعاء تحبير
ولو درى أن ما جاهرتني ظهرا ** ما عدت ما للأات أذنابها النور قال راجز:
بنات غسل ما بذات غسل ** وثرمداء شعب من عقل ثرمد: اسم شعب بأجاء: لبني ثعلبة من بني سلامان مز طيىء، وقيل: ماء.
الثرملية: بالضم ثم السكون وضم الميم. ماء لبني عطارد باليمامة عن الحفصي.
ثرم: بالتحريك وهو. اسم جبل باليمامة. قال زياد بن منقذ من قصيدة الحماسة:
والوشم قد خرجت منه وقابلها ** من الثنايا التي لم أقلها ثرم اتفق لشاعر هذا البيت اتفاق عجيب وهو أن الثرم سقوط الثنية وهو مقدم الأسنان وجمعها ثنايا والثنية وجمعها ثنايا أيضا كل منفرج بين جبلين والثرم اسم بعينه وهو الذي أراده الشاعر فاتفق له من هذا التوجيه مايعزمثله.
ثرمة: بالكسر ثم السكون. بلد في جزيرة صقلية كثيرة البراغيث شديدة الحر. قال أبو الفتح بن قلاقس الإسكندري:
فدخلت ثرمة وهو تصحيف اسمها ** لولا حسين الندب ذو التحسين
في حيث شب البار جمرة قيظه ** وبقيت في مقلاه كالمقلين
وشربت ماء المهل قبل جهنم ** وشفعته بمطاعم الغسلين
حتى إذا استفرغت منها طاقتي ** وملأت من أسف ضلوع سفيني
أجفلت من جفلوذ بجفال امرء ** بالدين يطلب ثم أو بالدين ثروان: بالفتح مال ثري على فعيل أي كثير ورجل ثروان وامرأة ثروى وثروان. جبل لبني سليم. قال:
أو عوى بثروان جلا ال ** نوم عن كل ناعس وقال أبو عبد الله نفطويه قالت امرأة من بني عبد الله بن دارم: وكانت قد جاورت نخلتي ثروان بالبصرة فحنت إلى وطنها وكرهت الإقامة بالبصرة، فقالت:
أيا نخلتي ثروان شيب مفرقي ** حفيفكما يا ليتني لا أراكما
أيا نخلتي ثروان لا مر راكب ** كريم من الأعراب إلآ رماكما ثرور: بضم الراء الأولى وسكون الواو. من مخاليف الطائف يقال: ناقة ثرور وعين ثرور أي غزيرة.
ثروق: مرتجل لم أر هذا المركب مستعملا في كلام العرب، وهو اسم قرية عظيمة لبني دوس بن عدثان بن زهران بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد جاء ذكرها في حديث حممة الدوسي وفي حديث وفود الطفيل بن عمرو على النبي أنه أسلم ورجع إلى قومه في ليلة مطيرة ظلماء حتى نزل ثروق وهي قرية عظيمة لدوس فيها منبر فلم يبصر أين يسلك فأضاء نور في طرف سوطه فشهد الناس ذلك وقال: أنار أخذت على القدوم ثم على ثروق لا تطفأ الحديث وقال رجل من دوس في حرب كانت بينهم وبين بني الحارت بن كلب:
قدعلمت صفراءحوساء الذيل ** شرابة المحض تروك القيل
ترخي فروعا مثل أذناب الخيل ** أن ثروقا دونها كالويل
ودونها خرط القتاد بالليل ** وقد أتت واد كثير السيل الثريا: بلفظ النجم الذي في السماء والمال الثري على فعيل هو الكثير، ومنه رجل ثروان وامرأة ثروى وتصغيرها ثريا وثريا. اسم بئر بمكة لبني تيم بن مره، وقال الواقدي كانت لعبد الله بن جدعان منهم، والثريا ماء لبني الضباب بحمى ضرية عن أبي زياد. قال: والثريا مياه لمحارب في شعبى، والثريا أبنية بناها المعتضد قرب التاج بينهما مقدار ميلين وعمل بينهما سردابا تمشي فيه حظاياه من القصر الحسني وهي الآن خراب، وقال عبد الله بن المعتز يصفه:
سلمت أمير المومنين على الدهر ** فلا زلت فينا باقيا واسع العمر
حللت الثريا خير دار ومنزل ** فلا زال معمصرا وبورك من قصر
جنان وأشجار تلاقت غصونها ** وأوقرن با لأثمار والورق الخضر
ترى الطير في أغصانهن هواتفا ** تنقل من وكر لهن إلى وكر