عملية تفجير موكب الحريري.. في قاعدة فرنسية الخريف المقبل !!!!



انفجار الرابع عشر من شباط، سيدوي مرة ثانية، قرب مدينة بوردو الفرنسية هذه المرة، ليشهد المحققون ما لم يشهدوه لحظة الانفجار الحقيقي ومقارنته بالمعطيات التي راكموها خلال أربعة أعوام ونصف العام.

التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يكون دخل مرحلة جديدة من الفرز في معطياته بين الفرضيات والوقائع، بعد أربعة أعوام ونصف العام على العملية. ونشرت صحيفة «الفيغارو» الفرنسية أمس في مدونة الصحافي جورج مالبرونو خبرا نقلته عن مصدر أمني فرنسي، حول تحضيرات تجري لتمثيل عملية تفجير موكب الرئيس الراحل الحريري.

وتجـري عمليـة تمثيـل تفجـير الموكب في أحد حقول الرماية التابعة للجيش الفرنسي في منطقة بيسكاروس، القريبة من بوردو في غرب فرنسا. ويغلب على عملية التمثيل الطابع العلمي التقني، لاختبار المعطيات المتوفرة حتى الآن عن الألف والثلاثمئة كيلوغرام من المواد المتفجرة التي حملتها شاحنة الـ«ميتسوبيشي»، عندما اقتحمت موكب رئيس الوزراء اللبناني الراحل في الرابع عشر من شباط 2005 قرب فندق الـ«سان جورج».

العملية التي تجري الخريف المقبل قرب بوردو، هي عملية التمثيل الأولى على الأرض للهجوم على موكب الرئيس الحريري. وكانت لجنة التحقيق الدولية قد أجرت عملية مشابهة مطلع العام الحالي على مسرح الجريمة قرب فندق الـ«سان جورج» لكنها استخدمت فيها التقنيات الثلاثية الأبعاد، لإعادة بناء مسرح الجريمة ما بعد الانفجار.

وهذه التقنيات لا تسمح، على تقدمها، بمقاربة النتائج التي توصل التحقيق إليها، مع تلك التي يمكن الحصول عليها خلال تجربة واقعية لكل عناصر مسرح الجريمة: من موقع السيارات في الموكب إلى «كمين الميتسوبيشي»، إلى كمية المتفجرات ونوعيتها وعمق الحفرة وقطرها ومقارنتها بالصور المتوفرة على مسرح الجريمة نفسه، وأثر الموجات التفجيرية وقوتها كما سجلتها أجهزة رصد الزلازل اللبنانية، آنذاك. ومن المفترض أن تسمح إعادة بناء مسرح الجريمة، واستعادة عملية التفجير، بالحصول على خيوط جديدة في التحقيق، لم يكن من الممكن الحصول عليها في الرابع عشر من شباط نفسه بسبب تخريب مسرح الجريمة.

وسترافق إجراءات أمنية مشددة عملية إعادة بناء مسرح الجريمة، وتمثيل عملية تفجير الموكب، التي سيحضرها خبراء المتفجرات والمحققون في مكتب المدعي العام دانيال بيلمار من دون أن يعرف ما إذا كان بيلمار سيشهد بنفسه العملية أم لا.

وتشكل هذه العملية، بالرغم من التعقيدات التقنية الكبيرة التي تتخللها، مؤشرا آخر على قرب وصول التحقيقات إلى خلاصات تقنية يجري التأكد منها في قاعدة الجيش الفرنسي قرب بوردو. كما تدل على حاجة المدعي العام إلى تدعيم قراره الظني المنتظر بالمزيد من الحجج التقنية في مطالعته الظنية.

كما يساعد موعد عملية إعادة تمثيل الجريمة الخريف المقبل، على تحديد مساحة زمنية لصدور القرار الظني، تجعله يصدر حكما بعد الانتهاء من إجرائها أولا واستخلاص دروسها، ومقارنتها بالمعطيات التي أوردتها لجنة التحقيق في 11 تقريرا، تعاقبت حتى الثاني من كانون الأول 2008.