حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك، فقال له الوليد: ماذا سمعت رسول الله يذكر به الساعة؟ قال: سمعتُ رسول الله يقول: " أنتم والساعة كهاتين " وأشار بإصبعيه.
حدثني العباس بن الوليد، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك، فقال له الوليد: ماذا سمعت من رسول الله يذكر به الساعة؟ قال: سمعت رسول الله يقول: " أنتم والساعة كتين ".
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عمر وبن آبي سلمة، عن الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بين عبد الملك، فذكر مثله.
حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدثني معبد، حدث أنس، عن رسول الله أنه قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، وقال بإصبعيه: هكذا.
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنس، قال: قال رسول الله : " بعثت أنا والساعة كهاتين ": السبابة والوسطى. قال أبو موسى: وأشار وهب بالسبابة والوسطى.
حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن أبي التياح وقتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله : " بعثت أنا والساعة كهاتين "، وقرن بين إصبعيه.
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا أبو حازم، قال: حدثنا سهل بن سعد، قال: رأيت رسول الله قال بإصبعيه هكذا، الوسطى والتي تلي الإبهام: " بعثت أنا والساعة كهاتين ".
حدثنا محمد بن يزيد الآدمي، قال: حدثنا أبو ضمرة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه ولسم قال: " بعثت والساعة كهاتين " - وضم بين إصبعيه الوسطى، والتي تلي الإبهام - وقال: " ما مثلي ومثل الساعة إلى كفرسي رهان "، ثم قال: " ما مثلي ومثل الساعة إلا كمثل رجل بعثه قوم طليعة، فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه: أتيتم، أتيتم، أنا ذاك أنا ذاك ".
حدثنا أبو كريب، قال حدثنا خالد، عن محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله ص: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، وجمع بني إصبعيه.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله ص: " بعثت أنا والساعة هكذا " وقرن بين إصبعيه: الوسطى والتي تلي الإبهام.
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله ص: " بعثت أنا والساعة كهاتين " وجمع بين إصبعيه.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو نعيم، عن بشير بن المهاجر، قال: حدثني عبد الله بين بريدة، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله ص يقول: " بعثت أنا والساعة جميعًا، إن كادت لتسبقني ".
حدثني محمد بن عمر بن هياج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبيدة بن الأسود، عن مجالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد الفهري، عن النبي ص أنه قال: " بعثت في نفس الساعة، سبقتُها كما سبقت هذه هذه " لإصبعيه السبابة والوسطى، ووصف لنا أبو عبد الله، وجمعهما.
حدثني أحمد بن محمد بن حبيب، قال: حدثنا أبو نصر، قال: حدثنا المسعودي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي جبيرة، قال: قال رسول الله ص: " بعثتُ مع الساعة كهاتين "، - وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة - " كفضل هذه على هذه ".
حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيل، عن شبيل بن عوف، عن أبي جبيرة، عن أشياخ من الأنصار، قالوا: سمعنا رسول الله ص يقول: " جئت أنا والساعة هكذا " - قال الطبري: وأرانا تميم، وضم السبابة والوسطى وقال لنا: أشار يزيد بإصبعيه السبابة والوسطى وضمهما - وقال: " سبقتُها كما سبقت هذه هذه في نفس من الساعة "، أو في نفس الساعة ".
فمعلوم إذ كان اليوم أوله طلوع الفجر وآخره غروب الشمس، وكان صحيحًا عن نبينا ص، ما رويناه عنه قبل، أنه قال بعد ما صلى العصر: " ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلى كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ".
وأنه قال لأصحابه: " بعثت أنا والساعة كهاتين " - وجمع بين السبابة والوسطى - " سبقتها بقدر هذه من هذه "، يعني الوسطى من السبابة، وكان قدر ما بين أوسط أوقات صلاة العصر - وذلك إذا صار ظل كل شيء مثليه - على التحري إنما يكون قدر نصف سبع اليوم، يزيد قليلًا أو ينقص قليلًا، وكذلك فضل ما بين الوسطى والسبابة، إنما يكون نحوًا من ذلك وقريبًا منه.
وكان صحيحًا مع ذلك عن رسول الله ص ما حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي عبد الله بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه جبير بن نفير، أنه سمع أبا ثعلبة الخشي صاحب النبي ص يقول: إن رسول الله ص قال: " لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم "، وكان معنى قول النبي ذلك أن " لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم " الذي مقداره ألف سنة - كان بينًا أن أولى القولين - اللذين ذكرتُ من مبلغ قدر مدة جميع الزمان، اللذين أحمدهما عن ابن عباس، والآخر منهما عن كعب - بالصواب، وأشبههما بما دلت عليه الأخبار الواردة عن رسول الله ص قولُ ابن عباس، الذي روينا عنه أنه قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة. وإذا كان ذلك كذلك، وكان الخبرُ عن رسول الله ص صحيحًا أنه أخبر عن الباقي من ذلك في حيانه أنه نصف يوم، وذلك خمسمائة عام، إذا كان ذلك نصف يوم من الأيام التي قدر اليوم الواحد منها ألف عام - كان معلومًا أن الماضي من الدنيا إلى وقت قول النبي ص ما رويناه عن أبي ثعلبة الخشي عنه، كان قدر ستة آلاف سنة وخمسمائة سنة، أو نحوًا من ذلك وقريبًا منه. والله أعلم.
فهذا الذي قلنا - في قدر مدة أزمان الدنيا، من مبدأ أولها إلى منهى آخرها - من أثبت ما قيل في ذلك عندنا من القول، للشواهد الدالة التي بيناها على صحة ذلك، وقد روي عن رسول الله خبرٌ يدل على صحة قول من قال: إن الدنيا كلها ستة آلاف سنة، لو كان صحيحًا سنده لم نعدُ القوم به إلى غيره، وذلك ما حدثني به محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا عبد الصمت ابن عبد الوارث، حدثنا زبان، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله ص قال: " الحقب ثمانون عامًا، اليوم منها سدس الدنيا ".
فبين من هذا الخبر أن الدنيا كلها ستة آلاف سنة، وذلك أن اليوم الذي هو من أيام الآخرة إذا كان مقداره ألف سنة من سني الدنيا، وكان اليوم الواحد من ذلك سدس الدنيا، كان معلومًا بذلك أن جميعها ستة أيام من أيام الآخرة، وذلك ستة آلاف سنة.
وقد زعم اليهود أن جميع ما ثبت عندهم - على ما في التوراة مما هو فيها من لدن خلق الله آدم إلى وقت الهجرة، وذلك في التوراة التي هي في أيديهم اليوم - أربعة آلاف سنة وستمائة واثنتان وأربعون سنة، وقد ذكروا تفصيل ذلك بولادة رجل رجل، ونبي نبي، وموته من عهد آدم إلى هجرة نبينا محمد ص. وسأذكر تفصيلهم ذلك إن شاء الله، وتفصيل غيرهم ممن فصله من علماء أهل الكبت وغيرهم من أهل العلم بالسير وأخبار الناس إذا انتهيت إليه إن شاء الله.