ها أنا اليومَ أَخُطُّ بَينَ أَيدِيَكُم أطروحةً لطالما لامست واقعاً عشناه وتغلغلت في ثنايا الروحِ لتكشف مكامن جوانب خفية في شخصيات متباينة لتأثيرات نفسية عميقة في النظرةِ إلى الغير..


وعنوان أطروحتي الذي تعمدت اختياره بلهجةٍ عامية لِمَثَلٍ شَعبِيٍّ متداول لايخفى معناه عن الكثيرين يكشف النقاب عن محور حديثي لهذا اليوم ...

فحينما تحدثت مَورُوثَاتُ الحكمةِ عن الكذبِ والخداعِ والاحتيالِ والتدليسِ كسلوكٍ اختياري لبعض البشر بفعل الاستجابة لدوافع صادرة عن شخصياتٍ متأرجحة ضعيفة لفئةٍ تختلف عن بقية الأسوياء ...

وعندما حاولَ الآبَاءُ غرس بعض المفاهيمِ والقيمِ والمبادئِ في نفوسِ أبنائهم وشرح معنى إقدام الفردِ على مثلِ تلك السلوكياتِ الخاطئة وأنها لاتصدر إلا عن شخصياتٍ مهزوزة مقصرة في آداء التزاماتها بعيدة كل البعد عن الوعي والنضج الفكري لذا كان عليهم أن يجتهدوا ويجوّدوا سلوكياتهم وعلمهم وتعاملاتهم مع الغير كي لايضطروا إلا اللجوء لتلك السلوكيات الخاطئة..

وَلِعِلمِ النَّفسِ وَالطِّبِ النَّفسِيِ محاولاتٌ كثيرة للتعرفِ على أسبابِ إقدامِ البعضِ على انتهاجِ تلك السلوكيات الغير سوية وذلك سعياً لإيجاد حلول لتلك الآفات التي تدمر شخصية الفرد..

فَتِلكَ السُلُوكِيَات الخَاطِئَة إِذَا مَابَدَأَ الفَردُ بِالإِقدَامِ عَلَيهَا فَإِنَّهَا سَتَصبِغُ سُلُوكِيَات حَيَاتِهِ وَتَتَحَولُ إِلَى عَادَاتٍ مُتَأَصَّلَة فِي ذَاتِهِ يَتَطَبـَّعُ بِهَا وَتُصبِحُ مِن سِمَاتِهِ...

وباعتقادي أن صاحب تلك السلوكيات نوعيةٌ شاذة من النفسِ البشرية ،فالأشخاص الذين يتميزون بدماثةِ الخلقِ وتتألقُ شخصياتهم سمواً ورفعةً بمايملكون من معتقداتٍ وقيم وفكرٍ ثاقب ورؤى منطقية هم أقل احتمالاً لولوجِ عالمِ هؤلاء فهم من البراءةِ مثالاً يُحتذى بهِ لدرجةِ أنهم يعتقدونَ أنَّ بقيةَ الأفرادِ مشابهين لهم ولايتوقعون منهم الإقدام على مثل تلك الأفعالِ المشينة وهو مايتوافق مع عنوان أطروحتي للمثل الشعبي القائل :

:: كُلٌّ يَرَى النَّاسَ بِعَينِ طَبعِهِ ::

فهؤلاء الأشخاص لديهم نظرة أكثر إيجابية نحو مايمكن أن تكون عليه سلوكيات الغير لذا لايمكنهم رؤية أيّ اختلافٍ بين شخصياتهم وشخصيات غيرهم وفي المقابلِ العكسُ صحيح بالنسبة للفئاتِ الغير سوية التي تتخذ من الكذبِ والخداعِ والتدليسِ والاحتيالِ منهاجاً لها فنجدها أكثر ميولاً لتبرير سلوكها الخاطئ باعتقادها أن الآخرين على نفسِ الوتيرةِ من السلوكِ والطباعِ الوضيعة التي تحط وتقلل من شأنِ الفرد ...

خُلاصةُ حديثي:

الرُّوحُ هي مِرآةُ الذاتِ ورقي الفرد فلنطهر نفوسنا وقلوبنا ونقضي على كل مايطغى عليها من شوائبِ الحياةِ لنرتقي بأخلاقنا ونعانق الثريا بشخصياتنا ونتسامى عن سفاسفِ الأمور وعن كل مايدنس براءتنا وسلوكنا،،نحترمُ ذاتَنا أولاً لنحترمَ غيرنا ,,عندما نتحدث نتحدث بعمق ،، نطلبُ بأدبٍ ولباقة,, ونشكرُ بذوقٍ ورقي ،،
نلتمسُ الأعذارَ لبعضِنا,, نعتذرُ بصدقٍ ووضوح ،، نترفعُ عن التفاهاتِ والقيل والقال,,نُحِبُّ بِصَمتٍ وَنَثُورُ بِصَمتٍ
وَنَرحَلُ بِصَمتٍ إِن اِضطُرِرنَا لِذَلِكَ...



اِحتِرَامِي وَتَقدِيرِي لِذَاتِكُم دُمتُم بِخَيرٍ وَسَعَادَة