يفضل الكثير من الأزواج استمرار علاقتهما الزوجية بالرغم من الخلافات والاختلافات التي قد يكتشفونها في بداية زواجهما.

وعلى الرغم من أنهما على يقين بأن الحياة الزوجية بينهما قد فقدت خصوصيتها إلا أنهما يصران على الاستمرار بها خوفا من نظرة المجتمع لهما بأنهما "مطلقان وقد ينتج عن استمرار الحياة بينهما أطفال يتحملون عبء ومعاناة هذا الكره الذي يشاهدونه يكبر يوما بعد يوم بين والديهما وهما يعتقدان بان بقاءهما لمصلحة اولادهما .

الكثير من الحالات اتخذت قرار الطلاق كحل نهائي بعد أن توصل كل من الطرفين إلى يقين بأن استمرار الحياة الزوجية بينهما مستحيل وأن من شأنه أن ينعكس بشكل غير صحي على نفسية أبنائهما وعلى سير حياتهما كازواج.

الدكتور عامر المصري اختصاصي الصحة النفسية والاستشارات الأسرية علق على هذا الموضوع قائلا: إن الطلاق هو وسيلة من وسائل الشرع التي أباحها الله سبحانه وتعالي عند انعدام فرص التعايش مع الاخر وبالتالي هناك مجموعة من الاسباب الشرعية التي تبيح الطلاق.

وأضاف: يعتبر الطلاق هو إحدى وسائل انهاء المعاناة عند استحالة القدرة على التكيف على الظروف النفسية لدى الزوجين وبالتالي يعتبر وسيلة مشروعة خاصة اذا كان البقاء في نفس البيئة "غير الصحية" بين الزوجين يؤدي إلى خطورة اجتماعية ونفسية لكل منهما حيث يكون هنا الحل الوحيد هو الانفصال السريع .

ودعا د.المصري كل زوجين يفكران بالانفصال إلى التفكير والتروي قبل الاقدام عليه وان يحاولا ايجاد حلول مشتركة من شأنها التقليل من حجم المشاكل بينهما وفي حال كانت كل الحلول غير مجدية وقتها يكون الطلاق هو الحل الأمثل لانهاء علاقتهما الزوجية.

وكذلك دعا د.عامر إلى عدم الاكتراث الى النظرة الاجتماعية للمطلقين والتي قد يخاف منها أي من الزوجين والتي قد تكون سببا رئيسا في استمرار حياتهما الزوجية بطريقة غير صحية .

وذكر الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني وزير الاوقاف الاسبق ان الله شرع الطلاق لحكمة وهذه الحكمة هي الخشية بأن تصبح الحياة الزوجية جحيما لا يطاق وبعد ان تستنفذ كل وسائل الاصلاح ويتبين ان الحياة لا تستمر مع هذه الخصومة والمشاكل المتفاقمة