عتقد البعض بأن الصراحة في العلاقة الزوجية هي الطريق الأفضل لحياة زوجية سعيدة، غير أن العديد من الرجال لايؤيدونها مع الزوجات، أو يريدونها "مقننة" ربما من باب "الطاقة الي ييجيلك منها الريح سدها واستريح ". وفيما تعتبرالصراحة في العلاقة الزوجية أسلوب عصري يساعد في حل الخلافات بين الزوجين، أو حالة نضج حقيقي وقدرة على مواجهة صريحة مع النفس والشريك، يتساءل البعض إذا ما اعتبر الزوج أو الزوجة النصف الآخر، لماذا يقوم كل منهما باخفاء الحقائق عن بعضهما البعض؟
ثمة من يقول بأن الصراحة المطلقة في العلاقة الزوجية بين الزوجين مرفوضة ، بل ويجب أن تكون ضمن حدود لايجوز تخطيها، حتى لاتتحول من نعمة إلى نقمة، بمعنى أن يحتفظ كل منهما بقدر من الخصوصية على الأقل فيما يتعلق بعلاقاته بأسرته أو أصدقائه مثلا.

يطرح مختصون استراتيجية للصراحة بين الزوجين ترتكز على الثقة المتبادلة والحوار الدافىء وتجنب الخوض في التجارب غير الايجابية كالحديث عن ماضي كل منهما على سبيل المثال، فالأهم النية الصادقة في الاخلاص لشريك او شريكة الحياة ، إضافة لاعتماد صراحة موضوعية تبتعد عن الانتقادات أو المشاعرالسلبية تجاه الآخر ، فليس من مصلحة الزوجة أن تقول للزوج بأنه ليس فتى أحلامها أو أن يرد عليها بالمثل هو أيضا.

إلى ذلك ووفق دراسات فإن الصراحة في العلاقة الزوجية تؤدي إلى الانسجام والتآلف وشعور كل من الزوجين بالآخر، سواء في فرحه أو حزنه، حيث يعاني الشريك من ذات الآلآم والأحزان والمتاعب والهموم التي تصيب كل منهما، بما يرسخ لعلاقة متينة تعتبر الأساس لحياة زوجية سعيدة بعيدا عن الأرق والتوتر والضغوطات، في حين يتسبب غياب الصراحة في جعل كل من الطرفين كارها للزواج، يتمنى العودة لحياة العزوبية ومنها ما يأخذ شكل طرائف تروى بين حين واخر في مجتمع الاهل والأصحاب وربما على مسمع من الأبناء.

وتقول المعالجة النفسية "هارفيل هندركس" مؤلفة كتاب دليل السعادة الزوجية "الحب الذي تريده" بحسب استطلاع قامت به بأن الاستمرار تحت سقف واحد لايعني بأن العلاقة الزوجية على ما يرام، فهناك ما يقارب 60% من الأزواج يتمنون الاستيقاظ من النوم ليجدوا أنفسهم عزابا، غير أن النساء أكثر صراحة من الرجال، فهناك ما يقارب 83% منهن لايجدن حرجا في المبادرة إلى دعوة أزواجهن للنقاش بصراحة، في حين لاتتجاوز نسبة الرجال الذين يهتمون بفعل نفس الشيء 57% فقط ، وقد يكون لديهم تفسيرا لذلك!!