deertna



تمرد الأبناء على الاباء
من:halasroor في: 04/23/2010 - 16:46
المشاهدات: 118 | التعليقات: 0










يتمادى الكثير من الأبناء في خلق أعذار واهية لذويهم للتصرف بما يحلو لهم، وغالبا ما تكون هذه الأعذار جسرا من الأكاذيب التي يعتبرها البعض كذبا أبيض للتخلص من حشرية الاباء الذين يقحمون أنفسهم بكل كبيرة وصغيرة من دون رغبة بتفهم رغبات أبنائهم.

الذين يلجؤون لاختلاق الأكاذيب لتغطية أفعالهم التي لا تعجب آباءهم. غالبا ما تأخد هذه الأكاذيب صورا عديدة كالتأخر عن المنزل، تبرير مواقف وتعليقها على الغير، الكذب في اختلاق مناسبات أو احتياجات للحصول على المال، وغيرها من التصرفات التي يبتكرها الشباب لتفادي المشاكل مع آبائهم ولفعل ما يريدون دون رقيب يقول الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع أن السبب في تمرد الأبناء على الاباء يعود للخوف الزائد من الاباء على الأبناء والصور النمطية التي يحملها الأهل عن أسباب التأخر عن المنزل والسهر مع الأصدقاء خاصة بعد دخول الأبناء في مرحلة المراهقة وخوف الاباء عليهم من الانحراف وتأثير أصدقاء السوء عليهم.

ويضيف الخزاعي للأسف في ظل غياب الحوار الأسري بين الأبناء والاباء وافتراض الأهل أن الأبناء بعد دخولهم سن المراهقة يصبحون متمردين. ويعزز هذه النظرة اقتناع الاباء بأن الأبناء قليلو الخبرة ومتهورون ويحاولون الانفصال عن الأهل فكريا وسلوكيا كونهم أصبحوا كبار ويطالبون بالمزيد من الحرية والاعتماد على النفس والاستقلالية، وهذه تعتبر إحدى الأزمات التي يمر فيها الشباب.

فالقاعدة الأساسية في التعامل مع الأبناء خاصة في الأعمار الشابة (15 - 24) سنة يجب أن تنطلق من القول المأثور "إذا كبر ابنك خاويه"، وذلك حتى تصبح هذه المرحلة هادئة وخالية من المشكلات الاجتماعية خاصة أن 80% من مشكلات الشباب هي مشكلات اجتماعية في الدرجة الأولى. ولا شك بأن الحرص الزائد وفرض قوائم الممنوعات على الأبناء في مرحلة الشباب يحرجهم أمام أصدقائهم ويشعرهم بأنهم لا زالوا تحت الضغط والمراقبة الأسرية ومسلوبي الإرادة وبالتالي في نظرهم أنهم أطفال .

وفي هذا الصدد يوضح الخزاعي بأن العلاقة بين الأبناء والاباء يجب أن تربى منذ الصغر على الصراحة والوضوح والشفافية والتوجيه المباشر من الاباء، و إعطائهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم، ولكن يجب معرفة صداقات الأبناء وبرامجهم خارج المنزل ومدى استفادتهم منها، ويجب تشجيع التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء الجيدين خاصة إننا في عصر يجب أن لا نترك أبناءنا يعيشون منعزلين خلف شاشات الحواسيب.

وشدد الخزاعي قائلا يجب على الاباء عدم التهور واستخدام العنف والشدة مع الأبناء للسيطرة عليهم ومراقبتهم، لأن السيطرة عليهم داخل جدران المنازل لا تعني السيطرة عليهم خارجها، وسوف يستغل الأبناء أية فرصة للخروج من المنزل للتعويض عن كبتهم الموجود في المنزل.

وبهذه المناسبة يحذر الخزاعي الاباء من استخدام الدلال مع الأبناء ومنحهم الحرية في الخروج من المنزل والبقاء ساعات متأخرة مع الأصدقاء، وهنا يرتكب الاباء خطأً لأن الأبناء سيفقدون احترامهم للأهل وفقدان الثقة في النفس وعدم تحمل المسؤولية.

فالابن المدلل الذي يوفر له الاهل كل المستلزمات بدون عناء وتعب لا يشعر باهميتها وقيمتها، والسلوك الأفضل هو اتباع المدرسة التوافقية في التربية والتي تتم من خلال الحوار والتعاون المشترك وتفهم الأهل لاحتياجات الأبناء والاستماع إليهم حتى يتم العيش في أجواء مريحة بعيدة عن الرقابة والتوتر والعنف.

والأهم هو عدم التناقض في سلوك الاباء مع الأبناء أي السماح لهم في بعض المرات ومنعها مرات أخرى، وأهمية الحوار مع الأبناء على ضروريات وفوائد السهر والتأخير خارج المنزل، والأهم من كل ذلك عدم إعطاء الأبناء الحرية إلا بعد التأكد من أنهم على قدر المسؤولية وعدم السلوك بسلوكيات تخالف العادات والتقاليد والقوانين حتى لا يتسبب الأبناء في وضع الاباء في مواقف أو مشكلات اجتماعية محرجة مثل المشاجرات مع الأصدقاء أو مع أفراد من المجتمع.

ويخشى الاباء من تأثير السهر على صحة الأبناء، وعلى تحصيلهم الدراسي وانشغالهم في قضايا غير مفيدة ومكلفة ماديا للاباء لهذا يكون الاباء متشددون مع الأبناء في موضوع السهر خارج المنزل، فتكون النتيجة تمرد الأبناء على الاباء.