من الاكثر تهديداً؟

السؤال المطروح علي المحك هو ان كان الجيش الاسرائيلي قد غفي فعلا خلال نوبة الحراسة ولم يستعد في الوقت الملائم للتغير الدراماتيكي الذي بدأ في الجيش السوري.
هناك عدد غير قليل من الجهات الامنية التي تعتقد ان هذا ما حدث وفي سياق ذلك يذكرون ان عدداً من المشاريع الاستثمارية في جهاز الدفاع مخصصة لساحات قتالية من نوع آخر تماما. وليس بمواجهة التهديد السوري في صورته الجديدة.
بعض الاطراف الاخري تعتقد ان سلوك الجيش الاسرائيلي صحيحٌ علي المدي البعيد حيث يتوجب عليه ان يستعد لأي مجابهة مع سورية ومع دول اخري مثل ايران، الامر الذي يمكن ان يحدث في اي وقت.
سواء كان التشاؤم او التفاؤل هو السائد من المحتمل ان تكــــون التباينات بين وضع حزب الله في لبنان وبين القضية السورية هي السبب في طــرح جابي اشكنازي خلال المناورة الاخيرة الكبيرة ولعدة مرات الحاجة لشن الهجوم علي اهداف نوعية جداً في سورية.
من الناحية الاخري كان واضحاً في هذه المناورة ايضا ان الاف الصواريخ المضادة للدبابات التي تملكها سورية ستحاول ملاحقة القوات البرية الإسرائيلية بلا توقف وضرب العمق الاسرائيلي بصورة شديدة تفوق الضرر الذي لحق به في حرب لبنان الثانية في منطقة الشمال وحدها.

وداعاً للسلام

وماذا بالنسبة لمحادثات السلام؟ اللواء احتياط جيورا ايلاند رئيس قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي سابقا (في فترة محادثات السلام مع سورية في عام 2000) رئيس مجلس الامن القومي والزميل في مركز دراسات الامن القومي اليوم، يدعي ان للتغيرات التي حصلت بين 2000 ـ 2008 تأثيرا دراماتيكيا لدرجة انه لا يجدر باسرائيل ان تصنع السلام مع سورية.

ايلاند يوضح موقفه هذا المعارض لتوصية قيادة الجيش الحالية المنادية باجراء المفاوضات مع سورية نقطة الافتراض الاساسية لدي الجيش في المباحثات 2000 كانت ان اسرائيل لا تستطيع حماية نفسها في مواجهة سورية من دون الجولان في حالة انهيار السلام وعليه طالبت بترتيبات امنية تبعد الدبابات السورية عن الجولان وتبقي الحدود منزوعة السلاح وطالبت بمحطات انذار فوق هضبة الجولان. اما اليوم فانا لا اتخيل اية ترتيبات امنية يمكنها ان توفر للجيش الاسرائيلي امكانية الوصول للجولان قبل الجيش السوري في حالة انهيار عملية السلام. اما الوسائل القتالية السورية اليوم فمن الممكن ان تهرب لهضبة الجولان بكميات داخل شاحنات تنقل الموز مثلما يفعل حزب الله مع جنوب لبنان رغم القرار 1701. عندما سيستلم السوريون الهضبة سيبنون عليها قري كثيرة يمكن لكل واحدة منها ان تكون عقبة عسكرية مثل بنت جبيل. حقيقة عدم قدرة اسرائيل علي ترتيبات امنية في هضبة الجولان هي سبب واحدٌ فقط للاعتقاد بأنه لا مكان اليوم لاتفاق سلام مع سورية وهناك ايضا جملة اخري من الاسباب.
__________________