صفحة 5 من 60 الأولىالأولى ... 345671555 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 17 إلى 20 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7


  1. #17
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    الثّمرة تُؤخذ به من مَغْرِز العنق إلى عَجْب الذًنب ‏"‏ فتُعلَى به ‏"‏ فتَكْثُر له وقال حبيب الطائي‏:‏ فما لك بالغريب يدٌ ولكن تَعاطيكَ الغَرِيبَ من الغَرِيبِ أمَا لو أن جهلك عاد عِلْما إذاً لرسختَ في عِلْم الغُيوب ومن قولنا نَمدح رجلا باستسهال اللفظ وحُسن الكلام‏:‏ قَولٌ كأن فَرِيدَه لسِحْر على ذهن الَّلبيب لا يَشمئز على اللّسا نِ ولا يَشِذّ عن القُلوب لم يَغْلُ في شَنِع الًّلغا تِ ولا توَحّش بالغريب سَيف تَقَلّد مثْلَهُ عَطْفَ القَضيب على القَضيب هذا تُجَذّ بهِ الرِّقَا بُ وَذا تُجَذّ به الخُطُوب
    باب في تكليف الرجل ما ليس من طبعه

    قالوا‏:‏ ليس الفِقْه بالتفقُه ولا الفَصاحة بالتفصُّح لأنه لا يَزيد مُتَزيّد في كلامه إلا لنَقْص يَجده في نَفْسه‏.‏ ومما اتفقت عليه العربُ والعجمُ قولهم‏:‏ الطَّبع أمْلك‏.‏ وقال حَفْص بنُ النُّعمان‏:‏ المَرْء يَصْنع نَفْسه فمتى ما تَبْلًهُ يَنْزع إلى العِرْق‏.‏ يأيها المُتحلَي غيرَ شيمته ومِن شَمَائله التَّبديلُ والمَلَقُ ارْجع إلى خِيمك المَعروف دَيْدَنُة إنَّ التخلّق يأتي دُونه الخُلُق وقال آخر‏:‏ وَمَن يَبتدع ما ليس مِن خِيم نَفْسه يَدَعْه ويَغْلِبه على النَّفس خِيمُها وقال آخر‏:‏ كلُّ امرىءٍ راجِعٌ يوماً لِشِيمَته وإنْ تَخَلًقَ أخلاقاً إلى حِين وقال الخرَيمي‏:‏ يُلاَم أبو الفَضل في جُوده وهَلْ يَمْلِك البَحرُ أَلاّ يَفِيضَا وقال أبو الأسود الدُّؤلي‏:‏ ولائمةٍ لامَتكَ يا فَيْضُ في النَّدَى فقُلْتُ لها هل يَقْدَح اللَّوْمُ في البَحْرِ أَرَادَتْ لتَثْني الفَيْضَ عن عادة النَّدَى ومَن ذا الذي يَثْنى السحابَ عن القَطْرِ وقالَ حَبيب‏:‏ تَعَوَّد بَسْط الكفِّ حتى لَوَ انه ثَناها لِقَبْضٍ لم تُجبْه أَنامِلُه وقال آخر‏:‏ وقالوا‏:‏ إن مَلِكاً من ملوك فارس كان له وزير حازم مُجرِّب فكان يُصْدِر عن رأيه ويَتعرف اليُمْن في مَشُورته ثم إنّه هَلَكَ ذلك الملكُ وقام بعده ولدٌ له مُعجَب بنفسه مًستبدٌّ برأيه ‏"‏ فلم يُنزل ذلك الوزيرَ منزلته ولا آهْتَبل رأيَه ‏"‏ ومَشورته فَقيل له‏:‏ إن أباك كان لا يَقِطع أمراً دونه فقال‏:‏ كان يَغْلَط فيه وسأمتحنه بنَفْسي‏.‏ فأرسل إليه فقال له‏:‏ أيّهما أغْلبُ على الرجل‏:‏ الأدبُ أو الطبيعة فقال له الوزير‏:‏ الطبيعةً أغلبُ لأنها أصلٌ والأدب فَرْعٌ وكلّ فَرْع يَرْجع إلى أصله‏.‏ فدعا ‏"‏ الملكُ ‏"‏ بسُفرته فلما وُضعت أقبلت سَنانيرُ بأَيديها الشَّمعُ فوقفت حول السُّفرة فقال للوزير‏:‏ اعتبر خَطَأَكَ وضَعْفَ مَذْهبك متى كان أبو هذه السنانير شَمَّاعاً‏.‏ فسكت عنه الوزير وقال‏:‏ أَمْهلني في الجواب إلى الليلة المُقبلة فقال‏:‏ ذلك لك‏.‏ فخَرج الوزيرُ فدعا بغُلام له فقال‏:‏ التمسْ لي فأْراً واربطه في خَيط وجئْني به فأتاه به الغلامُ فعقده في سَبَنِيَّة وطرحه في كُمّه ثم راح من الغد إلى الملك فلما حضرت سُفرته أقبلت السنانير بالشَّمع حتى حَفّت بها فحلّ الوزيرُ الفأرَ من سَبنيَّته ثم ألقاه إليها فاستبقت السنانيرُ إليه ورَمت الشمعَ حتى كاد البيتُ يضطرم عليهم ناراً‏.‏ فقال الوزيرُ‏:‏ كيف رأيتَ غَلَبة الطَّبيعة على الأدب ورُجوعَ الفَرْع إلى أصله قال‏:‏ صدقت ورجع إلى ما كان أبوه عليه معه فإنما مَدار كل شيء على طبعه والتكلُّف مَذْموم من كل وجه‏.‏ قال الله ‏"‏ تبارك وتعالى ‏"‏ لنبيّه ‏:‏ قل يا محمد‏:‏ ‏"‏ ومَا أَنَا مِنَ المُتَكلِّفين ‏"‏‏.‏ وقالوا‏:‏ من تَطبّعِ بغير طبعه نَزَعَتْه العادةُ حتى تردَّه إلى طَبْعه كما أنّ الماءَ إذا أَسْخَنته ثم تركته ‏"‏ ساعة ‏"‏ عاد إلى طَبعه من البرودة والشجرةَ المُرّة لو طليتها بالعسل لا تُثمر إلا مُرًّا‏.‏
    باب في ترك المشاراة والمماراة

    دخل السّائبِ بن صَيْفيّ على النبي فقال‏:‏ أَتعرفني يا رسول اللهّ قال‏:‏ وكيف لا أعرف شريكي في الجاهليَّة الذي كان لا يُشارى ولا يُمارى‏.‏ وقال ابن المُقفَّع‏:‏ المُشاراة والمُماراة يُفْسدان الصَّداقة القديمة ويَحُلان العقدة الوثيقة وأيسر ما فيها أنهما ذَرِيعة إلى المُنافسة والمُغالبة‏.‏ وقال عبدُ الرحمن بنُ أبي ليْلى‏:‏ لا تُمارِ أخاك فإمّا أن تُغْضِبه وإما أن تَكْذِبه‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ فإيَّاك إيَّاك المِرَاءَ فإنه إلى السَّبّ دَعّاءٌ وللصَّرْم جالبُ وقال عبد الله بن عَبّاس‏:‏ لا تُمار فقيهاً ولا سَفيهاً فإنّ الفقيهَ يَغلبك والسفيه يُؤذيك‏.‏ وقال ‏:‏ سِبَاب المُؤمن فُسوق وقِتاله كُفْر‏.‏
    باب في سوء الأدب

    دخل عُرْوة بن مَسعود الثَقفيّ على النبي فجعل يُحدَثه ويُشير بيده إليه حتى تَمسّ لحيته والمُغيرة بن شُعبة واقفٌ على رأس رسول الله قبل أن لا ترجع إليك‏.‏ فَقبض عُروة يده‏.‏ وعُروة هذا ‏"‏ هو ‏"‏ عظيم القريتين الذي قالت ‏"‏ فيه ‏"‏ قريش‏:‏ لَولا نُزِّل هذا القرآنُ على رجُل من القَرْيتين عظيم‏.‏ ويقال إنه الوليد بن المغيرة المخزوميّ‏.‏ ولما قَدِم وفدُ تميم على النبي ناداه رجل ‏"‏ منهم ‏"‏ من وراء الجدار‏:‏ يا محمد اخرج إلينا‏.‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنّ الذينَ يُنَادُونَكَ مِن ورَاء الحُجُراتِ أكثرُهم لا يَعْقِلُون ‏"‏‏.‏ وفي قراءة ابن مسعود‏:‏ ‏"‏ بنو تميمٍ أكثرُهم لا يَعْقلون ‏"‏‏.‏ وأنزل الله في ذلك‏:‏ ‏"‏ لا تَجْعَلوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَينَكم كدُعاء بيده السيفُ فقال له‏:‏ اقبض يدك عن لِحْيَة رسول الله



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #18
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    بَعْضكم بَعْضاً ‏"‏‏.‏ ونظر أبو بكر ‏"‏ الصدِّيق رضي الله عنه إلى ‏"‏ رجل يَبيع ثَوْباً فقال له‏:‏ أتبيع الثوبَ قال‏:‏ لا عافاك اللهّ قال‏:‏ لقد علمتم لو تتعلّمون‏!‏ قل‏:‏ لا وعافاك الله‏.‏ وخطب الحسن في دَم‏.‏ فأجابه صاحب الدم فقال‏:‏ قد وضعتُ ذلك الدم لله ولوُجوهكم‏.‏ قال له الحسن‏:‏ ألا قلت‏:‏ قد وضعتُ ذلك لله خالصاً وذكر إعرابيّ رجلاً بسوء الأدب فقال‏:‏ إن حدّثتَه سابقَك إلى ذلك الحديث وإن تركتَه أخذ في لمن الدِّيار بقُنَة الحِجْرِ فأنشدها حتى أتى على آخرها‏.‏ فقال له المهديُّ‏:‏ ذَهب والله مَن كان يقول هذا فقال له‏:‏ كما ذَهب والله من يُقال فيه‏.‏ فاستجهله واستَحمقَه‏.‏ ولما رَفع قُطْرُبٌ النحوي كتابه في القران إلى المأمون أمرَ له بجائزة وأذن له‏.‏ فلما دخل عليه قال‏:‏ قد كانت عِدَةُ أمير المؤمنين أرفع من جائزته‏.‏ فغَضب المأمون وهَمَّ به‏.‏ فقال له سهل بن هارون‏:‏ يا أمير المؤمنين‏:‏ إنه لم يَقُل بذات نَفْسه وإنما غَلب عليه الحَصرَ‏.‏ ألا تراه كيف يَرْشَح جبينُه ويكْسِر أصابعه فَسَكَن غضبُ المأمون واستجهله واستحمقه وكان الحسنُ اللؤلئيّ ليلةً عند المؤمون بالرقَّة وهو يُسامره إذ نَعَس المأمونً والحسن يُحَدِّثه فقال له‏:‏ نَعَست يا أمير المؤمنين‏.‏ فانتبه فقال‏:‏ سُوقيٌ وربِّ الكعبة يا غلام خُذ بيده‏.‏ ودخل أبو النًجْم على هشام بن عبد الملك بأرْجوزته التي أوّلها‏:‏ الحمد لله الوَهُوب المُجْزِل وهي من أجود شِعْره‏.‏ ‏"‏ فاستحسنها هشام وأصغى إليها ‏"‏ فلما أتى على قوله‏:‏ والشمسُ في الجوِّ كعَيْن الأحْول غَضب هشام وكان أحولَ فأَمر بصفْع قَفاه وإخراجه‏.‏ ودخل كُثَيِّر عَزّة على يَزيد بن عبد الملك فبينا هو يُحدِّثه إذ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما معنى قول إذا الأرْطَى تَوَسَّد أبرديْه خُدُودُ جوازيء بالرمْل عِينِ فقال له يزيد‏:‏ وماذا على أمير المؤمنين ألا يعرفَ ما قال هذا الإعرابيّ الجِلْف مثلُك واستحمقه وأمر بإخْراجه‏.‏ ودخل كُثَيِّر عَزّة على عبد العزيز بن مَرْوَان فأنشده مِدحَته التي يقول فيها‏:‏ وأنتَ فلا تُفْقَدْ ولا زال مِنْكًم إمامٌ يُحيَّا في حِجَاب مُسَدَّنِ أشَمُّ منَ الغادين في كُلِّ حُلَّة يَميسون في صَبْغ من العَصب مُتْقن لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحَواشي يَطَوْنَها بأقدامِهم في الحَضرميّ المُلَسَّن فاستَحْسنَها وقال له‏:‏ سَلْ حاجَتك فقال‏:‏ تُولَيني مكانَ ابن رُمَّانة كاتبك فقال له‏:‏ ويلك‏!‏ ذا كاتبٌ وأنت شاعر فكيف تَقوم مَقامه وتَسُد مَسدَّه فلما خرج من عنده ندم وقال‏:‏ عَجِبتُ لأخذِي خَطَة العَجْز بعدما تَبَينَّ من عبد العزيز قَبُولُها لئن عاد عبدُ العزيز بمثْلها وأَمْكنني منها إذاً لا أقولها ووقف الأحنف بنُ قيس ومحمدٌ بن الأشعث بباب معاوية فأذِن للأحنف ثم لمحمد بن الأشعث فأسرع محمدٌ في مشْيته حتى دَخل قبل الأحنف‏.‏ فلما رآه مُعاوية قال له‏:‏ والله إنِّي ما أذنتُ له قبلَك وأنا أريد أن تَدْخل قبلَه وإنّا كما نَلى أمورَكم كذلك نلى أدبكم ولا يزيد مُتَزَيِّد في أمره إلا لنقْص يجده في نَفْسِه‏.‏ وقال عبدُ الملك بن مروان‏:‏ ثلاثة لا يَنبغي للعاقل أن يَستخِفَّ بهم‏:‏ العُلماء والسُّلطان والإخْوان‏.‏ فمن اْستخفَّ بالعُلماء أفْسد دينَه ومَن استخفَّ بالسُّلطان أفسد دُنياه ومن استخفَّ بالإخوان أفسد مرُوءته‏.‏ وقال أبو الزِّناد‏:‏ كنتُ كاتباً لعُمر بن عبد العزيز فكان يكتب إلى عبد الحميد عامله على المدينة في المَظالم فيُراجعه فيها فكتَب ‏"‏ إليه ‏"‏‏:‏ إنه يُخيَّل إلي أَنِّي لو كتبتُ إليك أن تُعطِي رجلاً شاةٍ لكتبتَ إليّ‏:‏ أضأنا أم مَعزاً ولو كتبتُ إليك بأحدهما لكتبتَ إليَّ‏:‏ أذكراً أم أنثى ولو كتبتُ إليك بأحدهما لكتبت‏:‏ أصغيراً أم كبيراً فإذا كتبتُ إليك في مَظْلمة ‏"‏ فنَفِّذ أمري ‏"‏ ولا تراجعني فيها‏.‏ وكتب أبو جعفر إلى سَلْم بن قُتيبة يأمره بهَدْم دور مَن خَرج مع إبراهيم ‏"‏ بن عبد الله ‏"‏ وعَقْر نخلهم فكتب إليه‏:‏ بأيّ ذلك تَبدأ بالدُّور أو بالنّخل فكتب إليه أبو جعفر‏:‏ إنِّي لو أمرتك بإفساد تَمرهم لكتبتَ‏:‏ بأيّ ذلك نبدأ بالصَّيْحاني أم بالبَرْنِيّ وعَزله وولّى محمد بن سليمان‏.‏ ‏"‏ ولمحمود الورّاق‏:‏ كم قد رأيتَ مَساءةً من حيثُ تَطْمع أن تُسَرّا ولربما طَلب الفَتى لأخيه مَنْفعة فَضَرا ‏"‏ ودخل عَدِيّ بن أرْطأة على شرَيح القاضي فقال له‏:‏ أين أنت أصلحك الله قال‏:‏ بينك وبين الحائط قال‏:‏ اسمع منِّي قال‏:‏ قُلْ نَسمع قال‏:‏ إني رَجل من أهل الشام قال‏:‏ مكان سَحيق قال‏:‏ وتزوّجتُ عندكم قال‏:‏ بالرِّفاء والبَنين قال‏:‏ وأردتُ أن أرحِّلها قال‏:‏ الرَّجلُ أحقُّ بأهله قال‏:‏ وشرَطتُ لها دارها قال‏:‏ الشَرْط أَمْلك قال‏:‏ فاحكم الآن بيننا قال‏:‏ قد فعلتُ قال‏:‏ فعلى مَن حكمتَ قال‏:‏ على ابن أمّك قال‏:‏ بشهادة من قال بشهادة ابن أخت خالتك - أراد شُريح إقرارَه على نفسه بالشَّرْطِ - وكان شِريح صاحب تعريض عويص‏.‏ ودخل شريك بنُ عبد الله على إسماعيل وهو يتَبخَر بعود فقال للخادم‏:‏ جئنا بعود لأبي عبد الله‏.‏ فجاء بِبَربط فقال له إسماعيل‏:‏ اكْسِرْه ‏"‏ ويلك ‏"‏‏!‏ وقال لشَريك‏:‏ أخَذُوا البارحةَ في الحرس رجلاً ومعه هذا البَرْبط‏.‏ وقال بعض الشعراء في عيّ الخادم‏:‏ وَمَتَى أدْعها بكأْسٍ من الما ء أتَتْني بصَحْفَة وزبِيبِ وقال حَبيبٌ في بني تَغْلِب من أهل الجَزِيرة يَصفُهم بالجفاء وقِلَةِ الأدب مع كرم النُّفوس‏:‏ لا رِقَّةُ الحَضَرِ اللَّطيف غَذَتْهمُ وتَباعدُوا عن فِطْنة الأعْراب فإذا كشفتَهمُ وجدتَ لديهمُ كَرَم النُّفوس وقِلَّة الآدابَ وكان فَتًى يُجالسُ الشَّعْبيّ وكان كثيرَ الصَّمت فالتفت إلى الشَّعبيّ فقال له‏:‏ إني لأجد في قَفاي حِكِّة أفتأمُرني بالحِجامة فقال الشَعبِيُّ‏:‏ الحمدُ لله الذي حوَلنا من الفِقْه إلى الحِجامة‏.‏ ‏"‏ قال‏:‏ وأتى أحمدَ بن الخَصيب بعضُ المتظلّمين يوماً فأخرج رِجْلَه من الرِّكاب فَركله بها‏.‏ فقال فيه قلْ للخليفَةِ يابن عَمِّ محمدٍ اشْكُل وزيرَك إنَّه رَكَّالُ ‏"‏ وبعثَ رجلٌ من التّجار وكيلاً له إلى رَجل من الأشراف يَقْتضيه مالاً عليه فَرَجَع إليه مَضروباَ فقال له‏:‏ ويلك‏!‏ مالك قال‏:‏ سَبك فسببته فضَرَبَني‏.‏ قال‏:‏ وما قال لك قال قال‏:‏ أدخَل الله هَنَ الحِمار في حِرِ أمَ مَن أرسلك قال‏:‏ دَعْني مِن افترائه عليّ وسَبّه لي وأخبرني كيف جعلتَ أنتَ لأيْرِ الحِمار من الحُرْمة ما لمِ تجعله لِحِر أمّ مَن أرسلك هلا قلتَ‏:‏ أيْر الحِمار في هَنِ أم مَن أرْسلك



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #19
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    العقد الفريد/الجزء الثاني/5

    باب في تحنك الفتى

    قِيلَ لعُمَر بن الخطَّاب‏:‏ إِن فُلاناً لا يَعْرِف الشَر‏.‏ قال‏:‏ ذلك أحْرَى أن يَقَع فيه‏.‏ وقال سُفْيان الثَورِيّ‏:‏ مَن لم يُحْسن أن يَتفتَى لم يُحسن أن يَتَقَرَّى‏.‏ وقال عمرو بن العاص‏:‏ ليس العاقلُ الذي يعرف الخيرَ من الشر إنما العاقلُ الذي يَعرف خيَر الشرَّين‏.‏ ومثل ذلك قول الشاعر‏:‏ رَضِيتُ ببعض الذل خوفَ جَمِيعه كذلك بعضُ الشَر أهونُ من بعض وسُئِل المُغيرة بن شُعبة عن عُمَر بن الخَطّاب ‏"‏ رضي الله عنه ‏"‏ فقال‏:‏ كان والله له فَضْلٌ يمنعه من أن يَخدع وعَقل يَمنعه من أن يَنخدع‏.‏ قال إياس‏:‏ لستُ بِخَبّ والخب لا يَخْدعني‏.‏ وتَجادَل إياس والحَسنُ - وكان الحَسنُ يَرى كلَّ مُسْلم جائزَ الشهادة حتى تَظْهر عليه سَقْطةٌ أو يُجَرِّحه المشهود عليه وكان إِياسٌ لا يَرى ذلك - فأقبلَ رجلٌ إلى الحَسن فقال‏:‏ إنّ إياساَ رَدّ شهادتي‏.‏ فقام معه الحسنُ إليه فقال‏:‏ أبا وائلة لمَ رددت شهادة هذا المُسلم فقد قال ‏:‏ من صلى إلى قبلتتا فهو المُسلم له مالنا وعليه ما علينا فقال له إياسٌ‏:‏ يا أبا سَعيد يقولُ الله تعالى‏:‏ ‏"‏ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداء ‏"‏ وهذا ممن لا نَرْضاه‏.‏ وكان عامرُ بنُ عبد الله بن الزًبَير في غاية الفَضْل والدِّين وكان لا يَعْرف الشرًّ فبينا هو جالسٌ في المَسْجِد إذ أتي بعَطائه فقام إلى مَنْزله فَنَسيه‏.‏ فلما صار في بَيْته ذَكَره فقال لخادمه‏:‏ اذهبْ إلى المَسْجد فائْتني بعَطائي فقال له‏:‏ وأين نجِده قال سُبحان الله‏!‏ أو بَقي أحدٌ يَأخذ ما ليس له وقال أيُّوب‏:‏ مِن أصحابي مَن ارتجى بركةَ دُعائِه ولا أقْبل شهادَته‏.‏ وذًكِرت فاطمةُ بنتُ الحُسين عليهما السلامُ عند عُمَر بن عبد العَزيز وكان لها مُعظِّماً فقيل إنها لا تَعْرِف الشَّرَّ فقال عُمر‏:‏ عَدمُ مَعْرِفتها بالشرِّ جَنَبها الشَّرً‏.‏ وكانوا يَسْتَحْسِنُون الحُنْكة للفَتى والصَّبْوة للحَدَث ويَكرهون الشَّيب قبل أوانه وُيشَبِّهون ذلك بيُبوسِ الثَّمرة قبل نُضْجها وأنِّ ذلك لا يَكُون إلا مِن ضرَر فيها‏.‏ فأنفع الإخوانِ مجلساَ وأكرمُهم عِشْرةً وأشدُهم حِذقاً وأنبَهُهم نَفْساَ مَن لم يكن بالشاطِر المُتَفَتِّك ولا الزًاهِد المتنَسِّك ولا الماجن المتَظَرِّف ولا العابد المتقَشِّف ولكن كما قال الشاعر‏:‏ يا هِنْدً هَلْ لك في شَيْخٍ فَتًى أبداً وقد يكونُ شبابٌ غير فِتْيانِ وقال آخر‏:‏ وفتًى وهْوَ قد أَنافَ عَلى الْخم سِينَ يَلْقالك في ثيابِ غلام وقال آخر‏:‏ فَلِلنُّسْكِ مني جانبٌ لا أًضِيعُه وللَهْو مني والبَطالة جانبُ كهْلُ الأناةِ فَتى الشَّذاة إذا عَدا للرَّوْع كان القَشْعَمَ الغِطْرِيفَا ومن قولنا ‏"‏ في هذا المعنى ‏"‏‏:‏ إذا جالسَ الفِتْيانَ ألفيتَه فتًى وجالسَ كَهْلَ الناس ألفيتَه كهْلاَ ونظيرُه قول ابن حِطّان‏:‏ يوماً يَمانٍ إذا لاقيتَ ذا يَمن وإن لَهقيت مَعديا فَعَدْناني وقولُ عمران بن حِطّان هذا هذا يَحتمل غيرَ هذا المعنى إلا أنّ هذا أقربُ إليه وأشبهُ به لأنّه أراد أنه مع اليَمانيّ يمانيّ ومَع العَدناني عدناني فيُحتمل أنّ ذلك لخوف منه أو مُساعدة وكل ذلك داخلٌ في
    باب الحنكة والحذق والتَجربة‏

    وقالوا‏:‏ اصحبْ البَرَّ لتتأسَى به والفاجرَ لتتحنَك به‏.‏ وقالوا‏:‏ مَن لم يَصْحب البر والفاجرَ ‏"‏ ولم ‏"‏ يؤدّبه الرَّخاءُ والشِّدة مَرة ولم يَخْرج منِ الظّل إلى الشَمس مَرة فلا تَرْجُه‏.‏ ومن هذا قولهم‏:‏ حَلب فلانٌ الدهرَ أشْطُره وشرِبَ أفاويقَه إذ فَهِمَ خيرَه وشرَّه فإذا نَزَلَ به الغِنى عَرَفه ‏"‏ ولم يُبْطره ‏"‏ وإذا نَزَل به البَلاء ‏"‏ صَبر له و ‏"‏ لم يُنكرِه‏.‏ وقال هُدْبة العُذْريّ‏:‏ ولستُ بِمفراحَ إذا الدهرُ سرًّني ولا جازع و مِنْ صرفه المُتَقَلِّبِ وقال عبدُ العزيز بن زرارةَ في هذا المعنىِ‏.‏ قَد عِشْتُ في الدَّهر أطواراً على طُرُقٍ شتَى فصادفتُ منه اللِّينَ والفَظَعَا كُلا بَلوتُ فلا النَّعماءُ تُبْطِرني ولا تَخشَعتُ مِن لأوائِه جَزَعا لا يملأ الأمر صَدْرِي قبل وَقعته ولا أَضِيقُ به ذَرْعاً إذا وَقَعا وقال آخر‏:‏ فإِن تَهْدِمُوا بالغَدْرِ داري فإنّها تُراثُ كَرِيمٍ لا يخافُ العَوَاقِبَا إذا هَمَّ ألقَى بين عَيْنيه عَزْمه وأضرب عن ذِكْر العَواقب جانِبا ولم يَسْتشرِ في أَمره غيرَ نَفْسه ولم يرْضَ إلا قائمَ السَّيف صاحِبا سأغسِلُ عنَي العارَ بالسيف جالباً عليّ قضاءُ الله ما كان جالباً وسئِلت هِنْدُ عن مُعاوية فقالت‏:‏ والله لو جُمعت قريشٌ من أقطارها ثم رُمِي به فِي وسَطها لخرَج من أي أَعْراضها شاء‏.‏ وهذا نظَير ‏"‏ قول الشاعر ‏"‏‏:‏ برِئت إلى الرَّحمن من كلِّ صاحبٍ أصاحبهُ إلا عِراكَ بن نائل وعِلْمي به بين السِّماطين أنَهَ سَيَنْجو بحقٍّ أوسينْجو بباطل وما كنتُ أرضىَ الجهلَ خِدْناً وصاحباَ ولكنني أرضى به حين أحرج فإن قال قومٌ إنّ فيه سماجةً فقد صَدَقوا والذُّلِّ بالحُرِّ أَسْمج وِلى فَرَسٌ للِحلْم بالحم مُلْجَمٌ ولي فَرس للجَهْل بالجهْل مُسْرج فمنْ شاء تقويمي فإني مُقوَّمٌ ومَن شاء تَعْويجي فإني مُعَوَّج وقال مُعاوية في سُفيان بن عَوف الغامديّ‏:‏ هذا الذي لا يكَفكف من عَجَلة ولا يُدْفع في ظَهْره من بُطْء ولا يُضرب على الأمور ضرْب الجَمل الثَّفَال‏.‏ وقال الحسنُ بن هانئ‏:‏ مَن لِلجذَاع إذا المَيدانُ ماطَلَها بشَأو مُطلع الغايات قد قَرَحَا من لا يُغَضغض منه البُؤسُ أنملةً ولا يُصعِّد أطرافَ الربىَ فَرَحَا وقال جرير‏:‏ وابنُ اللَبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَن لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْل القَنَاعِيس
    باب في الرجل النفاع الضرار

    يقال إنه لخرَّاج وَلاّج وإنه لحًوَّل قُلّب إذا كان مُتصرِّفاً في أُموره نَفّاعاً لأوليائه ضرَّاراً لأعدائه‏.‏ وإذِا كان على غير ذلك قيل‏:‏ ما يُحْلِي ولا يُمرِّ ولا يُعدّ في العِير ولا في النَّفير وما فيه خير يُرْجَى ولا شرّ يُتَّقى‏.‏ وقال بعضُهم‏:‏ لاَ يرضى العاقلُ أن يكون إلا إماماً فيِ الخير والشرّ‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ إذا أنت لم تَنْفع فضرّ فإنما يُرَجَّى الفَتى كيما يُضرَّ وَيَنْفَعا وقال حبيب‏:‏ ولم أرَ نَفْعاً عِند من ليس ضائراً ولم أَرَ ضرًّا عند مَن ليس يَنفعُ وسمع إعرابيٌّ رجلاً يقول‏:‏ ما أتى فلانٌ بيوم خيرٍ قطُّ فقال‏:‏ إن لا يكُن أتى بيوم خير فقد أتى بيوم شر‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ وما فعلت بنو ذُبيانَ خيراً ولا فعلتْ بنو ذُبيان شرَّا وقال آخر‏:‏ قَبَح الإلهُ عداوةَ لا تُتَّقى وقَرابةً يُدْلَى بها لا تَنفَعُ وفخر رجال فقال‏:‏ أبي الذي قَتل الملوك وغَصَب المنابر وفعل وفعل‏.‏ فقال له رجل‏:‏ لكنه أسِر وقتل وصُلب‏.‏ فقال‏:‏ دَعْني من أسره وقَتْله وصَلْبه أبوك ‏"‏ هل ‏"‏ حدّث نفسَه بشيء من هذا قطُّ‏.‏ وقال رجل ‏"‏ من العرِب ‏"‏ يذُمّ قومه وأغارت بنو شَيبان على إبله فاستنجدهم فلم لو كنتُ من مارنٍ لم تَسْتَبح إبلي بنو اللّقيطة من ذهل بن شَيْباناً إذاً لقام بنَصْري مَعْشَرٌ خشُنٌ



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #20
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    عند الحَفيظة إن ذو لوثة لانا قومٌ إذا الشرُّ أبدَى ناجِذَيه لهم طارُوا إليه زَرافات وَوُحْدانا لا يَسألون أخاهم حين يَنْدُبهم في النَائبات على ما قال بُرْهانا لكنَّ قَوْمي وإن كانوا ذَوي عدَدٍ ليسُوا من الشر في شيء وإن هانا ‏"‏ يَجْزُون من ظُلْم أهل الظُّلم مَغْفِرَةَ ومِن إسَاءَةِ أهْل السُّوءِ إحْساناً ‏"‏ كأنّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لخشيته سواهُم من جميع الناس إنسانا ‏"‏ فليت لي بهمُ قوماً إذا رَكِبوا شَنُّوا الإغارَة فُرْساناً ورُكْبانا ‏"‏ ولم يُرد بهذا أنه وَصَفهم بالحِلْم ولا بالخَشْية لله وإنما أراد به الذلَ والعَجز كما قال النَجاشي في رَهْط تَميم بن مُقْبِل‏:‏ قَبيلَتُه لا يَخْفِرون بِذِمَّة ولا يَظلمون الناسَ حبةَ خَرْدَل ولا يَرِدون الماءَ إلا عَشيةً إذا صَدَرَ الوُرَّادُ عن كلِّ مَنْهَل وكل من نَفع في شيء فقد ضَرّ في شيء‏.‏ وكذلك قول أشْجِع بن عمرو‏:‏ يَرْجو ويَخْشىَ حالَتَيْك الوَرَى كأنَكَ الجنَّة والنَارُ ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ من يَرْتجي غيرَك أو يَتَّقي وفي يَدَيْكَ الجودُ والباسُ ما عِشتَ عاشَ الناسُ في نِعْمة وإن تَمُتْ ماتَ بك النَاس وقال آخر‏:‏ وليس فَتَى الفِتْيانِ مَن راحَ واغْتَدَى لشُرْبِ صَبُوح أو لِشرْب غَبُوقِ ولَكِنْ فَتَى الفِتْيانِ مَن راح واغتَدَى لضرًّ عدوٍّ أو لِنَفْع صدِيق
    باب في طلب الرغائب واحتمال المغارم

    في كتاب للهِنْد‏:‏ مَن لمِ يَرْكَب الأهوالَ لَم يَنَل الرًغائبَ ومَن ترك الأمرَ الذي لعلّه أن يَنال منه حاجَتَه مخافة ما لعَلّه يُوِقَّاه فليسَ ببالغٍ جَسيماً وإنّ الرَّجل ذا المروءة ليكُون خاملَ الذِّكْر خافض المَنْزلة فَتَأْبى مُروءتهُ إلا أن يَسْتَعْلَى ويَرْتَفع كالشُعلة من النار التي يَصُونها صاحبُها وتأبيَ إلا اْرتفاعاً‏.‏ وذو الفَضْل لا يَخفي فَضله وإن أخفاه كالمِسْك الذي يُخْتم عليه ثم لا يمْنَع ذلك رِيحَه من التَذكّي والظُّهور‏.‏ ومن قَوْلنا في هذا المعنى‏:‏ ليسَ يَخفي فَضْلُ ذي الفض ل بزُورٍ وبإفْك والذي بَرز في الفَضل غني عن مُزَكِّي رُبما غُمِّ هِلالُ ال فِطْرفي لَيْلة شَكْ ثم جَلِّى وجهَه النُّو رُ فَجَلِّى كلَّ حَلْك إنَّ ظهر اليمِّ لاتَرْ كَبه من غير فُلْك ونظامَ الدُرّ لا تع قِده مِن غير سِلْك ليسَ يصفو الذهب الإبريزُ إلا بعد سَبْك هَذه جُمْلَة أَمْثا لٍ فمن شاء فَيَحْكى أبطلتْ كلِّ يَمانيًّ وشاميٍّ ومَكّي ليس ذا من صوْغ عَيْنيِّ ولا مِن نَسْج عَكِّي وقالوا‏:‏ لا يَنبغي للعاقل أن يكون إلا في إحدَى منزلتين‏:‏ إما في الغاية من طَلب الدنيا وإما في الغاية من تَرْكها‏.‏ ولا ينْبغي له أن يُرى إلا في مكانين‏:‏ إمَّا مع المًلوك مكَرماً وإمَّا مع العُبَّاد مُتبتَلا‏.‏ ولا يُعَد الغُرْم غُرْماً إذا ما ساق غنْماً ولا الغُنْمُ غُنْما إذا ما ساق غُرْما‏.‏ ونظر معاويةُ وقال حبيبٌ الطائيّ‏:‏ أَعاذِلَتي ما أخشنَ اللَّيْلَ مَرْكباً وأَخشن منه في المُلِمَّات راكِبُه ذَرِيني وأهوال الزَّمان أقاسِها فأهوالُه العُظْمى تَليها رغائبُه وقال كَعْبُ بنُ زًهير‏:‏ ولَيْسَ لمن لم يَرْكب الهوْلَ بُغْيةٌ وليس لِرَحْل حَطًه الله حامِلُ إذا أنتَ لم تُعْرِضْ عنِ الجهل والخَنَا أصبتَ حَليماً أو أصَابَكَ جاهل وقال الشًماخ‏:‏ فتٍى ليس بالراضي بأَدنىَ مَعِيشةٍ ولا في بُيوت الحَيِّ بالمُتَولِّج فَتى يملأ الشِّيزَى ويُرْوِي سِنَانَه ويَضْرِبُ في رأس الكَميِّ المدَجَّج وقال امروء القَيْس‏:‏ فَلو أن ما أَسْعَى لأدنىَ مَعيشةٍ كَفَاني ولم أطلبْ قليلٌ منَ المال ولكنَّما أسعَى لمَجْدٍ مُؤَثَّل وقد يُدْرِك المجدَ المُؤَثَّل أمثالي وقال آخر‏:‏ لولا شَماتةُ أعداء ذوي حَسَدٍ أو أن أنالَ بِنَفْعي مَن يُرَجِّينِي لكنْ مُنافسةُ الأكفاء تَحْمِلني على أمورٍ أَراها سوف تُرْديني وكيفَ لا كيفَ أنْ أرضىَ بمنزلة لا دِينَ عندي ولا دُنْيا تُواتيني وقال الحُطَيئة في هجائه الزِّبْرِ قان بن بَدْر‏:‏ دعَ المَكارِمَ لا تَرْحل لبُغْيتها واقعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطَاعمُ الكاسي فاستعدَى عليه عمرَ بنَ الخطاب وأَسمعه الشعرَ فقال‏:‏ ما أَرى مما قال بأساً قال‏:‏ والله يا أميرَ المُؤمنين ما هُجِيت ببيت قطًّ أَشدً‏!‏ ‏"‏ عليَّ ‏"‏ منه‏.‏ فأرسل إلى حَسَّان فسأله‏:‏ هل هجاه فقال‏:‏ ما هجاه ولكنه سَلَح عليه‏.‏ وقد أخذ هذا المعنى من الحُطيئة بعضُ المُحْدَثين فقال‏:‏ إنِّي وجدتُ مِن المكارم حَسْبُكمٍ أنْ تَلْبسوا خَر الثِّياب وتشْبَعوا فإذا تُذوكرت المكارمُ مَرَّة في مَجلِس أنتم به فَتَقنّعوا وقالوا‏:‏ مَن لم يَرْكب الأهوال لم يٍنل الرَّغائبَ ومَن طلب العظائمَ خاطرَ بعَظيمته‏.‏ وقال يزيدُ بن عبد الملك لما أتي برأس يزيدَ بنِ المُهلّب فنال منه بعضُ جلسائه فقال‏:‏ إنّ يزيدَ ركِبَ عَظيماً وطَلب جَسيماً ومات كريماً‏.‏ وقال بعض الشعراء‏:‏ لا تَقْنعن ومَطْلَب لك مُمْكن فإذا تضايقت المطالبُ فاقْنع ومما جُبِلِ عليه الحُر الكريم أن لا يَقنع من شرف الدنيا والآخر بشيءٍ مما انبسط له أملاً فيما هو أسنىِ منه درجةً وأرفعُ منزلةً ولذلك قال عمرُ بن عبد العزيز لدًكين الرِاجز‏:‏ إنّ لي نفساَ تَوَّاقة فإذا بلغك أنِّي صِرْتُ إلى أشرف مِن منزلتي ‏"‏ هذه ‏"‏ فبعَينٍ ما أَرَينَّك - قال له ذلك وهو عامل ‏"‏ المدينة ‏"‏ لسليمان بن عبد الملك - فلما صارت إليَه الخلافةُ قَدِم عليه دُكَين فقال له‏:‏ أنا كما أعلمتُك أنّ لي نَفْساً تَوَاقة وأنّ نَفْسي تاقت إلى أشرف منازل الدُّنيا فلما بلغتها وجدتُها تَتوق إلى أشرف منازل الآخرة‏.‏ ومن الشاهد لهذا المعنى أنَّ موسى صلوات الله عليه - لما كلمه الله ‏"‏ عزَّ وجل ‏"‏ تكليماً - سأله النظرَ إليه إذ كان ذلك لو وصل إليه أشرفَ من المنزلة التي نالها فانبسط أملُه إلى ما لا سبيلَ إليه ليُستدلّ بذلك على أنّ الحرّ الكريم لا يَقْنع بمنزلةٍ إذا رأى ما هو أشرفُ منها‏.‏ ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ والحرُّ لا يَكْتفي من نَيْل مكْرُمةٍ حتى يَرومَ التي من دُونها العَطَبُ يَسْعَى به أملٌ من دونه أجلٌ إنْ كفَّه رَهَب يَسْتَدْعِه رَغَب لذاك ما



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 5 من 60 الأولىالأولى ... 345671555 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1