u1_FT_86_main_450.jpg
طالما وُصفت سيارات تويوتا بأنها «الأكثر يابانية» من بين كافة السيارات اليابانية الأخرى، وأنها ذات تصاميم محافظة خالية من الإثارة والتشويق.. ولكن هذا الأمر في طريقه إلى التغيير بعد أن عينت الشركة اليابانية شخصا غير يابانيا ليقود عمليات تصاميمها ويُحدث ثورة فيها، فقد سارعت إلى تعيين الإنجليزي سايمون همفريز رئيسا لتصاميم تويوتا ولكزس بعد إحالة واهي هيراي في يونيو 2009 مدير التصاميم السابق إلى ما يشبه التقاعد.
u1_SIMON_HUMPHRIES.jpg
واللافت أن همفريز وقبل انضمامه إلى تويوتا في 1994، لم يعمل في تصاميم السيارات، ولكن يبدو أن لديه الموهبة الكافية التي حازت على ثقة رئيس الشركة أكيو تويودا. وكل من لديه أدنى شك في قدراته فلينظر إلى تصميم الجيل الثالث والأخير من سيارة الدفع الهجين بريوس، وإلى لكزس الدفع الهجين القادمة CT200h.


في شركة يابانية عملاقة تفخر بتقاليدها الأصيلة، من الصعب أن يتصور المرء وجود رجل إنجليزي في مثل هذا الموقع القيادي الحساس والذي يمثل هوية الماركة وموقعها في الأسواق. ولربما تعود رغبة تويوتا به إلى لمساته التي مازالت تعشق الفنون اليابانية، وهو باعترافه شخصيا يقول بأنه ياباني أكثر من المصممين اليابانيين أنفسهم عندما يتعلق الأمر بلمسات الجمال اليابانية.



ويقول همفريز عن المصممين اليابانيين «أعتقد أنهم بحاجة للشعور بالمزيد من الثقة نحو إرثهم الثقافي»، وأضاف «الأجانب الذين يعملون في أقسام التصاميم التابعة للمصانع اليابانية هم أكثر دفعا للمفاهيم اليابانية من اليابانيين أنفسهم».




u1_CT_200h_450.jpg
لكزس CT200h
u1_2010_Prius.jpg
تويوتا بريوس 2010


ولكن تعيين همفريز في منصب المدير العام لاستراتيجيات تصميم تويوتا ولكزس يؤكد رغبة تويوتا بتطوير هوية أكثر عالمية، فهو الأجنبي الأعلى منصبا في شركة تويوتا، بل ويشغل موقعا حيويا لم يشغله غير ياباني من قبل.



سيارات أصغر وأوسع



ويعتمد همفريز بشكل أساسي في تصاميمه على إعادة توجيه الحس الياباني نحو آفاق جديدة، ويبتغي العودة بسيارات تويوتا إلى جذورها التاريخية اليابانية الأصيلة بتصغير أحجامها الخارجية وتكبير سعاتها الداخلية مع التركيز على جانب اللمسات الاستثنائية الفريدة لكل طراز. وتلك هي السمات التي ميزت السيارات اليابانية في أوج ازدهارها، ويرغب بشدة في إعادة ابتكارها لتواكب الاحتياجات العصرية والمستقبلية.

u1_Toyota_iO.jpg
تويوتا iQ


ويضرب مثلا بوصفة الـ«كاري دونت» التي ابتكرها اليابانيون وتحظى باهتمام عالمي كبير كواحدة من الوصفات العصرية المميزة. ويقول همفريز «من يمكنه أن يتصور وضع الكاري في الدونت؟ بالنسبة لليابانيين لا يبدو هذا الأمر غريبا، ولكن الطريقة التي يمزجون بها وبسهولة بين أشياء تقليدية لصنع شيء فريد وجديد كليا هو أمر لافت بالنسبة إلي».



ويؤيد إيمري مولنار، عميد تصاميم السيارات في كلية الدراسات الإبداعية في ديترويت توجه همفريز الجديد بالعودة بتويوتا إلى جذورها اليابانية.



ويتحدث همفريز عن مستقبل تصاميم تويوتا ويشير إلى اللمسات التالية:


التركيز على تصاميم أكثر ديناميكية وأقوى تعبيرا لمقدمات سيارات تويوتا ولكزس القادمة على غرار كوبيه الدفع الخلفي القادمة FT-86، وكذلك سيارة المدن المزدحمة iQ.
إزالة أو تصغير شبك المقدمة العلوي إلى أقل حد ممكن على غرار الجيل الأخير من سيارة الدفع الهجين تويوتا بريوس.
تقديم المزيد من الخيارات الشخصية للعملاء عبر مجموعة واسعة من الألوان ومواد التجهيز.
لوحات عدادات أصغر حجما وأكثر تنظيما لسيارات لكزس الفاخرة مع تقريب عناصر التحكم إلى السائق.

u1_FT86_450.jpg
تويوتا FT-86
u1_CT_200h_INT.jpg
لوحات عدادات أصغر وأنظم لسيارات لكزس


ويعلق همفريز «سنتجه نحو التبسيط، فالسيارة بحاجة لأن تظهر أقوى وأكثر جرأة، وأن تبدو أيقونية، وحتى السيارات الأساسية ستبدو بملامح أكثر تعبيرا».



اهتمام أكيو تويودا



ويدخل مجهود إعادة تجديد ملامح الهوية لسيارات تويوتا في الرغبة إلى تقديم سيارات تبدو مذهلة. وأكيو تويودا المعروف بشغفه الكبير نحو تجربة قيادة السيارات على الحلبات، يأخذ الأمر على محمل شخصي ويهتم بما يسميه مفاتن السيارة ومن ضمنها وضعية الجلوس ومجال الرؤية من الداخل إضافة إلى قوة حضور السيارة من الخارج.



ويقول همفريز عن أكيو تويودا «يزورنا في كل مرحلة من مراحل تقييم التصاميم، ويتناقش معنا وبشكل مباشر عن كل سيارة، إنه مهتم للغاية».



وواحدة من اللمسات الأساسية التي ستحملها سيارات تويوتا مستقبلا لتحسين نمط قيادتها هو تحريك المقود إلى وضعية أعلى وأقرب قليلا إلى السائق بهدف منحه وضعية جلوس مريحة وآمنة، وبهذا الأسلوب يخالف همفريز التقاليد اليابانية الأصيلة التي تميل أكثر نحو تخفيض المقود وإبعاده عن السائق، ولكن طالما الهدف هو الراحة والأمان فإنه يبدو مستعدا للتخلي عن بعض التقاليد اليابانية.



من هو همفريز؟



بريطاني يبلغ من العمر 43 عاما، ويتحدث اللغة اليابانية بطلاقة، ولا يحبذ الزي الرسمي للعمل. ويحظى بتأييد كامل من أكيو تويودا لكي يطور ملامح هوية جديدة لسيارات تويوتا ولكزس لتكون عنوانا للإثارة والتشويق.



وهو يميل إلى حب المغامرة، فقد كانت أول سيارة يقتنيها من نوع ميني، وقادها قبل أن يحصل على رخصة القيادة، وعلم نفسه بنفسه كيف يفكك محركها بالكامل ويعيد تجميعه.



ولكن حلمه في تصميم السيارات أصابه الجمود بعد أن دخلت صناعة السيارات البريطانية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي إلى منعطف حرج، فوقعت المصانع البريطانية الواحدة تلو الأخرى تحت قبضة مصانع أجنبية عملاقة.



وعلى العكس تماما، شهدت نفس فترة الثمانينيات ازدهارا سريعا لصناعة السيارات اليابانية والتي بدأت بفرض هيمنتها الكبيرة على الأسواق العالمية حينذاك، فاتجهت أنظار المصمم الشاب المتخرج من جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة إلى اليابان بحثا عن فرص لم يجدها في بلاده.



ويستذكر همفريز أيامه الأولى في اليابان، ويقول بأنه على عكس الصناعات البريطانية التي لم توفر فرصا جديدة وبدأت تنكمش في عملياتها وتسرح من عمالتها، توفرت في اليابان فرصا واسعة في كل قطاعات الصناعة، وكان من النادر جدا أن لا يجد أحدا وظيفة فيها.



وعمل خلال سنواته الأولى لشركة سوني، ثم لشركات واستوديوهات تصميم مختلفة تخصصت في تصميم كل شيء ابتداء من كاميرات الفيديو إلى مقصورات القطارات وأندية الجولف، وصولا إلى الحمامات.



الانتقال إلى تويوتا



عندما طلبته تويوتا للعمل لديها في 1994، لم ينظر خلفه ولم يتردد، فانضم إليها فورا، وتركز معظم عمله خلال السنوات الأولى في قسم التصاميم المتطورة، فكان له الفضل في رسم العديد من التصاميم المستقبلية مثل السيارة الاختبارية Pod للعام 2001، والسيارة CCX وكانت أول اختبارية للماركة الشبابية سايون وعرضت أول مرة في ديترويت 2003.



كما وعمل في مشاريع سيارات أخرى مثل FunCargo والتي خصصت للسوق اليابانية، وتويوتا bB وشقيقتها سايون xB وخصصتا للسوق الأمريكية.



ولكن ومن بين كل المشاريع التي عمل فيها لدى تويوتا، لم يكن أي منها أهم من مشروع بدأ العمل به في 2001 واستمر لخمس سنوات واستهدف وضع استراتيجيات طويلة الأمد لتصاميم تويوتا ولكزس.



ومن خلال هذا المشروع جرى تطوير مفهوم التصميم Vibrant Clarity لسيارات تويوتا ومفهوم L-Finesse لسيارات لكزس. وهي مفاهيم يمكن مشاهدتها في أجمل صورها على الجيلين الأخيرين من تويوتا بريوس ولكزس LS.



تويوتا إلى الاتجاه الصحيح



يرى المتخصصون في مراقبة وانتقاد التصاميم أن تويوتا تسير في الاتجاه الصحيح. ولكن هؤلاء لا يصيبون دائما لأن المعادلة تتطلب في معظم الأحيان الاتزان بين التصميم والتجهيز لتكون ناجحة، وفي معظم الأحيان تكون وجهة نظر العملاء مخالفة لوجهة نظر الناقد.



ونضرب مثالا في انتقاد مولنار لسيارة مثل الكروس أوفر «تويوتا فينزا»، وهو انتقاد ليس في محله ذلك لأن تلك المركبة حققت نجاحا كبيرا بفضل قوة تصميمها الذي يبدو رائعا على الطبيعة ولا تعطيه الصور كامل حقه. وهو ما دفع تويوتا إلى تطبيق بعض لمسات فينزا القوية على الجيل الجديد من المينيفان سيينا وعلى أفالون 2011.



ويعتقد مولنار أن التحديات التي ستواجه تويوتا مستقبلا كبيرة، فسيارة مثل هيونداي سوناتا الجديدة أثارت اهتماما واسعا بفضل تصميمها الديناميكي الرائع والذي جعلها تحظى باهتمام منقطع النظير على شبكات الإنترنت حتى باتت السيارة التي تحظى بأكثر عمليات البحث.



ولكن تجب الإشارة أن مصانع السيارات الأخرى تريد أيضا التنافس ضد تصاميم تويوتا فيما يخص كفاءتها الديناميكية، فهي قد لا تبدو الأكثر إيروديناميكية ولكنها حقيقة الأمر تسجل أرقاما استثنائية تفوق غيرها.


سايمون همفريز
المنصب
مدير عام تصاميم لكزس-تويوتا
الانضمام إلى تويوتا
1994
العمر
43 عام
الجنسية
بريطاني
الحالة الاجتماعية
متزوج – 3 أبناء
المؤهل الدراسي
خريج جامعة De Montfort في المملكة المتحدة بتخصص التصاميم الصناعية
الهوايات
حزام أسود في فن القتال الياباني إيكيدو Aikido، الزراعة
سياراته الحالية
تويوتا لاندكروزر رمادية وتويوتا MRS زرقاء
سيارته التاريخية المفضلة
ترايمف Triumph TR5
وجهته السياحية المفضلة
تايلاند
أكلته المفضلة
الكاري
مصدر الإلهام
الأصدقاء
نصيحته لصغار المصممين
عبر عن نفسك