ها قد هل علينا هلال رمضان و سادت مظاهر الرحمة و الألفة بين الناس , لولا مشكلة ارتفاع أسعار السلع التي عكرت صفو المواطنين , و أفرغت جيوبهم .

هذه المشكلة التي اعتدنا عليها مع قدوم شهر الخير لفتت انتباهنا منذ اليوم الأول لقدوم الشهر الفضيل فاقتضى الأمر النزول (للشارع ) و استطلاع آراء العامة و الوقوف عند منحنيات هذا ( الغلاء ) في أسواق دمشق عامة .



المواطن : الضحية الأولى و الأخيرة



بدأنا بسوق الخضار الملاصق لسوق (الحرامية ) و فور دخولنا السوق لاحظنا علامات الاضطراب على وجوه الناس و تأففهم من الأسعار واضحة.


السيدة أم أحمد عندما سألناها عن أسعار السلع و الخضروات ردت علينا بعصبية زائدة و قالت :

- ( مو حرام يلي عم يصير كيلو البطاطا ب 35 ليرة شو وين نحنا, و الله الراتب ما عاد يكفي لنشتري بطاطا بس , و كيف بدنا نشتري السمنة و الزيت و الشاي و السكر ).



أبو علي و زوجته كانا من المتسوقين عندما لمحتهم و هم يتلاسنون مع أحد الباعة بسبب سعر الخضروات أيضاً وعند سؤالنا عن سبب ازدراء أبو علي و عن السبب الذي جعله على خلاف مع البائع فرد أبوعلي :

- كل شيء ...من باقة البقدونس يلي صارت ب 15ليرة و أنت طالع للبطاطا و البدورة ...كل شي ...كل شي..


سألناه : برأيك ما السبب وراء ذلك ؟؟


فأجاب : ما السبب برأيك غير غياب الرقابة و جهلنا نحن المواطنين لأننا لا نعرف الأسعار الحقيقية التي وضعها التموين .


أحد المواطنين عزا هذا الغلاء إلى (جنان العالم) و هجومهم على الشراء بشكل يوحي بأن السوق سيهرب و بالتالي زيادة الطلب ستؤدي بشكل أكيد لزيادة الأسعار من قبل البائعين و استغلالهم لنا و حسب قوله لو قام كل مواطن بالشكوى لما وصلنا إلى هذه المواصيل.

استطلعنا آراء كثيرة لمواطنين من طبقات مختلفة و النتيجة واحدة ,الكل بالمجمل كان غير مرتاح للأسعار .

و الذي لفت انتباهنا في كل مكان زرناه هو غياب اللوحة الخاصة التي توضح سعر كل لسلعة أو نوع من أنواع الخضار و الفواكه , و إذا وجدت فان السعر يكون أعلى بكثير من السعر المحدد بشكل فاضح و بشكل علني .....فأين الرقابة ؟؟؟؟



الباعة ...مستفيدون ...أم حلقة وصل ؟



و عندما سألنا أحد الباعة و هو أبو عمار عن حركة السوق قال الحمد لله هي جيدة جداً و بالنسبة للأسعار حدثنا أبو عمار بصراحة جميلة : أنها بارتفاع مستمر , صحيح أننا نشتري المواد بأسعار عالية لكننا نحن أيضاً بدورنا نزيد الطين بلة , صراحة أبو عمار أكملها عندما سرد علينا بعض أسعار الخضراوات فيقول كان سعر الخيار الوسط ب 15 ل.س و الآن نبيعها ب 25 ..و البطاطا كانت ب 15 و نبيعها الآن من 30_ 35 ل.س أما البندورة فبقيت كما هي و الكلام هنا لأبو عمار.


تجولنا في أسواق أخرى من دمشق و منها سوق الطبالة , و لم يختلف الأمر كثيرا ً .





تجار الجملة ...ما دورهم ؟


اتجهنا الى سوق الهال حيث يقوم البائعون بالمفرق شراء الخضار و الفواكه و كانت المعاناة في العثور على من يجيبنا على سؤال رفض الكل الإجابة عليه و تعلل الجميع بانشغالهم وأنهم لا يملكون الوقت للكلام في أمور كهذه ....!!! , لكن أحد التجار و يدعى الشيخ أحمد اقترب منا قائلا : ( رمضان موسم و كل الأسعار بتزيد و مو نحنا السبب , أصحاب المزارع الي عم نشتري منهن عم يزيدو الأسعار و نحنا مو مضطرين نبيع بالخسارة مشان سواد عيون المواطن , نحنا كمان مواطنين و بدنا نعيش )






أين الرقابة ؟




التسعيرة شي من التراث وعيب نحطها



و لدى سؤالنا مسؤول مختص في وزارة التموين لمراقبة الأسعار فضل عدم الكشف عن اسمه أكد لنا بأن الأسعار تبقى ضمن الحد المقبول و لم ينكر وجود تلاعب و رفع للأسعار من قبل ضعيفي النفوس أما الحل برأيه : فهو بسيط جدا تقديم شكوى ضد كل من يرفع الأسعار و نحن بدورنا سنقوم بمساءلتهم و كشف المتسببين .و طلب منا التأكيد على المواطنين للتوجه إلى صالات المؤسسة العامة الاستهلاكية , حيث يتم فيها البيع بأسعار معقولة و لا يتم التلاعب بها بحكم الرقابة المباشرة من الدولة .

الحلول ؟




المشكلة خطيرة و إن كانت مؤقتة و هي تستدعي تدخل الأيادي البيضاء من الرقابة التموينية و المسؤولين لحل ما يمكن حله . و يجب تضافر الجهود بدأ من الفرد المستهلك وصولا إلى الرقابة الحكومية التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من هذه المهمة لتخليص المواطن من عبء صغير من الأعباء الملقاة على كاهله


و نحن بدورنا نقول : شو بدو يتحمل المواطن ليتحمل ....لذلك نناشد الجهات المسؤولة التشديد في مراقبة المخالفات التموينية الخاصة بالسلع التي يتطلبها أي بيت في هذا الشهر الفضيل و نطالب المواطنين أيضا الابلاغ عن أي مخالفة يرونها حتى لو كنا متأكدين من عدم جدوى هذه الشكاوي لأننا يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي و نبقى متفرجين فنحن من نتأثر أولا و أخيرا .










تحقيق : ريبوار بوسكي - شوالأخبار - دمشق