قال مخرج المسلسل نادر طالب زادة إن الاعتراض على مسلسل "المسيح" له دوافع سياسية ، واستشهد بالتغطية الخبرية لوقف البث في كل من وكالة أنباء اسوشيتدبرس والـ "بي بي سي" البريطانية، قائلاً إن "الطائفة المسيحية في لبنان لم توافق على الرواية القرآنية لحياة السيد المسيح".
و كانت محطتي "المنار" التابعة لحزب الله و"ان بي ان" التابعة لحركة أمل أوقفا بث المسلسل الإيراني السيد المسيح،بعد مطالب رجال دين مسيح بذلك .
وأضاف مخرج المسلسل نادر طالب زاده في حديث لوكالة أنباء برنا الإيرانية "يجب أن لا نكون كاثوليكيين أكثر من البابا فالفيلم الذي استند اليه المسلسل ذاته حصل في العام 2007 على جائزة فيلم حوار الأديان ضمن مهرجان "الدين اليوم" الذي تم تنظيمه من قبل الفاتيكان وقد تم عرضه على مجموعة من القساوسة في الفاتيكان، وتمت الإشادة بطريقة عرض الاختلاف بين الروايتين الاسلامية والمسيحية للسيد المسيح".
وفي حديث لـ"سينما إيران" قال حسين مرتضى مدير مكتب فضائية " آي فيلم " الإيرانية بدمشق إن القضية "سياسية صرف ولا علاقة لها بالأمور الدينية، ولا أعتقد أن المسلسل يتضمن أية إساءة فهناك قدسية للأنبياء وللسيد المسيح في الدين الإسلامي، إلا أن المشكلة تكمن في الراهن اللبناني حيث جميع الأمور مسيّسة، وهناك من حاول استغلال بث هذا المسلسل نظرا لكونه من إنتاج إيراني".
وأشار مرتضى إلى وقوع إساءات للسيد المسيح في الصحافة اللبنانية مؤخرا، لكنها لم تواجه أي اعتراض من قبل الأطراف التي اعترضت على المسلسل وذلك بسبب عدم وجود مواقف سياسية متباينة بين أصحاب الصحف المسيئة للسيد المسيح والأطراف المسيحية الأخرى.
وكان وزير الإعلام اللبناني طارق متري أشار إلى أن حواره مع رئيس مجلس إدارة محطة "المنار" ومدير عام "ان بي إن" كان جيدا، وسمع منهما حرصهما على عدم الإساءة للإيمان المسيحي واحترام مشاعر المسيحيين.
وفي حديث لسينما إيران، انتقدت الصحافية الايرانية زهراء موسوي الوصاية الدينية على الأعمال الفنية، سواء في إيران أو خارجها، معتبرة أن "الحديث عن ضرورة أن يأخذ العمل الإبداعي اعتبارات الطوائف وحساسيتها هو مؤشر على وصول الحالة اللبنانية الى مستويات خطيرة من الطائفية الدينية ولا علاقة لهذه الدعوة بيقظة راهنة للوعي الديني، بقدر ما تدل على تطرف كبير في الانتماء الطائفي، وان دعوة من هذا القبيل ستجعل الأعمال الابداعية في لبنان تحت وصايا الطوائف الدينية بغض النظر عن هويتها ".
وقد أثار مسلسل عن السيد المسيح استنكار الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، فطلبت تدخل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية لوقفه. لكن قرار وقف بثه جاء من قبل القناتين اللتين تولتا بث هذا المسلسل ضمن شبكة برامجها الخاصة في رمضان. والقناتان هما قناة المنار التابعة لحزب لله وقناة "ان بي ان" التابعة لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وبرر بيان القناتين وقف البث بالقول إن الخطوة "اتخذت بهدف تجنب تسيس القضية".
ويرى عضو مجلس المطارنة الموارنة المطران بشارة الراعي ان المسلسل "حرّف سيرة السيد المسيح وشكك في قيامته والوهيته لأنه لا يرتكز على الأناجيل الأربعة التي تعرف بها الكنيسة، وان الكنيسة طلبت قبل بدء بث المسلسل وقفه لان هنالك معلومات مغلوطة قد تؤدي إلى فتنة". إلا أن بيان القناتين اعتبر أن المسلسل يمجد سيرة السيد المسيح.
وفي المركز الكاثوليكي للإعلام حيث دعي لعقد مؤتمر صحافي تجمع عدد من أبناء الطائفة المسيحية حملوا الإنجيل والصلبان ورتلوا تراتيل دينية خاصة بالسيد المسيح.
ويستند المسلسل الذي تمت دبلجته إلى العربية على فيلم إيراني عرض عام 2008، يروي حياة المسيح بناء على ما جاء في القرآن. إلا أن ما حصل أعاد طرح تساؤلات حول اثر الواقع الطائفي في لبنان على الحياة العامة والحياة الثقافية منها تحديدا.