ما منا احد إلا وسمع أو قابل شخصا ثقيلا أو غليظا ، أو كان هو ثقيل الظل دون أن يدري ، و الغلاظة صفة ينفر منها كل إنسان بل إن بعض الحيوانات لا تتقبل الشخص الثقيل الغليظ

وأسوأ ما في الأمران يكون الإنسان غليظ اللسان ،عندها يكون كالسلاح النووي يؤذي القريب والبعيد ، وقد تمتد آثاره إلى فترة طويلة لان اللسان يجرح القلب والمشاعر جرحا قد لا يبرا منه المصاب

اعرف شخصا غليظا إذا دخل بيته هرب الأولاد إلى غرفتهم وشعرت الزوجة أن كابوسا حل عليهاوإذا مشى الغليظ في الشارع فان الأرض تئن من تحته وتتمنى لو أنها ابتلعته وخلصت البشرية من ذلك الإنسان الذي لو نظر في المرآة لنفر من شكله ومضمونه

الطامة الكبرى في الشخص الغليظ انه يحسب نفسه خفيف الظل بين الناس فيزيد من حديثه ويطيل جلوسه ،وإذا كان الغليظ موظفا في الدولة فهذا من المصائب التي يبتلي الله بها عباده لان الغليظ إذا وصل إلى السلطة ساءت أحواله وأحوال المتعاملين معه ،والموظف الغليظ لا يتحول الى لطيف الا بدس المال في جيبه
أما إذا كان الغليظ خطيبا على منبر والناس لسماعه مكرهون فان ذلك سرطان لا علاج له إلا بالطريقة المعروفة لعلاج السرطانات
قد تستطيع تجنب الغليظ إذا شئت لكنك إذا فوجئت بسائق تكسي واكتشفت انه غليظ في كلامه ولباسه وعداده فليس أمامك إلا أن تشكره لأنه سمح لك بركوب سيارته التي لو كانت دابة لهربت منه
وأما إذا قابلك غليظ في رمضان فعلى يومك السلام ، وفي ساعة الإفطار ستدعو عليه لو أن أمه أجهضته في أسبوعها الأول أو انه وقع في بئر عميق حتى لا يسمع صوته احد ولا تصل إليه حبال المنقذين




وأجمل ما قرأت في الغليظ



سقط الغليظ من السفينة في الدجى فبكى رفاقه لفقده وترحموا

حتى إذا طلع الصباح أتت بـــــه نحو السفينة موجــة تتقدم


قالـت خذوه كما أتاني ســـــــــالما لم ابتلعه لانــــه لا يهضم