وقد كان الخائن وأصحابه لخبثهم رجعوا إلى المدينة يوم الاثنين بعد انصراف الجيش عنها، وأقاموا بها، وأملوا أن تتطاول بهم الأيام، وتندفع عنهم المناجزة، فوجد الموفق المتسرعين من فرسان غلمانه ورجالتهم قد سبقوا أعظم الجيش، فأوقعوا بالفاجر وأصحابه وقعةً أزالوهم بها عن مواقفهم؛ فانهزموا وتفرقوا لا يلوي بعضهم على بعض، وأتبعهم الجيش يقتلون ويأسرون من لحقوا منهم، وانقطع الفاسق في جماعة من حماته من قواد الجيش ورجالهم، وفيهم المهلبي.
وفارقه ابنه أنكلاي وسليمان بن جامع، فقصد لكل فريق ممن سمينا جمع كثيف من موالي الموفق وغلمانه الفرسان والرجالة، ولقي من كان رتبة الموفق من أصحاب أبي العباس في الموضع المعروف بعسكر الريحان المنهزمين من أصحاب الفاجر، فوضعوا فيهم السلاح. ووافى القائد المرتب في نهر الأمير، فاعترض الفجرة، فأوقع بهم. وصادف سليمان بن جامع فحاربه، فقتل جماعة من حماته، فظفر بسليمان فأسره، فأتى به الموفق بغير عهد ولا عقد، فاستبشر الناس بأسر سليمان، وكثر التكبير والضجيج، وأيقنوا بالفتح إذ كان أكثر أصحابه غناء عنه. وأسر بعده إبراهيم بن جعفر الهمذاني - وكان أحد أمراء جيوشه - وأسر نادر الأسود المعروف بالحفار، وهو أحد قدماء أصحاب الفاجر - فأمر الموفق بالاستيثاق منهم وتصييرهم في شذاة لأبي العباس. ففعل ذلك.
ثم إن الزنج الذين انفردوا مع الفاسق عطفوا على الناس عطفة أزالوهم بها عن مواقفهم، ففتروا لذلك، وأحس الموفق بفتورهم، فجد في طلب الخبيث، وأمعن في نهر أبي الخصيب، فشد ذلك من قلوب مواليه وغلمانه، وجدوا في الطلب معه.
وانتهى الموفق إلى نهر أبيالخصيب، فوافاه البشير بقتل الفاجر؛ ولم يلبث أن وافاه بشير آخر ومعه كف زعم أنها كفه، فقوي الخبر عنده بعض القوة. ثم أتاه غلام من أصحاب لؤلؤ يركض على فرس، ومعه رأس الخبيث، فأدناه منه، فعرضه على جماعة ممن كان بحضرته من قواد المستأمنة، فعرفوه، فخر لله ساجدًا على ما أولاه وأبلاه، وسجد أبو العباس وقواد موالي الموفق وغلمانه شكرًا لله، وأكثروا حمد الله والثناء عليه، وأمر الموفق برفع رأس الفاجر على قناة ونصبه بين يديه، فتأمله الناس وعرفوا صحة الخبر بقتله، فارتفعت أصواتهم بالحمد لله.
وذكر أن أصحاب الموفق لما أحاطوا بالخبيث، ولم يبق معه من رؤساء أصحابه إلا المهلبي، ولي عنه هاربًا وأسلمه. وقصد النهر المعروف بنهر الأمير، فقذف نفسه فيه يريد النجاة، وقبل ذلك ما كان ابن الخبيث أنكلاي فارق أباه، ومضى يؤم النهر المعروف بالديناري، فأقام فيه متحصنًا بالأدغال والآجام، وانصرف الموفق ورأس الخبيث منصوب بين يديه على قناة في شذاة، يخترق بها نهر أبي الخصيب، والناس في جنبتي النهر ينظرون إليه حتى وافى دجلة، فخرج إليها فأمر برد السفن التي كان عبر بها في أول النهار إلى الجانب الشرقي من دجلة، فردت ليعبر الناس فيها.
ثم سار ورأس الخبيث بين يديه على القناة وسليمان بن جامع والهمداني مصلوبان في الشذا، حتى وافى قصره بالموفقية، وأمر أبا العباس بركوب الشذا وإقرار الرأس وسليمان والهمداني على حالهم والسير بهم إلى نهر جطى، وهو أول عسكر الموفق، ليقع عليهم عيون الناس جميعًا في العسكر؛ ففعل ذلك وانصرف إلى أبيه أبي أحمد. فأمر بحبس سليمان والهمداني وإصلاح الرأس وتنقيته.
وذكر أنه تتابع مجئ الزنج الذين كانوا أقلموا مع الخبيث وآثروا صحبته، فوافى ذلك اليوم زهاء ألف منهم، ورأى الموفق بذل الأمان، لما رأى من كثرتهم وشجاعتهم، لئ تبقى منهم بقية تخاف معرتها على الإسلام وأهله، فكان من وافى من قواد الزنج ورجالهم في بقية يوم السبت وفي يوم الأحد الاثنين زهاء خمسة آلاف زنجي، وكان قد قتل في الوقعة وغرق وأسر منهم خلق كثير لا يرقف على عددهم، وانقطعت منهم قطعة زهاء ألف زنجي مالوا نحو البر، فمات أكثرهم عطشًا، فظفر الأعراب بمن سلم منهم واسترقوهم.
وانتهى إلى الموفق خبر المهلبي وأنكلاي ومقامهما بحيث أقاما مع من تبعهما من جلة قواد الزنج ورجالهم، فبث أنجاد غلمانه في طلبهم، وأمرهم بالتضيق عليهم؛ فلما أيقنوا بأن لا ملجأ أعطوا بأيديهم، فظفر بهم الموفق وبمن معهم، حتى لم يشذ أحد. وقد كانوا على نحو العدة التي خرجت إلى الموفق بعد قتل الفاجر في الأمان، فأمر الموفق بالاستيثاق من المهلبي وأنكلاي وحبسهما، ففعل.
وكان فيمن هرب من عسكر الخبيث يوم السبت ولم يركن إلى الأمان قرطاس الذي كان رمى الموفق بالسهم، فانتهى به الهرب إلى رامهرمز، فعرفه رجل قد كان رآه في عسكر الخبيث فدل عليه عامل البلد. فأخذه وحمله في وثاق، فسأل أبو العباس إياه أن يوليه قتله فدفعه إليه فقتله.
ذكر خبر استئمان درمويه الزنجي إلى أبي أحمد

وفيها استأمن درمويه الزنجي إلى أبي أحمد، وكان درمويه هذا - فيما ذكر - من أنجاد الزنج وأبطالهم، وكان الفاجر وجهه قبل هلاكه بمدة طويلة إلى أواخر نهر الفهرج، وهي من البصرة في غربي دجلة، فأقام هنالك بموضع وعر كثير النخل والدغل والآجام متصل بالبطيحة، وكان درمويه ومن معه هنالك يقطعون على السابلة في زواريق خفاف وسميريات اتخذوها لأنفسهم، فإذا طلبهم أصحاب الشذا ولجوا الأنهار الضيقة. واعتصموا بمواضع الأدغال منها، وإذا تعذر عليهم مسالك نهر منها لضيقها خرجوا من سفنهم وحملوها على ظهورهم، ولجئوا إلى هذه المواضع الممتنعة.
وفي خلال ذلك يغيرون على قرى البطيحة وما يليها، فيقتلون ويسلبون من ظفروا به فمكث درمويه ومن معه يفعلون هذه الأفعال إلى أن قتل الفاجر وهم بموضعهم الذي وصفنا أمره، لا يعملون بشيء مما حدث على صاحبهم. فلما فتح بقتل الخبيث موضعه، وأمن الناس وانتشروا في طلب المكاسب وحمل التجارات، وسلكت السابلة دجلة، أوقع درمويه بهم، فقتل وسلب، فأوحش الناس ذلك، واشرأب لمثل ما فيه درمويه جماعة من شرار الناس وفساقهم، وحدثوا أنفسهم بالمصير إليه وبالمقام معه على مثل ما هو عليه، فعزم الموفق على تسريح جيش من غلمانه السوان ومن جرى مجراهم من أهل البصر بالحرب في الأدغال ومضايق الأنهار، وأعد لذلك صغار السفن وصنوف السلاح؛ فبينا هو في ذلك وافى رسول لدرمويه يسأل الأمان له على نفسه وأصحابه، فرأى الموفق أن يؤمنه ليقطع مادة الشر الذي كان فيه الناس من الفاجر وأشياعه.
وذكر أن سبب طلب درمويه الأمان كان أنه كان فيمن أوقع به يومٌ ممن خرج من عسكر الموفق إلى منازلهم بمدينة السلام، فيهم نسوة، فقتلهم وسلبهم، وغلب على النسوة اللاتي من معهم؛ فلما صرن في يده بحثهن عن الخبر فأخبرته بقتل الفاسق والظفر بالمهلبي وأنكلاي وسليمان بن جامع وغريهم من رؤءا أصحاب الفاسق وقواده ومصير أكثرهم إلى الموفق في الأمان وقبوله إياهم وإحسانه إليهم؛ فأسقط في يده، ولم ير لنفسه ملجأ إلا التعوذ بالأمان ومسألة الموفق الصفح عن جرمه، فوجه في ذلك، فأجيب إليه. فلما ورد عليه الأمان خرج وجميع من معه حتى وافى عسكر الموفق، فوافت منهم قطعة حسنة كثيرة العدد لم يصبها بؤس الحصار وضره مثل ما أصاب سائر أصحاب الخبيث، لما كان يصل إليهم من أموال الناس وميرهم.
فذكر أن درمويه لما أومن وأحسن إليه وإلى أصحابه، أظهر كل ما كان في يده وأيدهم من أموال الناس وأمتعتهم، ورد كل شيء منه إلى أهله ردًا ظاهرًا مكشوفًا، فووفق بذلك على إنابته، فخلع عليه وعلى وجوه أصحابه وقواده، ووصلوا. فضمنهم الموفق إلى قائد من قواد غلمانه، وأمر الموفق أن يكتب إلى أمصار الإسلام بالنداء في أهل البصرة والأبلة وكودر دجلة وأهل الأهواز وكورها وأهل واسط وما حولها مما دخله الزنج بقتل الفاسق، وأن يؤمروا بالرجوع إلى أوطانهم. ففعل ذلك، فسارع الناس إلى ما أمروا به، وقدموا المدينة الموفقية من جميع النواحي.
وأقام الموفق بعد ذلك بالموفقية ليزداد الناس بمقامه أمنًا وإيناسًا، وولي البصرة والأبلة وكور دجلة رجلًا من قواد مواليه قد كان حمد مذهبه، ووقف على حسن سيرته، يقال له العباس بن تركس؛ فأمره بالانتقال إلى البصرة والمقام بها.
وولي قضاء البصرة والأبلة وكور دجلة وواسط محمد بن حماد.
وقدم ابنه أبا العباس إلى مدينة السلام، ومعه رأس الخبيث صاحب الزنج ليراه الناس، فاستبشروا، فنفذ أبو العباس في جيشه حتى وافى مدينة السلام يوم السبت لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى من هذه السنة، فدخلها في أحسن زي، وأمر برأس الخبيث فسير به بين يديه على قناة، واجتمع الناس لذلك.
وكان خروج صاحب الزنج في يوم الأربعاء لأربع بقي من شهر رمضان سنة خمس خمسين ومائتين، وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ومائتين، فكانت أيامه من لدن خرج إلى اليوم الذي قتل فيه أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام، وكان دخوله الأهواز لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ست وخمسين ومائتين، وكان دخوله البصرة وقتله أهلها وإحراقه لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال سنة سبع وخمسين ومائتين، فقال - فيما كان من أمر الموفق، وأمر المخذول - الشعراء أشعارًا كثيرة، فمما قيل في ذلك قول يحيى بن محمد الأسلمي:
أقول وقد جاء البشير بوقعةٍ ** أعزت من الإسلام ما كان واهيا
جزى الله خير الناس للناس بعدما ** أبيح حماهم خير ما كان جازيا
تفرد إذ لم ينصر الله ناصرٌ ** بتجديد دينٍ كان أصبح باليا
وتشديد ملك قد وهى بعد عزه ** وإدراك ثاراٍ تبير الأعاديا
ورد عمارات أزيلت وأخربت ** ليرجع فيء قد تخرم وافيا
ويرجع أمصارٌ أبيحت وأحرقت ** مرارًا فقد امست قواءً عوافيا
ويشفي صدور المومنين بوقعةٍ ** يقر بها منا العيون البواكيا
ويتلى كتاب الله في كل مسجدٍ ** ويلقى دعاء الطالبين خاسيا
فأعرض عن أحبابه ونعيمه ** وعن لذة الدنيا وأقبل غازيا
في قصيدة طويلة. ومن ذلك قوله:
أين نجوم الكاذب المارق ** ما كان بالطب ولا الحاذق
صبحه بالنحس سعدٌ بدا ** لسيدٍ في قوله صادق
فخر في مأزقه مسلما ** إلى أسود الغاب في المازق
وذاق من كأس شربة ** كريهة الطعم على الذائق
وقال فيه يحيى بن خالد:
يابن الخلائف من أرومة هاشمٍ ** والغامرين الناس بالإفضال
والذائدين عن الحريم عدوهم ** والمعلمين لكل يوم نزال
ملكٌ أعاد الدين بعد دروسه ** واستنقذ الأسرى من الأغلال
أنت المجير من الزمان إذا سطا ** وإليك يقصد راغبٌ بسؤال
أطفأت نيران النفاق وقد علت ** يا واهب الآمال والآجال
لله درك من سليل خلائفٍ ** ماضي العزيمة طاهر السربال
أفنيت جمع المارقين فأصبحوا ** متلددين قد أيقنوا بزوال
أمطرتهم عزمات رأيٍ حازمٍ ** ملأت قلوبهم من الأهوال
لما طغى الرجس اللعين قصدته ** بالمشرفي وبالقنا الجوال
وتركته والطير يحجل حوله ** متقطع الأوداج والأوصال
يهوي إلى حر الجحيم وقعرها ** بسلاسل قد أوهنته ثقال
هذا بما كسبت يداه وما جنى ** وبما أتى من سيء الأعمال
أقررت عين الدين ممن قاده ** وأدلته من قاتل الأطفال
صال الموفق بالعراق فأفزعت ** من بالمغارب صولة الأبطال
وفيه يقول أيضًا يحيى بن خالد بن مروان:
أبن لي جوابًا أيها المنزل القفر ** فلازال منهلًا بساحاتك القطر
أبن لي عن الجيران أن تحملوا ** وهل عادت الدنيا، وهل رجع السفر!
وكيف تجيب الدار بعد دروسها ** ولم يبق من أعلام ساكنها سطر
منازل أبكاني مغاني أهلها ** وضاقت بي الدنيا وأسلمني الصبر
كأنهم قومٌ رغا البكر فيهم ** وكان على الأيام في هلكهم نذر
وعاثت صروف الدهر فيهم فأسرعت ** وشرٌ ذوي الأصعاد ما فعل الدهر
فقد طابت الدنيا وأينع نبتها ** بيمن ولي العهد وانقلب الأمر
وعاد إلى الأوطان من كان هاربًا ** ولم يبق للملعون في موضع إثر
بسيف ولي العهد طالت يد الهدى ** وأشرق وجه الدين واصطلم الكفر
وجاهدهم في الله حق جهاده ** بنفسٍ لها طول السلامة والنصر
وهي طوبلة وقال يحيى بن محمد:
عني اشتغالك إني عنك في شغل ** لا تعذلي من به وقرٌ عن العذل
لا تعذلي في ارتحالي إنني رجلٌ ** وقفٌ على الشد والأسفار والرحل
فيم المقام إذا ما ضاق بي بلدٌ ** كأنني لحجال العين والكلل
ما استيقظت همةٌ لم تلف صاحبها ** يقظان قد جانبته لذة المقل
ولم يبت أمنًا من لم يبت وجلًا ** من أين يبيت له جار على وجل
وهي أيضًا طويلة.
وفي هذه السنة في شهر ربيع الأول منها، ورد مدينة السلام الخبر أن الروم نزلت بناحية باب قلمية على ستة أميال من طرسوس؛ وهم زهاء مائة ألف، يرأسهم بطريق البطارقة أندرياس، ومعه أربعة أخر من البطارقة، فخرج إليهم يازمان الخادم ليلًا، فبيتهم، فقتل بطريق البطارقة وبطريق القباذين وبطريق الناطلق، وأفلت بطريق قرة وبه جراحات، وأخذ لهم سبعة صلبان من ذهب وضفة، فيها صليبهم الأعظم من ذهب مكلل بالجوهر، وأخذ خمسة عشر ألف دابة وبغل، ومن السروج نحو من ذلك، وسيوف محلاة بذهب وفضة وآنية كثيرة، ونحو من عشرة آلاف علم ديباج، وديباج كثير وبزيون ولحف سمور، وكان النفير إلى أندرياس يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول، فكبس ليلًا وقتل من الروم خلق كثير، فزعم بعضهم أنه قتل منهم سبعون ألفًا.
وفيها توفي هارون بن أبي أحمد الموفق بمدينة السلام يوم الخميس لليلتين خلتا من جمادى الأولى.
ولست خلون من شعبان منها، ورد الخبر بموت أحمد بن طولون مدينة السلام - فيما ذكر. وقال بعضهم: كانت وفاته يوم الاثنين لثمان عشرة مضت من ذي القعدة منها.
وفيها مات الحسن بن يزيد العلوي بطبرستان، إما في رجب، وإما في شعبان.
وللنصف من شعبان دخل المعتمد بغداد، وخرج من المدينة حتى نزل بحذاء قطربل في تعبية، ومحمد بن طاهر يسير بين يديه بالحربة، ثم مضى إلى سامرا.
وفيها كان فداء أهل ساتيدما على يدي يازمان في سلخ رجب منها.
وفي يوم الأحد لتسع بقين من شعبان من هذه السنة شغب أصحاب أبي العباس بن الموفق بغداد على صاعد بن مخلد وهو وزير الموفق، فطلبوا الأرزاق، فخرج إليهم أصحاب صاعد ليدفعوهم، فصارت رجالة أبي العباس إلى رحبة الجسر، وأصحاب صاعد داخل الأبواب بسوق يحيى، واقتتلوا، فقتل بينهم قتلى، وجرحت جماعة، ثم حجز بينهم الليل، وبكروا من الغد، فوضع لهم العطاء واصطلحوا.
وفي شوال منها كانت وقعة بين إسحاق بن كنداج وابن دعباش، وكان ابن دعباش على الرقة وأعمالها، وعلى الثغور والعواصم من قبل ابن طولون، وابن كنداج على الموصل من قبل السلطان.
وفيها انبثق ببغداد في الجانب الغربي منها من نهر عيسى من الياسرية بثقٌ، فغرق الدباغين وأصحاب الساج بالكرخ، ذكر أنه دق سبعة آلاف دار ونحوها.
وقتل في هذه السنة ملك الروم المعروف بابن الصقلبي.
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.