أجرى طبيب سوري عملية جراحة تنظيرية "فريدة" من نوعها، حسب وصفه، لشاب في 23 من عمره يدعى (ن.أ) وزنه 357كغ في إحدى المشافي الخاصة بمدينة حلب، إلا أن الشاب فضل"التأني" في الحكم علي العملية لحين انقضاء المدة المطلوبة للتأكد من نتائجها.
ووصف الطبيب نضال عبيدو، مختص بالجراحة التنظيرية وجراحة البدانة، العملية "بالناجحة"، موضحاً "أنها "تجرى للمرة الأولى في سورية والمنطقة لبدين بهذا الوزن، وتصنف ضمن العمليات النادرة في العالم، حيث استغرقت إجرائها 3 ساعات نظراً لوجود طبقة من الدهون بسمك 20 سم تقريباً".
وتحدث عبيدو عن "خطورة إجراء عملية لبدين بهذا الوزن"، مرجعاً "نجاحها" إلى "تعاون المريض بالدرجة الأولى، ووجود كادر طبي مختص ومؤهل من طبيب جراحة و4 أطباء تخدير".

وكشف عبيدو أنه "بعد إجراء أول عملية، تم إخضاع المريض لعملية أخرى نتيجة ظهور مضاعفات لديه"، معتبراً ذلك "أمراً محتمل الحدوث في مثل هذه الحالات".

وأضاف "رغم خطورة العملية، إلا أن وزن 357 بحد ذاته يشكل خطورة على حياة المريض، الذي تقل لديه الحركة كلما زاد وزنه حتى يتحول لشخص مقعد، ما يؤدي إلى مضاعفات لا تقل خطورتها عن التدخل الجراحي".

وبين عبيدو أن "جراحة البدانة والتي أصبحت تسمى أيضاً بجراحة الاستقلاب والبدانة، تهدف إلى إنقاص وزن المريض ومعالجة الأمراض المرافقة للبدانة كآلام الظهر والمفاصل والسكري وضيق النفس وخاصة أثناء اليوم، وهي تختلف عن الجراحة التجميلية التي تهدف تحسين وتجميل الشكل والمظهر"، واصفاً هذه العملية بـ "الإسعافية لإنقاذ مستقبل شاب، أكثر من كونه مركزاً على شكله".

وشرح عبيدو أن "عمليات البدانة تقسم إلى نوعين، واحدة لتحديد حجم الطعام وهو إما عملية تصغير للمعدة وتسمى (sleeve) أو وضع حلقة، أما النوع الثاني فهو لتحديد حجم الطعام وإنقاص الامتصاص عن طريق تصغير المعدة وتحويل مجرى الطعام بحيث يسير مسافة قصيرة في الأمعاء، لتأخير امتصاص العصارات، وهو النوع الرائج حالياً والمتفق عليه عالمياً".

ووفق عبيدو فإن "عملية تصغير المعدة قد تنقص الوزن الزائد للبدين بنسبة 60%، أما عملية تحويل مجرى الطعام (bypass) فتنقص الوزن بنسبة 90%".

وعن احتمالات عودة المريض إلى وزنه السابق بعد مضي وقت قال عبيدو "العملية تساهم في تقليص شهية البدين، وتلزمه على الابتعاد عن تناول السكريات والحلوى والمواد الدسمة لأنها تؤدي إلى مضايقات هضمية وإحساس بالدوار عند تناولها نتيجة مرورها السريع إلى الأمعاء، ما يسمى طبياً متلازمة الإغراق".

‏‏واعتبر عبيدو أن "الجراحة التنظيرية في سورية متطورة، وهي تحظى باهتمام السوريين المغتربين، ومواطني الدول المجاورة نظراً لكلفتها الأقل مقارنة مع دول الجوار، حيث تبلغ كلفتها في سورية وسطياً بين 300 إلى 400 ألف ليرة، في حين تبلغ في بعض الدول المجاورة 10 أضعاف هذا المبلغ".
وكان أحد المرضى الذين خضعوا لعملية جراحة بدانة قبل سنتين، قال لسيريانيوز إنه أجرى العملية بعد أن بلغ وزنه 265كغ، والآن وصل إلى وزن 110كغ, مرجعا ذلك إلى التزامه بإرشادات الطبيب رغم استمرار إحساسه بالأعراض الجانبية كالدوران والإقياء

من جانبه, رفض المريض (ن.أ.)، الذي أجريت له العملية الأخيرة، الخوض في تفاصيلها، معللاً ذلك بأن "الوقت مبكر للحكم بنجاح العملية أو فشلها، خاصة وأنني خضعت لعملية ثانية بعد إجراء الأولى بـ 5 أيام، نتيجة ظهور مضاعفات خطيرة، كلفتني مبلغاً كبيراً"، واعداً "التحدث بعد مرور فترة كافية للتأكد من نجاحها أو الحكم بفشلها، فأنا لم أتمكن من المشي بعد، ولن استطيع شرب السوائل إلا بعد 10 أيام، وفق ما اخبرني به الطبيب".

ولم يخفي المريض "خوفه من نتائج العملية الثانية، نظراً لخطورة مضاعفاتها".

وكانت سيريانيوز قد رصدت العديد من عمليات انقاص الوزن التي لم تكلل بنهايات سعيدة، إلا أن نجاح مثل هذه العملية قد يفتح أفقا جديدا لمثل هذه العمليات في سورية


هي صور قبل العملية







وهي بعد العملية