كـــم قلــــتُ لعينيــــــك كفاكِ أدمعـــــا
.............لكــــــن عينيّ ظلـت لا تـكفـكف مدمعــا

تركت رياح عنـادك تجري كما تشــــاء
.............فسارت مراكبي هوجاء وتكسرت أشرعا

وراحت شراييـن القلب تقـطر من دمي
.............بإلحــاح و يســألني الفـؤاد كيــف تَودع

حلو اللقــــــــاء لم يدم طعمــه وبغصة
.............عند الفــراق تلفني الأحـزان أذرعـــــــا

وخرائط الزمان خطت على وجهي تضاريسها
.............فرأيته بابتســـامة صفـــــــراء قد تصنـع

حيران أســآئل ليــاليّ هل لـي مــودة
.............فأجد لروحي عندك مســتقراً و مستودعا

تاهت الروح وتناثرت أركانهـا فما عــاد
.............العقل يدري ولا الادراك حالتـي قد وعى

ورحت أبحث عن ذاتي ما عدت أعرفها
.............فالشـر والحزن في صدري كلاهما تجمعا

أصارع الأيــام أداري الليالي حيران لا
.............أدري أيّـاً منهمـــــا ألاقــي منـه مصرعا

أذوق مرارة الحرمان مواســـيا روحيَ
.............التـي عاشــت لا تعـرف لليـأس موضعــا

أصون فتــات كرامتـي مداويــا قلبـــا
.............عليلا بنــار الشـــــوق والحنـيـن قد تـلوع

أناجي ربا رحيمـاً مسترسلاً بدعــــاء
.............ليّن بيـن التوســل والرجــاء قـد تنوعـــــا

فكلام الناس عني صار كسجان زنزانتي
.............أينمــا طـال ضربـه ظلما أصــاب فأوجع

وصلاح الحـال صـار مني حلمــا بعيــداً
.............وفـرج الهــم قريبـــا مــا عــاد متوقعــــا

إلا بإذن الرحيم الرؤوف عطفـا لحالتي
.............سـيصل لقلبي ســعده راكضــــا مســرعـا

مولاي ائذن لي بفســــحة خضراء في
.............زمن ظننت فيه باب القبــــــول قد تشـمـَّـع

وافتح لي يا ودود أبواب رحمتـك التي
.............يقينا تكون لجرحـي كالمرهـم قد تـــوضـَّع

فأملي عظيم بملك الجود فجد يا كـريم
.............بفضل يكون حلا لمسائلي مع بعضها معا

وامنحني عفــوا يكافـئ جميــل جودك
.............فأنت الغني الذي إذا أعطى أفاض وأوسـع


محمد عبد الوهاب جسري