شوفو ياشباب شفتو شلون قلبي معكن وأكلي همكم نقلتلكن موضوع شخص كتب عن الحموات انا مادخلني ها

ركزوا معي شوي للأخير . . حتى تستفيدوا للمستقبل سواء كنت متزوج أو عزابي . .




خلينا نبدأ اقرأوها كلها منيح فهمتو . . .



هناك معارك يمكن تجنبها، وأخرى مفروضةٌ بقوةٍ، عليك اقتحام غمارها بحكم الضرورة؛


فأن تغوص وسط بحرٍ من البشر للحصول على ربطة خبزٍمسألةٌ يمكن تفاديها إن اشتريت الخبز السياحي،


أما معمعة شيكات المازوت مثلاً؛ فغير تلك، و الخوض فيها ضروريٌّ، و واجبٌ ماليٌّ ودفئيٌّ.


الحرب مع حماتك هي من الصنف الثاني، ومبررها الحفاظ على استقلاليتك، وصد التدخلات و التوغلات و الاقتحامات و الغارات


التي تهدد حدودك الإقليمية الأسروية، إنها باختصارٍ: سعيك الحثيث و المشروع للحِماية من الـحَماية.

في المعركة ـ أية معركة ـ ينبغي أن تكون منظماً، عارفاً مكامن قوتك و ضعفك، ممتلكاً شتى صنوف الأسلحة،

و أن تحدد توقيت استخدام كلٍّ منها، و تشحذ كل قدراتك و ملكاتك، و تستنفر كل حماة حياضك في وجه حماتك.

مثلاً، إذا كان لديك مسدسٌ وقنبلةٌ لا تفجر القنبلة فوراً، و أول ما تستعمل؛ المسدس، وعندما لا ينفع،

أو حين يأتيك العدو بسلاحٍ لا يقوى عليه مسدسك؛ ساعتها تستخدم قنبلتك.

و المعارك مع حماتك من أشد و أشرس المعارك التي عليك خوضها طيلة حياتك، وهي لجهة ديمومتها واستمرارها تشبه محاربة الفساد، لماذا؟


لأنها خصمٌ لدودٌ، عنيدٌ، مثابرٌ، ذو جذورٍ و استطالاتٍ في عقر دارك، لا يكلّ ولا يملّ في محاولاته إزهاق سعادتك، واستقلاليتك.


يبدأ الصراع اعتباراً من اللحظة التالية لقراءة فاتحتك على خطيبتك (ابنتها)، لحظتئذٍ يصير بينكما عقدٌ، رابطةٌ،

أو قُلْ قناة اتصالٍ تبدأ عبرها المناوشات و محاولات كسر إرادتك.

ولكي تضمن استقرار حياتك؛ عليك اعتباراً من تلك اللحظة حسم الموقف، و القضاء على آمال الخصم في إمكانية ربح

ولو جولةٍ واحدةٍ في المستقبل، لأنه إن بقي لدى حماتك أملٌ باحتمال تسجيل نصرٍ عليك؛ فسوف يكون ذلك الأمل محور نشاطها،

وسباق التسلح بينكما؛ سيكون من جهتها بسبب دأبها لتحقيق ذلك الهدف المأمول يوماً ما، ومن جهتك سعيك لإفشاله وإحباط تحققه.

و لن تنفك محاولاتها في إزعاجك تكرراً حتى يلفظ أحدكما أنفاسه الأخيرة، وفي بعض الحالات تستمر المناوشات حتى بعد الموت،


كأن تقول لابنتها في كل سانحةٍ: " رحم الله زوجك، لو فعل كذا ما صار كذا".


بمعنىً آخر: ليس عليك الانتصار منذ الجولة الأولى فحسب، بل ـ إضافة إلى ذلك ـ تبديد أحلام أو أوهام النصر لدى حماتك.

المقدمة السابقة ضروريةٌ، أو يمكنك اعتبارها تمهيداً نظرياً لشرح ما فعلته مع حماتي (تطبيقياً) في اليوم التالي لخطبتي ابنتها.

الخطوة الأولى: جس النبض واختبار القوى:

في هذه المرحلة عليك الاعتماد على نفسك، لا تثق بحلفائك المفترضين (أصهار أو كناين) فربما يكون أحدهم مخترقاً،


أو ـ ببساطةٍ ـ ضعيف الشخصية، فيبيعك مقابل إغراءات حماتك أو رشوتها له.

ضع في حسبانك أنك سوف تضطر للانتظار كي تكتشف الحليف الحقيقي منهم فيما بعد، فالأمر يحتاج بعض الوقت قبل أن تمنح أحدهم ثقتك،

لأن بعضهم قد يكون قصير النظر مثل بعض الأنظمة العربية ويرضى بالفتات، فيقر بمعلوماته عنك وعن نواياك في أية وليمةٍ تعدها حماتك له،

وكم من الخيانات ارتكبت جراء غداءٍ فيه الكبب و المحاشي.

واعلم أن هؤلاء يبوحون بالأسرار متى قرقرت معداتهم، وفي أول مناسبةٍ تلاطفهم فيها حماتك يتوددون إليها،

ويظهرون ولاءهم لها بطعنك من الخلف، ولسان حالهم يقول تزلفاً: " انظري يا حماتي إلى هذا الصهر الذي يكرهك بينما أنا أحبك".

يوم الخطبة، و بعد قراءة الفاتحة، وضعت خطيبتي أمامي صحناً من الفواكه، وقامت بتقشير تفاحةٍ وقدمتها لي، فرفضت أكلها،

وحين سألني الجميع (أهلي وأهلها) عن السبب، حولت نظراتي وثبتها على حماتي محملقاً فيها حملقة نسرٍ بفريسته،

كي أستشف من نظراتها مقدار كرهها لي، وآلية تعبيرها عن موقفٍ اتخذته،

ولذلك أهميةٌ بالغةٌ، إذ سوف تستهدف مستقبلاً أي موقفٍ أتخذه،

لذلك يجدر أن أعرف ارتكاسها تجاه قيامي مستقبلاً باتخاذ القرارات.

رمقتني حماتي بطرف عينها، وقد علا الوجوم وجهها، وقالت (بنفاق):

ـ ليه ياعيوني ماب بدك تاكل التفاحة ؟ معقولة تخجل خطيبتك؟

فقلت: ـ أخشى أن تكوني قد وضعت فيها السم.

طبعاً ضحك الجميع، و وسط ضحكهم بدأت بالتهام التفاحة، بعد أن سجلت مجساتي و راداراتي ردة فعلها، ولم أكتف بالتفاحة،

بل أكلت بعدها برتقالةً، عملاً بقاعدة تحقيق أكبر الخسائر الممكنة في صفوف الخصم، فالفاكهة دفعت ثمنها حماتي، ولذلك؛

أكل أكبر قدرٍ ممكنٍ على حسابها يعتبر طريقةً ـ ولو بسيطة أو بدائية ـ في تعظيم خسائرها المالية.

الخطوة الثانية: هجوم وقائي:

النصيحة الأساسية هنا: انقل المعركة إلى أرض الخصم، مثلما فعلت (إسرائيل) في حروبها مع العرب.

إذ يمكننا تشبيه حيزك المعنوي وسلطاتك في مرحلة الخطبة بالحيز الجغرافي لإسرائيل، فهو صغيرٌ،

ولا يتحمل فقدان الأراضي إن خسرت (إسرائيل) الحرب، لذلك تعتبر استراتيجية نقل المعركة إلى أرض العدو مناسبةً جداً في هذه المرحلة.

في اليوم التالي للخطبة جئت زائراً خطيبتي حاملاً أسلحتي، وهي عبارةٌ عن بسكويت وشوكولا من شتى الأصناف و الألوان.

جمعت حولي أحفادها الصغار، ورحت ألاعبهم، و ألاطفهم، مقدماً لهم البسكويت و الشوكولا،

فهم عملائي الذين سوف يطيعونني دون أن يعرفوا أنهم يساعدون عدو جدتـهم،

مستفيداً في تجنيدهم من اطلاعي على تجارب بريطانيا وفرنسا و أمريكا مع بعض الحكام العرب.

بعد أن اطمأن الصغار لي، استدرجتهم إلى حديثٍ شيقٍ عن الألعاب التي يفضلونها،

و رحت أسرد لهم ذكرياتي أيام زمان عن بعض الألعاب التي كان جيلنا يفرغ فيها ميوله اللهوية،

إلى أن وصلت إلى غايتي، وشرحت لهم بغاية التفصيل عن لعبةٍ اسمها (الحريقة).

نعم، الحريقة وما أدراك ما الحريقة، في ذلك الزمان الخالي من الفضائيات و ألعاب الكمبيوتر، كنا نجمع الأوراق

و بعض العيدان في الشارع ثم نضرم فيها نيران لهونا، حتى إذا ما تعالت ألسنة اللهب و تصاعد الدخان؛

ركضنا هاتفين وسط الشارع: ـ حريقة ، حريقة، حريقة...

مستمتعين بالمنظر، فخورين بإنجازاتنا وقدرتنا على التسبب بهذه النار العظيمة.

سال لعاب أحفاد حماتي لوصفي هذه (اللعبة)، وشرعوا يسألون عن كيفية إشعال (حريقة)،

فنصحتهم بإحضار بعض المازوت ـ أيام كان المازوت رخيصاً ـ و صبه على السجادة،

ومن ثم إضرام النار فيها، كي يتحققوا من جمال منظر النار...الكبيرة.

في صباح اليوم التالي احترقت سجادة حماتي.نعم، احترقت السجادة يا سادة،

وعند المساء ـ في ذات اليوم ـ جئت زائراً خطيبتي التي نبهتني عند الباب لما حصل،

مؤكدةً أن أمها استنطقت الأطفال فاعترفوا عليّ.

دلفت إلى الداخل، ورائحة الحريق تعبق بالمكان، وكلي ثقةٌ، غير آبهٍ أو وجلٍ،

وفي ذلك كنت أرسل رسالةً خطيرةً وحساسةً إلى خطيبتي مفادها: " انظري !!

ها أنذا غير خائفٍ من أمك، فلا تهدديني بها مستقبلاً".

ردت حماتي على سلامي بتوددٍ يخفي غيظاً لا يقدره إلا شخصٌ خسر سجادةً باهظة الثمن بطرفة عينٍ، وحين جلست، قالت:

ـ الله يسامحك، ماذا فعلت بالأطفال؟ هل تعلم أنهم أشعلوا النار في سجادة الغرفة الكبيرة؟

تصنعت الاستغراب و الذهول، فعاجلتني مازحةً: ـ ليست مشكلةً، فداك.

كنت أعرف أنها لا تمزح، "فإذا ما رأيت نيوبها بارزةً فلا تظنن أن حماتك تبتسم"، وحين تحين الساعة المناسبة سوف تنتقم،

لكن ما بيدها حيلةٌ، فأنا ضيفٌ عندها الآن، وبمجرد انقلاب المعادلة بزواجي من ابنتها سوف ترد الصاع صاعين،

و الحريق حريقين: حريق في قلبي وآخر في جيبي.

الخطوة الثالثة: الحسم:

في هذه الخطوة عليك التأكد أن حماتك لن تعاملك بالمثل، فهي لن تقدم على تجنيد أبنائك ليحرقوا سجادة بيتك،

لأنها أمٌّ تحرص على سلامة منزل ابنتها، وجدةٌ يهمها أن لا يتعلم أحفادها (أبناؤك) ألعاباً مضرةً بهم،

فامض في معركتك، مطمئناً خالي البال فالتوازن الاستراتيجي ـ العاطفي مختلٌّ لصالحك.

وإليك ما حصل معي بناءً على الخطوة السابقة:

مرت الأيام، وحان وقت العرس، فبدأت تستل أسلحتها للانتقام،

ليس لسجادتها فقط، إنما بحكم غريزتها الحماوية التي تفرض عليها الصراع معي.

أول غارةٍ من غاراتها الانتقامية بدأت بتدخلها في إجراءات العرس، وشرعت بالتفصيل و التخطيط و ....

سمعتها حتى آخر كلمةٍ، وعندما انتهت؛ وجهت لها الضربة القاضية، إذ طلبت من أحد أحفادها الجلوس إلى جانبي، و رحت أهمس في أذنه.

سيطر الذعر عليها، وبان القلق في نظراتها، ثم خاطبتني بلهجةٍ متملقةٍ استفهاميةٍ:

ـ الله يستر، بشو عمتوشوش الصبي؟ ليروح يعملنا حريقة تانية.

ضحكت، ونفيت ذلك، مؤكداً لها أن لعبة الحريقة قديمةٌ، ولم أهمس بأي شيء من هذا القبيل في أذن حفيدها،

وكل ما في الأمر أنني كنت أريد تعليمه لعبةً أخرى غير الحريقة.

سألتني بلهفةٍ: ـ وما هي هذه اللعبة؟

ـ لا شيء يا حماتي العزيزة يستحق القلق، إنها لعبة ذبح الجدة، يحضر فيها الولد سكينة المطبخ الكبيرة

ويضعها على عنق جدته وهي نائمة، ثم يذبحها، آنذاك، يخرج الدم الأحمر الجميل من رقبتها، فيفرح الطفل بمنظر الدم...الكثير.

ولييييييي على تولي ماحسيتو كأنينا بحرب

الخطوة الأخيرة: مفاوضات السلام:

بعد قيامك بالخطوات السابقة تستطيع الاطمئنان إلى قواك الردعية، ويمكنك الآن التفكير بالسلام،

و أفضل طريقة تحقق فيها السلام العادل و الشامل لجميع الأطراف، هي في حفاظك على سرية خلافاتك مع زوجك،

و احترام كلٍّ منكما للآخر، ساعتها لن تقوم حماتك باستغلال أية ثغرةٍ بينكما، فالحوار الصريح،
و الاحترام المتبادل بينكما يبني للسعادة أعمدةً راسخة البنيان،
و قد يجعلك ترى في حماتك أماً أخرى، وهي قد تجد فيك ابناً لم تلده.

(( أخيراً ياأحبة ))

لا تصدق كل ما قلته سابقاً، فالانتصار الحقيقي يكون بأن لا تخوض أية معركةٍ معها،
وأن تتفهم دوافعها إن تدخلت أو أعطت رأياً، لأنها في نهاية المطاف أمٌّ.
وصدقوني: لا أقول ذلك خوفاً منها أو من ابنتها (زوجتي)،
بل كي لا تتحول حياتك ومصائر المحيطين بك إلى جحيمٍ لا منتصر فيه،
تماماً كالحرب النووية التي تدمر المنتصرين و المهزومين معاً، فهل من عاقلٍ يقدم على ذلك؟
سلموا على حمواتكم.
شكلي رح اكول قتلة من الحموات