من المحزن والمؤسف أنه لا يزال في مجتمعنا عادات سلبية وبالية أكل عليها الدهر وشرب وهي من أحد الأسباب الرئيسية للتضخم السكاني والتغيير الديموغرافي في مجتمعاتنا وهي مسألة التمييز بين الذكر والأنثى حيث يتم التمييز بين الذكر والأنثى من بداية الولادة وحتى الموت فإذا ولدت الزوجة صبيا فقد ولدت رجلا ويتم أحفائها بالهدايا وتزداد قدرها وقيمتها بين أفراد المجتمع وأولهم زوجها وأهله وتصب عليها الهدايا صبا وأما إن ولدت أنثى فيصبح وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به وحتى الهدايا تنقص قيمتها وتقل عددها وتصبح منبوذة من قبل زوجها وأهله بحجة إن المرأة ضلع قاصر والمجتمع مجتمع الرجال ولا مكان للنساء فيه إلا إلى بيت الطاعة الزوجية ومن لم ينجب ولدا كأنه بلا ذرية وقد يتزوج الزوج من أمرآة ثانية لكي تنجب له ولدا أو يكون الزوج رحيما ولا يتزوج عليها ولكنه ينجب البنات عشرا وعشرين حتى يظفر بولد يرفع اسمه كما يدعي هو وبالنهاية قد يأتيه الولد المبارك والصبي المحظوظ ويأتيهم الزائرون من كل فوج يباركونه بالمولود الميمون فيكون قد أنجب ما لا يقل عن عشرة بنات حيث لا يستطيع أعالة أسرته فصحيح أنجب ولدا ولكنه دمر جيلا من الإناث أليس الأولى أن يلتفت إلى بناته بدل أن يضيع وقته ويضيع معه بناته ويفكر ليل نهار بإنجاب الولد الذكر , فعلينا أخوتي أن نغير من هذه العادات البالية في مجتمعنا فكيف سنبني مجتمعا متطورا ونحن نعتبر أن نصفه قاصر كيف لبناتنا أن يتطورن ونحن ندمر شخصيتهن ونفسيتهن ونثبط همتهن وننعتهم جهاراً نهاراً بأنهم ضلع قاصر والبنت ما لها غير بيت زوجها ومن هذه الأمثال التي أكل الدهر عليها وشرب كيف نريد من بناتنا أن يتطورن ونحن ننظر إلى المرأة بأنها غواية من الشيطان وصوتها عورة وعليها أن تمكث في البيت وتؤصد على نفسها أسوارا من الحديد فإذا أردنا لمجتمعنا أن يتطور علينا محاربة هذه العادات البالية فصحيح أن الرجل قد يكون له خصوصيته الجسمية والفيزيولوجية التي قد يتفوق بها على المرأة ولكن أبدا هذا لا يعني انتقاص من أمرها وإنما لكل اختصاصه في المجتمع ولكل قدراته فكثير من النساء يتفوقن على الرجال بعقولهن وحتى بقوتهن فنحن نرى بأم أعيننا في هذا العصر كيف إن المرأة أصبحت تتقلد كافة المناصب وتصبح وزيرة ناجحة وحتى رئيسة ناجحة بحيث لا يجاريهن الرجال أخيرا يجب علينا التنويه بأن هذه العادات البالية ليست من الأسلام في شيء والدين الأسلامي الحنيف براء منه حيث يقول الرسول الكريم (ص ) إنما النساء شقائق الرجال ) واستوصوا بالنساء خيرا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم