عصر السرعة

في عصر السرعة هذا بدأنا نقرأ بسرعة ونوهم أنفسنا أننا فهمنا بسرعة...لا بل ونرد بسرعة....

لمَ لا، فنحن نعيش في عصر السرعة..... فنحن نتواصل بسرعة ونتعارف بسرعة لكن للأسف فإننا نختلف بسرعة ونفترق بسرعة....

دخل الامام إلى المسجد بعد بدء الصلاة فوقف في الصف الأخير، وصلى مع المصلين، لا حظ الأمام أن بعض الناس يصلون بسرعة فيسابقون إمامهم.... وفي أول خطبة جمعة قال : لاحظت أن الناس يحاولون أن يسابقوا الإمام في الصلاة وكأنهم على عجلة من أمرهم !!! أما يدري هؤلاء أنهم لن يستطيعوا أن ينهوا صلاتهم ويسلموا قبل الإمام ؟؟؟؟
في عصر السرعة هذا، تصورت نفسي وكأنني في القطار أركض بسرعة لأصل بسرعة ونسيت أنني لن أصل أبدا قبل جاري الذي يجلس بجانبي بكل ثقة واطمئنان يطالع كتابه.....

نحن نقود سياراتنا بسرعة لكننا لا نصل بسرعة.... نأكل بسرعة لكننا لا نحصل على فائدة الطعام بسرعة ، بل على العكس فإن أكلنا بسرعة يجعلنا لا نمضغ الطعام جيدا ولا نستمتع به أبدا ونجهد معدتنا ونؤخرها في إنجاز عملها وهضمه بسرعة....

وها أنا ذا أكتب إليكم بسرعة....وأرجو الناشر أن ينشر موضوعي بسرعة، وإن لم يفعل فسأتصل به بسرعة.... فعذري معي ... نحن نعيش في عصر السرعة، وأريد أن أصبح مشهورا بسرعة..... ويلمع نجمي بسرعة، ولابأس عندي إن انطفأ بسرعة.....

وهنا تذكرت بسرعة أني نسيت مقولة كنت قد قرأتها بسرعة والآن تذكرتها بسرعة، وسأكتبها بسرعة، قبل أن تطير من ذاكرتي بسرعة
تقول المقولة:

قال أحد الحكماء الى سائقه

يابني لا تسرع لكي نصل الى مكان الموعد في الوقت المناسب


فأدركت بسرعة، أني لن أصل في الموعد المناسب، فقط لأنني أعيش في عصر السرعة....