تفكـّر كثيرًا قبل القيام بهذه الخطوة، وقدماك ترتدّان إلى الخلف. وتتساءل: أتريد الزواج من الفتاة التي أحبها قلبك؟ فإذا كانت إجابتك نعم، فاعلم أنه عند ذلك أمامك أمران: الأول: محاولة إرضاء تلك الفتاة (زوجة المستقبل) وهذا أمر سهل؛ إذ من المفترض أنها تبادلك الشعور نفسه، والثاني: هو محاولة إقناع وإرضاء أمّ تلك الفتاة (حماتك)، التي ستلازمك هي وابنتها (زوجتك) طيلة عمرك، ولا مفرّ منها؛إذ فيما بعد كشأن كل السابقين من المتزوجين؛ ونظرًا لاختلاف الآراء بينك وزوجتك، فلا بدّ من وقوع المشكلات العديدة.
وقد تكون تلك المشكلات بسبب (حماتك)، فإذا كانت العلاقة شائكة بينك وبين والدة زوجتك، حتمًا ستكره نفسك، وستحاول جاهدًا إنهاء تلك المشكلات ولو بالطلاق. لكنّ العاقل هو الذي يعرف كيف يكسب عقل حماته وقلبها، ويتجنب مشكاستها؛ لكي يدوم الانطباع الحميد عنك من وجهة نظر (حماتك) وزوجتك معًا.
فهناك العديد من الضروريات يجب مراعاتها:

تحلّى بالمظهر المناسب
فعند الذهاب لهم اذهب لعروسك ووالدتها كأنك ستذهب لمقابلة وظيفة جديدة من شروط اجتيازها ضرورة ارتداء ملابس أنيقة، تضع عطرك المفضل، والساعة الساحرة، والبسمة الخلابة؛ لأنك من غير ذلك ستكون مفتقرًا لعنصر مهم، ألا وهو "الإتيكيت"، أي المظهر الجذاب الحسن، وعند ذلك ستكون على أعلى قائمة الاستبعاد.
أظهر حبك لخطيبتك
فلكي تكسب حماتك مدى العمر فيجب أن تعبّر عن مشاعرك تجاه خطيبتك، قمْ بعرض الأفكار المفرحة لديك عليها بتلقائية، فهذا يمدّ علاقتكم بالقوة والحيوية، ويسمح للأحداث الطارئة بتجديد "روتين الحياة"، وأيضًا في نهاية اليوم الشاق لا يهمّ كم الهدايا، أو الخروج لنزهة. فلا يضاهي أيّ شيء آخر كلماتِ الحب والحنان التي تبوح بها لمحبوبتك من آنٍ لآخر، فهذه هي الهدية التي تحتاجها الكثير من البنات والسيدات، وكذلك بالنسبة لوالدتها، لكنّ الكلمات لن تكون في مصلحتك يوم عيد الأم.
تذكر حماتك في المناسبات المهمة العامة والخاصة
فلا بد أن تتذكرها بالهدايا والكلمات الجميلة المناسبة والرسائل الهاتفية والزيارات وغير ذلك مما تراه مناسبًا، وذلك في المناسبات الملائمة كعيد زواجها، والأعياد، والمواسم، والمناسبات الاعتيادية.

حقـّق أحلام ابنتها
وذلك لأنّ كل أم تسعى من أجل سعادة ابنتها، وأن تراها في حياة أفضل منها بكثير، فإذا رأت الأم عكس هذا سوف تبدأ المشاكسات، وأنت في غنى عنها. فحاول قدر استطاعتك تحقيق ما تستطيع، وذلك بالتفاهم مع خطيبتك، وبالتالي حماتك بطريقة غير مباشرة، وإياك والاعتراض أمام حماتك.

وجّه لحماتك العبارات المنمّقة
فكلامتك الحلوة تسحق مشاكساتها، فإذا كانت تزعم بأنها تبلغ من العمر 45 عامًا، ولكن الحقيقة هي 55 عامًا، فلا تخدع ذكاءها بأن تسألها مثلاً: ما الذي تنوي فعله في عيد ميلادها الخامس والخمسين، لكن بدلاً من ذلك جاملها مثل الثناء على طهيها، أو على كرمها، أو على جمالها وأناقتها؛ لأنّ الكبار يريدون دائمًا أن يشعرون بالشباب، وصغرهم، وتألقهم الدائم.

عند الخلاف بين حماتك وخطيبتك.. كن في صفّ حماتك
فإذا وقع خلاف بينهما بالطبع وأنت موجود، فعليك أولاً: أن تنحاز لحماتك، وأن تكون في صفها، وهذا ليس معناه التجاهل، أو إغضاب خطيبتك التي هي الأولى بالاهتمام، ثم ثانيًا: استمع جيدًا لكليْهما، وكن ذكيًا، وحاول أن ترى لماذا تظهر الأمور بهذا الاختلاف، وتسعى جاهدًا للبحث عن نقاط الاتفاق في الموضوع التي لم تكن واضحة لكليهما، وتركز عليها، وسيتطلب منك ذلك مجهودًا على المدى القصير، لكنـّك ستنال "منزلة" مرموقة لراحة البال على المدى الطويل من حماتك، وتنعم نفسك فيما بعد بالراحة من المشكلات التي يمكن أن تأتـّي من ناحيتها.
تجنّب كلمات (الاعتراض)


فأية كلمة تبدأ ب(لا) سوف تزعزع الثقة بينك وبين حماتك، وأنت في غنى عن ذلك، فأنت في أول الطريق معها، فبعد أن كانت تحترمك، وتعاملك مثل ابنها ستوضع في القائمة السوداء؛ خوفًا منها على حياة ابنتها معك. لكن لا يُمنع المزاح معها، إن كنتَ تراه مناسبًا، وسيزيد من حبها لك، الأمر الذي يجعلها تنحاز لك عند الحاجة ضد ابنتها في بعض الظروف.
اِعرض خدماتك عليها
وذلك بأن تساعدها فيما تفعله بشىء في المنزل مثلاً بعد الأكل، أدخِل معها بعض أطباق السفرة إلى المطبخ، أو إذا كانت ذاهبة لمناسبة ما مثل فرح، أو عزاء قم بتوصيلها إلى المكان وانتظر معها. وأن تصطحبها للتنزّه في مكان الذي تفضّله، أو حتى لو كان المكان المحدد من اختيارك، فتوجيه الاهتمام لها سيكسبك نقاطًا في صفك من حيث لا تدري، وسوف تشعر بمدى سعادتها، وأنك أنت العريس المناسب لابنتها التي تطمئن عليها معك.
كنْ على طبيعتك
فلا تحاول التكلف، أو المبالغة في التصرفات والكلام؛ لأنها سوف تجعلك واحدًا آخر، بل تصرّف بتلقائية، فكن أنتَ نفسك. وهنا الأمر مختلف عن حماتك إذا كنتَ ملاطفًا ومجاملاً لها، فهذا لا يمنع أن تكون كذلك مع ابنتها، لكن بصدق أكثر؛ لأنها سوف تكون شريكة حياتك في المستقبل.
كنْ منصتـًا
وأذناك في منتهى التأهّب. فبالإنصات والاستماع إلى والدة محبوبتك، ستكون قد فتحت صندوقـًا من الكنوز المخفية، وهو أنه إذا تركت حماتك تتحدث فسيكون محور حديثها عن ابنتها، وبالتالي تستطيع معرفة ما تحبه فتاتك فتكسب قلبها وعقلها، وبذلك تكون على مقربة بها.
وبهذا تكون قد كسبت حماتك إلى الأبد، وليس من مصلحتك أن تتجاهل هذه الأمور كلها؛ لأنّ الأمهات لهن خبرة طويلة، ويستطعن الحكم من أول وهلة على المتقدّم لخطبة ابنتها، وفي أيديهنّ تأشيرة الدخول. ونتمنى لك حظًا سعيدًا.