سُل( لي كوان يو) أول رئيس وزراء لسنغافورة وباني نهضتها عن
سر التحول الكبير لبلدة من دولة لا تكاد تُذكر إلى إحدى النمور الآسيوية المتقدمة .فذكر
أن
أول قرار اتخذه كان توفير مسكن لكل موظف أو عامل .وعلل تلك الخطوة بقولة إن
الإنسان لا يمكن أن يتفرغ للإنتاج والإبداع وهاجس امتلاك منزل يؤرقه ويحبط خططه لإدخار المال للمستقبل,,
تذكرت حديث رئيس الوزراء الذي أدلى به لجريدة الأهرام قبل فترة طويلة,
أثناء مطالعتي
لخبر توقيع العراق على مذكرة تفاهم مع مجموعة كورية جنوبية
لبناء 500 ألف وحدة سكنية في البلاد بمبلغ
25 مليار دولار!!
نعم نصف مليون أسرة عراقية ستحصل دفعة واحدة على مساكن
وبقيمة تبلغ أقل من نصف تكلفة صفقة الأسلحة الجديدة التي
أبرمتها المملكة مع الولايات المتحدة
والتي تصل قيمتها إلى ستين مليار دولار كأكبر صفقة في التاريخ الأمريكي!!
أن الخطوة العراقية حدث مدهش بالفعل لا يتفوق علية سوى عزيمة إسرائيل الجبارة
في سرعة إقامة المستوطنات في زمن قياسي أذهل العالم.
لماذا تحرص تلك الدول الجادة في بناء مجتمعات متحضرة ومتفوقة على جعل تملك المنزل أولى الأولويات؟
الجواب نجدة في متطلبات واحتياجات تلك الدول الثلاث:
فسنغافورة احتاجت إلى الإنتاج والإبداع فوفرت السكن..
العراق وجد أن الاستقرار والأمن يتشكلان عند عتبة البيت..
إسرائيل أدركت أن غرس الولاء يبدأ في الحديقة الخلفية...
إذا ! الإنتاج ,الإبداع, الاستقرار,الدفاع عن الوطن, مفاهيم لا تنمو في العراء...
وتحتاج إلى أربعة جدران