يقول هارولد أبوت :"كنت كثير القلق، حتى ذلك اليوم الربيعي حيث نزلت لأسير في الشارع عندما وقعت عيني على الشخص الذي أزال كل همومي . حدث في عشر ثوان فقط. عشر ثوان علمتني عشر سنوات سابقة ! كنت أدير محل منذ سنتين لكن لسوء الحظ ، لم أخسر كل مدخراتي فحسب بل كنت غارقا في الدين، والحقيقة أنه تم إغلاق دكاني منذ أيام وكنت في طريقي إلى البنك لاقتراض بعض المال ليمكنني من الذهاب إلى المدينة للبحث عن عمل هناك..

ضاقت خطواتي ، وأنا أمشي مع الهم والإحباط وفقدت كل عزيمتي وإيماني ، ولكن فجأة..

شاهدت رجلاً قادماً نحوي في الشارع .

رجلاً لا يملك قدمين كان جالساً على منصة خشبية صغيرة مجهزة بدواليب وكان يدفع نفسه بجانب الطريق مستخدماً قطعة من الخشب بكل يد ، التقينا تماماً بعد أن عبر الطريق وكان بصدد رفع نفسه بعض البوصات من الحافلة إلى الرصيف . وعندما كان يميل قطعة الخشب قليلاً ليضعها على كتف الرصيف التقت عيناي بعينيه.

حياني بابتسامة عريضة ثم قال بحماس :"صباح الخير يا سيدي! إنه يوم جميل حقاً ، أليس كذلك "

وفيما أمعنت النظر فيه ، أدركت فجأة بأنني غني جداً ، فأنا أملك قدمين وأمشي ، خجلت من إشفاقي على نفسي وفكرت :" إذا كان بإمكانه أن يكون سعيداً وبشوشاً ومنتصراً دون قدمين ، فمن المؤكد أنني أستطيع ذلك ، أنا صاحب القدمين الكاملتين "