بسم الله الرحمن الرحيم
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41

ومعنى قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) .

وقال أبو العالية : من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض; لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة; ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود : " لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحا " . والسبب في هذا أن الحدود إذا أقيمت ، انكف الناس - أو أكثرهم ، أو كثير منهم - عن تعاطي المحرمات ، وإذا ارتكبت المعاصي كان سببا في محاق البركات من السماء والأرض; ولهذا إذا نزل عيسى [ ابن مريم ] عليه السلام ، في آخر الزمان فحكم بهذه الشريعة المطهرة في ذلك الوقت ، من قتل الخنزير وكسر الصليب ووضع الجزية ، وهو تركها - فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، فإذا أهلك الله في زمانه الدجال وأتباعه ويأجوج ومأجوج ، قيل للأرض : أخرجي بركاتك . فيأكل من الرمانة الفئام من الناس ، ويستظلون بقحفها ، ويكفي لبن اللقحة الجماعة من الناس . وما ذاك إلا ببركة تنفيذ شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير; [ ولهذا ] ثبت في الصحيح : " إن الفاجر إذا مات تستريح منه العباد والبلاد ، والشجر والدواب " .

ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا محمد والحسين قالا حدثنا عوف ، عن أبي قحذم قال : وجد رجل في زمان زياد - أو ابن زياد - صرة فيها حب ، يعني من بر أمثال النوى ، عليه مكتوب : هذا نبت في زمان كان يعمل فيه بالعدل .

ان هذا يااخواني من مخلفات المدنية الحديثة الغير مرشدة من قبل ولاة الامور - حيث الاختلاط في كل مكان - والمجلات والقصص الهابطة - والتلفاز والدش ولانترنيت - والفيديو والموبيل الى اخر ماهناك من تقنيات حديثة غابت عنها راقبة ولاة الامور فدخلت الق نوات الهابطة تقريبا كل بيت الا مارحم ربي وبثت المسلسلات من امثال الخبز الحرام و ماملكت ايمانكم وماادري من هي مع ازواجها الخمسة او الستة او ربما اكثر كل ذلك مع معلومات اسلامية ضحلة في المناهج والتربية فماذا تتوقعون بربكم

ان هذا الحال لم يعد بالامكان اصلاحه من قبل الافراد باالدعاء والتحسر والتندر بل اصبح واجبا عليهم تذكير ولاة الامور بتنفيذ حدود الله بحذافيرها لعله يرتدع من تسول له نفسه فعل مثل هذه الاشياء المشينة مرة اخرى , وذلك من خلال الكتابات والمقالات والاحتجاجات والمظاهرات السلمية حتى تعود الامور الى نصابها وتغلق وسائل افساد العباد وتبدل بما ينفع الناس من رقي وسمو في الاخلاق .

عسى ولعل الله يصلح هذا الحال بحال افضل منه ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل ( اذكر نفسي واخواني بقوله صلى الله عليه وسلم من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته