نسمة نيسانية ..عاصفة ..!!




كانت الطريق من بوخارست ..الى أرض الوطن ..جميلة ..جميلة ..خاصة وأن نيسان ..وبشائر الربيع ..بدأت ..تهب على الكون ..أنساما تنعش ..أيام عام مضى ..!!
الطريق طويلة ..مرورا بصوفيا واستنبول ..ولا ننسى هضبة الأناضول وأنقرة ...عبر اسكندرون وانطاكية ..وصولا الى أرض الوطن ..
كان يتسلى ببعض الكتابة احيانا ..ويقرأ فقرات من رسائلها ..أحيانا أخرى ..
كتب :
هل نسدل الستار ..على فصل لم يبدأ بعد ..؟
هل نلغي أجمل فصول حياتنا ..؟
بعنادنا ..وحماقتنا ..
أنت أيتها الفاقدة الحب ..الصديق ..بين الفينة ..والأخرى ..
هل يمكن أن يمنحنا القدر ..هذه الفرصة مرة أخرى ..
وبأي ثمن ..؟
الأشياء الجميلة تأتي بعد معاناة ..تصالحنا مع أنفسنا ..
وتقودنا الى فضاءات جديدة ..
نرى فيها العالم ..بألوان مختلفة ..
وهي حين تمنحنا هذا ..
تتوقع منا المقابل..
تنتظر منا أن نرعى النبتة ..وننميها ..
أن نحتضن الفرح ونغذيه ..
*****************
رن هاتفه المحمول ..وكانت هي على الطرف الآخر ..
تجهم وجهه..ولكنه أجاب :
في لحظة انفعال ..يمكن لي بعجلة أن أغادر ..وأترك كل شيء ..
أن أتجاهل عواطفي ومشاعري وأحاسيسي ..
أن أنفصل عن ذاتي ..لأكون أي شخص آخر ..ما عدا أنا ..
الهدم من أبسط الأعمال ..لكنه أخطرها ..
هل يمكن أن نتباعد ..ونضع الخط الفاصل في حياتنا ..
هل يمكن أن نتخذ الخطوة التي تجعل كل ما عشناه ..معا ..
مجرد ..ماض وذكرى ..
وتجعلنا نعيش غرباء في عالم ليس هو عالمنا ..
*************
سكت ..يبدو أن حوارا يدور ..تابع حديثه :
أتحاشى المسافات بيننا ..ها انا عائد الى الوطن ..
أنا في الطريق اليه ,,
أحاول أن أجسّر المسافة ..وأقربها ..كي أصل اليك ..
أمد الجسور ..أحاول أن أبادر ..بكل خطوة تقودنا الى المسار الصحيح ..
ليس ضعفا مني -بصوت عال - ولكن حرصا على علاقة حلمنا بها ..وتعبنا في خلقها ..
وعلى مشاعر ليس بالسهولة ..أن تتكرر ..
هي :
لكن المركب ..لكي تبحر ..
تحتاج الى مجدافين ..
اليد الواحدة ..في الأمور المشتركة ..
جهد ضائع ..
وربما مرارة قاسية لمن يحاول ..
اسمع يا صديقي ..يا أصدقائي ..
الأنانية ..داء مدمر لأي علاقة ..بل للشخص نفسه ..
انها تغتال لحظات الفرح ومشاعر الحب ..!!
حينما يحصر الشخص تفكيره ..في ذاته ..ويتجاهل الطرف الآخر ..
فانه يتجاهل الجانب الانساني في داخله ..
ويبتعد عن حقيقة الانسان وجوهره ..
تابع حديثه ..هو :
أنا اعتدت أن أقدم الخطوات ..وأبادر بالتنازلات ..
وأتمنى أن نكون معا في نهاية نيسان ..الربيع ..
لا أطلب المعجزات ..
هي :
أنا أتوقع منك بعض الخطوات ...
هو :
مجرد احساسي ..باهتمامك ..
يمنحني الطاقة ..والقدرة ..لأكمل الطريق ..
هي :
دعنا نراجع أنفسنا ..
دعنا نر الحقائق بشكل جديد ..
ربما كانت هناك ..أخطاء مشتركة ..
لكن التسامح ..
هو لغة المحبين ..
وهو الذي يكشف معدن الأنقياء ..
هو منصت ..بينما هي تتابع ..
ما زال قلبي يغرد كطفل صغير ..مع حضور طيفك ..
وما زال القلب يتسارع نبضه ..
بمجرد ..سماع صوتك ..
الحياة تفتح صفحاتها لنا ..
ونحن من يكتب الكلمات ..
كلماتي ..لم ..ولن ..تتغير ..
أنت الحياة التي اخترت ..
وأنت بالنسبة لي ..الماضي القريب ..والمستقبل ..
وبكل هدوء قال لها ..قبل أن يغلق الهاتف :
رغم كل العتاب ..والمرارات ..
عندما أنظر الى الجانب الآخر ..
أشعر بالغربة ..
فأعود اليك ..
من جديد ...!!!