مقاله عن المراه العربيه فى الغربه
السلام عليكم
قرات هده المقاله فى العربيه نتللكاتبه اقبال التميمى عن المراه العربيه المغتربه بعنوان:
ام محمد غير مدرجه فىدليل الهاتف:

يعتقد غالبيتنا بأن خروج بعض العرب أو المسلمين من طوقالديكتاتوريات العربية وإحباطات البيروقراطية بعد هجرتهم إلى الغرب، سيؤدي إلىتغيير الواقع باستلامهم دفة رياح الحريات لتطويع حركة السفينة تجاه الاستفادة منأجواءها، لكن للأسف هذه محض تمنيات.
كنت أعتقد واهمة أن جهود بعضنا تكفي لإحداثالتغيير. لكن للأسف يصطدم الواحد منا بصخرة الحقيقة المؤلمة عندما يكتشف أننامتخاذلون ومتكاسلون، يروق لغالبيتنا الاستفادة من الحقوق الممنوحة لهم من بعضالبلدان الغربية دون تقديم أدنى مساهمة لتعديل صورتنا في مرآة ساهمنابتشويهها.
أعيش في مجتمع غربي يطلق علينا فيه لقب The Less Visible إي "الأقلظهوراً"، جاء هذا التعبير بعد دراسات مسحية وجدت أن الأقليات الأخرى استطاعت تكوينأجساد جماعية تتحدث باسمها، وتستفيد من المنح والأعطيات التي تهبها الحكومة المحليةللنهوض بأحوال مجتمع الأقليات.. سوانا نحن. لأننا مثل الرمل نرفض التماسك أو مضغمطر العطاء. متشرذمون لكل منا أجندته الخاصة، وجميعنا يهوى الرئاسة والمشيخة. إضافةإلى أن مجتمع النساء العربيات هنا جبان بامتياز، ولا تملك غالبيتهن شخصية مستقلةإلا ما رحم ربي، على عكس المرأة التي بقيت في الوطن العربي، وعلا صوتها وأحدثتتغييراً. قد يتساءل البعض باستهجان عن سبب هذا التراجع الذي لا يفسره منطق. للأسفغالبية العرب المسلمين هنا منفصلون عما حولهم، يعيشون تناقضاً غريباً، يتمسكونبأسلوب حياة يعود قرناً للوراء، مخضعين عائلاتهم لوهم العودة إلى الديار، على أملأن تبقى الديار كما كانت على حالها حين غادرها الجد منذ ثلاثة أجيال. ورغم معرفتهماستحالة ذلك أحكموا قبضتهم على القالب الأسري الذي فقد صلاحيته، وأوقفوا عجلةالحياة، فاصلين أدوات الحياة عن جهاز النمو الاجتماعي.
في كل مشروع ينهضبالأسرة، نسعى إلى فتح بوابة النقاش من خلال الإعلام المحلي، خصوصاً غير المرئيمنه، لتشجيعهن على البوح إذ لن يستطع أحد التعرف إلى هوياتهن، ولا يشترط أن يبحنبأسمائهن. وعلى امتداد 48 حلقة إذاعية فشلنا فشلاً ذريعاً بإقناع امرأة واحدة مسلمةبالتحدث عن قضية. اضطررت إلى الإعلان أكثر من مرة في مجتمع النساء عبر المساجد إلىإقناعهن بضرورة المشاركة لما للموضوع من تأثير على مستقبل عائلاتهن، وخصوصاً أنهنهن من طلبن مني نبش قبر هذه المشكلات، إلا أن الجبن اغتال أصواتهن في كل مرة. كلماسألت إحداهن عن اسمها رفضت الإفصاح عنه، وبعد محاولات إقناع متعددة، وتردد قاتلتوافق إحداهن على التحدث معي، وتختار أن أطلق عليها لقب أم محمد، وبعد كثير منالمشاورات توافق أم محمد على منحي رقم هاتفها لنتحدث عبر الهاتف لتبدي رأيها فيقضية تهم نساء مجتمعها دون تعريف بشخصها. ويا للخيبة سجلت أرقام سبعة من أمهاتمحمد، جميعهن منحنني أرقاماً مزيفة غير متوفرة في أي نظام هاتفي في البلاد، ولا فيالبلاد المجاورة.
لماذا تحولت أم محمد التي بقيت في البلاد العربية إلى مناضلةتدافع عن حقوقها وترتفع بثقافتها وتعنى بمستقبل أفراد عائلتها، بينما أم محمد التيانتقلت إلى الغرب الذي منحها منصة للتعبير الحر عن الرأي فضلت إعدام صوتها، وأطلقتالنار على حنجرتها بيدها. تحدثت إليهن كثيراً، ووجدت أن غالبيتهن يعشن تحت جلباب سيالسيد الذي لم يتعلم من الحديث النبوي الشريف " من رأى منكم منكراً فليغيره.." فضلغالبيتهم شتم الغرب وتحميله تبعات دهاء الشيطان، وأعلن بعضهم سخطه وتمرده علىقوانين البلاد، رغم أنه مطرود من رحمة بلده الأصل. حشر أولاده وزوجته في قالب ليسمن الإسلام في شيء...معتقداً واهماً بأنه يحميهم من التيار السلبي لأخلاقيات الغرب. ومن قلب هذه الازدواجية أنجب رحم المعاناة الكثير من المقهورين والمتمردين والذينلا ينتمون إلى أي فئة كانت. شباب وفتيات بعضهن " صيّع" بتشديد الياء بامتياز، رغمأن ذويهم يعتقدون جازمين، بأنهم لا يعرفون كلمة " الماسنجر" كما اتضح في أحدالنقاشات.
لو عملت المرأة المسلمة في الغرب كما ينبغي لها للاستفادة منالتشريعات التي منحها لها القانون، لو شاركت كما ينبغي لها، وكان لها دورها وبما لايتعارض مع الشريعة الغراء، ولو اعترف أرباب الأسر بالازدواجية الاجتماعية الصعبةالمفروضة على أولادهم، لارتفعنا كما ارتفعت مجتمعات أخرى، ولأصبح لنا صوت في المهجريستطيع الدفاع عن حقوقنا بما يليق بنا من كرامة الإنسان.
كانت وزيرة المجتمعاتالبريطانية روث كيلي قد تحدثت في أحد اللقاءات وقالت لا تمنحوني أسماء أشخاص، أريدأن أتعامل مع هيئة تمثل مجموعة، من أجل أن يستفيدوا من الخطط المخصصة للارتقاءبمجتمعات الأقليات. لكن هيهات. فنحن متشرذمين، نتقن حشر الناس في خانات، منشغلينبتصنيف البشر إلى نوعين.. مؤمنين أو كافرين. نطالب الغير بحل مشكلاتنا دون تكليفأنفسنا عناء النهوض عن مقاعدنا. فلماذا خذلت مجتمعك يا أم محمد.. لماذا لم تغيريالمنكر، ولماذا اكتفيت بأضعف الإيمان!!.