موضوع منحكي فيه عن قريه أو مدينه
من مختلف المحافظات السوريه
منتعرف فيه ع قرانا ومدننا الجميله بشكل يومي
أو أحد المواقع الأثريه أو الطبيعيه أو السياحيه

رح إبدا :: مشقيتا

بقعة من بقاع الله الواسعة، ومتعة للناظرين إلى تلالها الخضراء وطريقة تعشق ترابها مع نهر "الكبير الشمالي"، بقيت هي أجمل المرافق السياحية في الساحل السوري.


موقع eLatakia لبى دعوة عيون الناس وملتقاهم وأجرى من خلال زيارة إلى بلديتها لقاء مع الأستاذ المهندس "بسام سليمان" رئيس بلدية "مشقيتا" يوم الأحد الموافق لـ19/10/2008، والذي أوكل له مهام البلدية منذ شهرين فقط، حيث حدثنا عن أهمية بلدة "مشقيتا" ومكانتها السياحية الهامة فقال: «تعتبر "مشقيتا" واحدة من أكثر مناطق مدينة "اللاذقية" السورية جمالاً، فهي تتمتع بطبيعة خلابة تمتزج فيها زرقة المياه مع خضرة الجبال، وتتنوع فيها التضاريس والمناخ، مما يؤهلها لتكون قبلة للسائحين من الشرق والغرب، وتقع هذه القرية الخلابة إلى شمال شرق "اللاذقية" على بعد 23 كم منها، وترتفع عن سطح البحر بـ 256م، ويبلغ عدد سكان تجمع قرى "مشقيتا" 8500 نسمة يتوزعون على القرى التالية: "مشقيتا" ـ "ماخوس"ـ "وادي الرميم"ـ "الصفصاف"ـ "بيت ناصر" ـ "عين الرمانة"ـ "الطارقية"ـ "سولاس"ـ "عين الزرقاء" وغيرها من القرى الصغيرة المنتشرة على محيطها».

ويتحدث الأستاذ "سليمان" لموقعنا عن معنى كلمة "مشقيتا" فيقول: «هي كلمة سريانية الأصل وتعني الأرض المروية أو المسقية، وذلك لكثرة ينابيعها والتي اعتمد الأهالي عليها في مياه الشرب وري المزروعات وسقاية المواشي، وتميزت بطعمها العذب،




وبعض هذه العيون ما زالت قائمة حتى يومنا كعين "بيرم"، وقد يكون الاسم معروفاً للبعض في سورية وخارجها، وقد شاهد طبيعتها الساحرة الكثيرون عبر العديد من الأعمال الدرامية والغنائية السورية كمسلسل "الكواسر"، "كان يا ما كان" وهي عروس جبال "اللاذقية" المتوجة بخضرة رائعة وبحيرات ساحرة وأجواء ملهمة».

"مشقيتا" قرية رائعة بكل مكوناتها ولا يمكنك أن تخفي إعجابك بجمال طبيعتها، وعند ذاك ستجد مضيفك يثني على كلامك بلهجة لاذقانية محببة قائلاً: «هادي "مشقيتا"...كل العالم عشقيتا!!»

والغروب في "مشقيتا" لوحة فنية يصعب وصفها، وإذا أسرعت الخطى قليلاً يمكنك أن تلاقى شاطئ "اللاذقية" في غضون ربع ساعة لتشاهد سحر الغسق على ميناء "أوغاريت" الفينيقية التي أبدعت أول أبجدية عرفها العالم على مر التاريخ.

وعن عمل أهالي القرية يقول رئيس بلديتها المهندس "سليمان": «قبل أن تدخل السياحة إلى مجتمع القرية، كان اعتماد الأهالي في معيشتهم على زراعة الزيتون والحمضيات والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى عملهم في مهن وحرف مختلفة كالحدادة والنجارة»، أما خدمياً فيقول المهندس "سليمان": «تعتبر "مشقيتا" من أول المناطق التي وفرت التعليم لأبنائها منذ عام 1900، وتعد مدرسة "مشقيتا" الثانوية من أقدم مدارس منطقة "اللاذقية"،



إذ كان يؤمها طلاب العلم من كافة قرى المحافظة، ونبغ فيها عدد من الأدباء والمفكرين والشعراء، منهم: الكاتب الراحل "هاني الراهب" والشاعر "مسعود جوني"».

يثيرك الفضول وأنت تدخل إلى القرية عبر بوابتها الواسعة وشارعها الرئيسي، فتبدو لزائرها مجموعة من تلال منبسطة توزعت فيها المساكن الحديثة لتشكل وحدة معمارية متناسقة الجمال، ويوجد في القرية سوق رئيسي تجاري متكامل على امتداد الشارع العام يلبى حاجة وطموح القاطنين والزائرين.

وقد شهدت القرية إقبالاً سياحياً، خاصة بعد إنشاء سد "السادس عشر من أكتوبر-تشرين الأول" والذي يشكل لوحة متكاملة الجمال بتضاريسه المتداخلة مع الطبيعة.. ويشتهر السد ببحيراته السبع التي تشرف عليها غابات مكسوة بأشجار الصنوبر والبلوط والسنديان، كغابة "الشيخ أيوب"، وغابة "النبي نوح"، التي تتربع هضبة وسط البحيرة ويقصدها الزوار بواسطة القوارب، وتجمع قرى "مشقيتا"، يمكّن الزائر من الاستجمام والتنزه والبحث.

وتضم هذه المنطقة عدة منشآت سياحية، فهناك 3 فنادق مصنفة على أنها نجمتان، ويؤمها أكثر من 3000 زائر مبيت يومياً، بالإضافة إلى بعض الشقق التي تؤجر مفروشة وستة مطاعم شعبية، ومع ذلك فهناك استثمارات عديدة لتوفير المزيد من الخدمات السياحية خلال الفترة المستقبلية،


وتعتبر القرية مخدمة بحدود 100% من ناحية الواقع الخدمي والبنى التحتية من كهرباء وشبكة مواصلات واتصالات وطرق وصرف صحي.

ولا تقتصر السياحة في القرية على موسم الصيف بل تؤمها أعداد لا بأس بها في فصل الشتاء أيضاً، وذلك لأن السياحة خاصة الداخلية ترتبط بالعطل الأسبوعية والمناسبات الاجتماعية والأعياد، وحسب خطط بلدية القرية فإنه يتم التحضير لمهرجانات سياحة تساهم كثيراً باستقطاب الزوار والسياح اليها.